النوبة الصرعية الكبرى generalized tonic-clonic seizure أو grand mal seizure، هي اضطراب في عمل جانبي الدماغ، ينتج الاضطراب عن انتشار غير ملائم للإشارات الكهربية عبر الدماغ، ويؤدي هذا إلى إرسال إشارات عصبية إلى العضلات والأعصاب والغدد، ما يسبب فقدان الوعي وحدوث تشنجات عضلية شديدة.

عادةً ترتبط التشنجات seizures بنوبات الصرع epilepsy. وفقًا لمراكز الوقاية والسيطرة على الأمراض CDC، هناك 5.1 مليون شخص في الولايات المتحدة لديهم تاريخ من الإصابة بالصرع، قد تحدث النوبات بسبب الحمى الشديدة أو إصابة بالرأس أو انخفاض سكر الدم، وتصيب أحيانًا الأشخاص الذين يتعالجون من إدمان الكحول أو المخدرات.

تتميز النوبة الصرعية الكبرى بحدوث مرحلتين من الإصابة، المرحلة الأولى هي التوتر، فيها تتصلب عضلات الجسم ويفقد المصاب وعيه ويسقط أرضًا.

المرحلة الثانية هي الاختلاج convulsion، وهي انقباضات عضلية سريعة، تستغرق عادةً من دقيقة إلى ثلاث دقائق، وتعتبر حالة طبية طارئة إذا استمرت لأكثر من خمس دقائق.

قد تبدأ النوبات بالظهور عند المصاب بالصرع في مرحلة الطفولة أو المراهقة، لكنها نادرًا ما تحدث قبل عمر عامين. قد تحدث نوبة واحدة غير مرتبطة بالصرع خلال أي مرحلة من مراحل العمر، يحدث هذا غالبًا بسبب مؤثر قوي يؤدي إلى تغير مؤقت في وظائف الدماغ.

قد تعتبر النوبة الصرعية الكبرى حالةً طبية طارئة، اعتمادًا على سجل المريض بالنسبة للصرع أو الحالات الطبية الأخرى. يجب أن يطلب المريض المساعدة الطبية فورًا عند تعرضه للنوبة الأولى، أو إذا تعرض لإصابة جراء النوبة، أو إذا تكررت النوبات.

أسباب النوبة الصرعية الكبرى

هناك العديد من الحالات الطبية التي قد تسبب حدوث نوبات الصرع الكبرى، أخطرها الأورام الدماغية أو النزيف الدماغي الذي قد يسبب السكتات الدماغية، أيضًا التعرض لإصابة في الرأس قد يؤثر على الدماغ مسببًا النوبات، وهناك أسباب أخرى، مثل:

  •  انخفاض مستوى الصوديوم أو الكالسيوم أو الغلوكوز أو المغنيسيوم في الدم.
  •  الاستهلاك المفرط للكحول أو المخدرات، أو الانسحاب الناتج عن توقف التعاطي.
  •  العوامل الوراثية أو الاضطرابات العصبية.
  •  حدوث إصابة أو عدوى.

لكن في بعض الأحيان قد لا يستطيع الأطباء تحديد المسبب وراء النوبات.

من هم الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بنوبات الصرع الكبرى؟

ترتفع احتمالية الإصابة بنوبات الصرع الكبرى إذا كان لديك سجل عائلي مع الصرع، بالإضافة لعدد من العوامل الأخرى التي تزيد من خطر الإصابة، مثل التعرض لإصابة في الرأس trauma، والعدوى، والسكتة الدماغية، وهناك عوامل أخرى مثل:

  •  اضطراب النوم.
  •  خلل كهربائية الجسم electrolyte imbalance بسبب حالة صحية أخرى.
  •  استهلاك المواد المخدرة أو الكحولية.

أعراض النوبة الصرعية الكبرى

إذا كنت تعاني من النوبة الصرعية الكبرى، فقد تتعرض لواحد أو أكثر من الأعراض التالية:

  •  شعور غريب يسمى الهالةaura ، وتتضمن رؤية أضواء وامضة، وعدم وضوح الرؤية، والشعور بتنميل أو ضعف، وصعوبة في التحدث.
  •  صراخ أو بكاء لا إرادي.
  •  فقدان السيطرة على المثانة أو الأمعاء أثناء أو بعد النوبة.
  •  فقدان الوعي، والشعور بالارتباك أو النعاس بعد الإفاقة.
  •  صداع شديد بعد النوبة.

النوبة الصرعية الكبرى: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج generalized tonic-clonic seizure اضطراب في عمل جانبي الدماغ إرسال إشارات عصبية إلى العضلات

الأعراض المعتادة للنوبة الصرعية الكبرى تتضمن التصلب والسقوط أرضًا، يلي ذلك ارتعاش في الوجه والأطراف نتيجةً للانقباضات العضلية، ويبقى الشخص لعدة ساعات في حالة من التشوش والنعاس قبل أن يتعافى.

كيف تُشخص النوبة الصرعية الكبرى؟

هناك العديد من الطرق لتشخيص المرض أو معرفة سبب النوبات:

 التاريخ الطبي:

سيسألك الطبيب عن النوبات التي أصبت بها والحالات الطبية الأخرى التي تعاني منها، كما سيسأل الأشخاص المحيطين بك لمعرفة ما حدث أثناء النوبات، أيضًا سيطلب منك تذكر ما حدث قبل النوبة تمامًا؛ إذ يساعد هذا على تحديد النشاط أو الفعل الذي أدى لحدوثها.

 الفحص العصبي:

سيجري الطبيب اختبارات بسيطة لفحص التوازن والتناسق وردات الفعل، كما سيقيّم كفاءة وقوة العضلات، بالإضافة إلى فحص قدرتك على التحكم في الجسم وتحريكه، وما إذا كان هناك خلل في الذاكرة أو اتخاذ القرارات.

 تحاليل الدم:

قد يطلب الطبيب تحليلًا للدم لمعرفة المشكلة الصحية التي ربما أدت إلى بدء النوبات.

 الصور الطبية:

تساعد بعض أنواع الفحوصات الدماغية على مراقبة وظائف الدماغ، مثل تخطيط المخ الكهربي EEG الذي يُظهر طبيعة النشاط الكهربي في المخ، وصور الرنين المغناطيسي MRI التي تعطي صورة مفصلة لأجزاء المخ.

علاج النوبة الصرعية الكبرى

إذا تعرض الشخص لنوبة واحدة فقد يكون هذا حدثًا عابرًا ولا يحتاج إلى علاج، سيترقب الطبيب حدوث نوبات أخرى قبل أن يقرر بدء مسار علاجي طويل.

 الأدوية المضادة للصرع:

في أغلب حالات الصرع يمكن السيطرة على النوبات عن طريق الأدوية. يبدأ العلاج غالبًا بجرعة منخفضة من دواء واحد ويزيد الطبيب الجرعة تدريجيًا إذا تطلب الأمر، تتطلب بعض الحالات استخدام أكثر من دواء معًا لمعالجة النوبات، وقد يتطلب الأمر فترة من الوقت لتحديد نوع الدواء المناسب والجرعة المناسبة.

هناك العديد من الأدوية المستخدمة لعلاج الصرع، منها:

  •  ليفيتيراسيتام Levetiracetam (الاسم التجاري كيبرا (Keppra.
  •  كاربامازيبين Carbamazepine (الاسم التجاري تيغريتول (Tegretol.
  •  فينيتوين Phenytoin (الاسم التجاري ديلانتين.(Dilantin
  •  أوكسكاربازيبين Oxcarbazepine (الاسم التجاري تريليبتال (Trileptal.
  •  لاموتريجين Lamotrigine (الاسم التجاري لاميكتال (Lamictal.
  •  فينوباربيتال Phenobarbital.
  •  لورازيبام Lorazepam (الاسم التجاري أتيفان (Ativan.

 الجراحة:

تعتبر الجراحة الدماغية خيارًا إذا لم ينجح الدواء في السيطرة على النوبات، لكنها تعتبر أكثر فاعلية في حالة النوبات الجزئية partial seizuresالتي تصيب جزءًا محددًا من المخ وليس في النوبات الكبرى.

 العلاجات التكميلية:

هناك نوعان من العلاجات التكميلية أو الإضافية. الأول هو تحفيز العصب الحائرvagus nerve عن طريق زرع جهاز كهربي يحفز العصب آليًا في الرقبة.

النوع الثاني هو اتباع حمية الكيتو ketogenic diet التي تعتمد نسب عالية من الدهون وكربوهيدرات منخفضة، ووُجد أنها تساعد على تخفيف حالات معينة النوبات.

التوقعات المستقبلية للمصابين بنوبات الصرع الكبرى

إن الإصابة بنوبة صرعية نتيجة التعرض لمؤثر لمرة واحدة لن تؤثر على حياتك على المدى الطويل.

بإمكان المصابين بالنوبات عيش حياة طبيعية، بالسيطرة على النوبات عن طريق الالتزام بالدواء أو العلاج الموصوف.

من المهم الالتزام بتناول الدواء كما هو موصوف، قد يؤدي إيقاف الدواء بشكل مفاجئ لحدوث نوبات طويلة ومتكررة، وقد يؤدي إلى الوفاة. قد يتعرض المرضى الذين لا يتناولون الدواء للموت المفاجئ بسبب حدوث خلل في ضربات القلب نتيجةً للتشنجات العضلية.

إذا كان لديك سجل من الإصابة بالنوبات فإن عليك تجنب بعض الأنشطة؛ لأن حدوث نوبة أثناء السباحة أو الغوص أو الاستحمام قد يمثل خطرًا على حياتك.

الوقاية من النوبة الصرعية الكبرى

إن طبيعة النوبات الصرعية غير مفهومة تمامًا، ما يصعب عملية الوقاية، لأنها لا تحدث نتيجةً لمؤثر محدد. لكن هناك بعض الخطوات التي قد تساعد على تجنب حدوث النوبات، مثل:

  •  تجنب إصابات الرأس عن طريق وضع حزام الأمان أثناء قيادة السيارات، وارتداء الخوذة الواقية أثناء قيادة الدراجات النارية، وقيادة مركبات تحتوي على وسائد هوائية.
  •  النظافة الشخصية، وتناول طعام نظيف لتجنب العدوى أو الطفيليات التي قد تسبب الصرع.
  •  تجنب العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسكتات دماغية، مثل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، والتدخين، وقلة النشاط الحركي.
  •  يساعد حصول النساء الحوامل على الرعاية المناسبة طوال فترة الحمل وحتى الولادة على تقليل احتمالية حدوث اضطرابات صرعية لدى الطفل. وبعد الولادة، يجب الاهتمام بمناعة الطفل لتجنب انتقال الأمراض التي تضر بالجهاز العصبي وتساهم في حدوث الصرع.

اقرأ أيضًا:

الأورام الدماغية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

السكتة الدماغية: أسبابها وأنواعها وطرق علاجها

ترجمة: عمر رافع النبواني

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر