العد الوردي: حالة طبية جلدية التهابية مزمنة تصيب الوجه غالبًا. يزداد العد الوردي سوءًا مع الوقت إن ترك دون علاج، وكثيرًا ما يشتبه بينه وبين حب الشباب أو الإكزيما أو حساسية الجلد.

يبدو أن العد الوردي أشيع لدى أصحاب الجلد الفاتح، إذ يصيب حوالي 14,000,000 أمريكي (شخصًا من كل عشرين شخصًا). بالرغم من أن أسباب المرض ليست مفهومة بشكل كامل وعدم وجود علاج له، توجد عدة طرق لتخفيف الأعراض.

قد تكون الإصابات بهذا المرض أكثر بكثير، لأنه كثيرًا ما يُساء تشخيصه. يشيع العد الوردي أكثر لدى أصحاب الجلد الفاتح من أصلو شمال أوربا.

حقائق سريعة عن العد الوردي:

  •  العرض الأساسي للعد الوردي هو ظهور بثور في الوجه.
  •  يُعتقد أن 14 مليون أمريكي مصابون بالمرض.
  • تشمل الأعراض الأخرى احمرار الوجه بسهولة والتهاب الأوعية الدموية.
  •  الأسباب الدقيقة غير معروفة ولكن يمكن لعدد من العوامل أن تحفز ظهور الأعراض.
  •  يمكن لبعض الأطعمة أن تزيد الأعراض سوءًا مثل مشتقات الألبان والأطعمة الحارة.

العلاج

العد الوردي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج حالة طبية جلدية التهابية مزمنة تصيب الوجه غالبًا حب الشباب أو الإكزيما أو حساسية الجلد

تشمل تغيرات الجلد الاحمرار، والحساسية والبثور

لا يوجد علاج للعد الوردي. ومع ذلك هناك علاجات متنوعة يمكن أن تخفف العلامات والأعراض. تعطي تشكيلة من الأدوية والتغييرات في نمط الحياة أفضل النتائج عادة. قد يصف الطبيب كريمات تمويه لتغطية العيوب في الجلد.

الأدوية

قد يشمل العلاج تشكيلة من الأدوية الموضعية (التي توضع على الجلد) والأدوية الفموية (حبوبًا للبلع أو أقراصًا أو كبسولات). وتشمل ما يأتي:

  •  الأدوية الموضعية: تساعد هذه الأدوية على تقليل الالتهاب والاحمرار وتوضع على الجلد مرة أو مرتين في اليوم. وتستعمل عادة جنبًا إلى جنب مع بعض الأدوية الفموية. ومن أمثلة الأدوية الفموية التي توصف بشكل شائع المضادات الحيوية (metronidazole) وtretinoin وbenzoyl peroxide وazelaic acid.
  •  المضادات الحيوية الفموية: قد توصف هذه الأدوية لخصائصها المضادة للالتهاب. تميل المضادات الحيوية الفموية إلى إعطاء نتائج أسرع من مثيلتها الموضعية. تشمل الأمثلة tetracycline وminocycline وerythromycin.
  •  دواء Isotretinoin أوAccutane : يستعمل هذا الدواء الفموي أحيانًا للحالات الشديدة من العد الوردي الالتهابي إن لم تفِد العلاجات الأخرى. يعَد Isotretinoin علاجًا قويًا يثبط إنتاج الزيت من الغدد الدهنية. يجدر بالذكر أن المريض يحتاج إلى المراقبة عن كثب؛ لأن التأثيرات الجانبية قد تكون شديدة.
  • دواء Blephamide: هو نوع خاص من قطرات العين الستيرويدية يوصف أحيانًا للمرضى المصابين بالعد الوردي العيني (من الأعراض المتعلقة بالعين). تستعمل قطرات العين يوميًا لمدة تتراوح من 3 أيام إلى أسبوع، ويتبع ذلك قطع العلاج أو إنقاصه تدريجيًا.
  •  دواء Tetracycline: يوصف هذا الدواء أحيانًا للمرضى الذين لديهم أعراض العد الوردي العيني. يساعد Doxycycline على تحسين حالة الجفاف والحكة والرؤية الضبابية والحساسية تجاه الضوء.

العلاج بالليزر

بالنسبة للمرضى الذين لديهم أوعية دموية مرئية (توسع الشعيرات)، يمكن أن يُستعمل العلاج بالليزر -الذي يستعمل نبضات ضوئية كثيفة- لتقليصها. يقوم بذلك طبيب الجلدية. بالرغم من أن هذا الإجراء يمكن أن يسبب بعض الألم، يمكن لأغلب المرضى تحمله دون الحاجة إلى التخدير.

يمكن أن يسبب العلاج بالليزر أحيانًا الكدمات وتقشر الجلد والتورم والإيلام، وقد يسبب العدوى في حالات نادرة جدًا. تختفي هذه المضاعفات عادة خلال أسابيع قليلة، أما إذا حصلت العدوى فقد تتطلب المضادات الحيوية.

عمليات التجميل للجلد المتضخم (فيمة الأنف)

إذا أصبح للمريض أنف أحمر متضخم بصلي الشكل وخدان منتفخان، وربما نتوءات سميكة على النصف السفلي من الأنف ومناطق الخدين القريبة من الأنف، فقد يوجَّه إلى جراح تجميلي. قد تجرى له جراحة بالليزر أو بالمشرط لإزالة الأنسجة الزائدة وإعادة تشكيل الأنف، ويمكن استعمال ليزر ثنائي أوكسيد الكربون لتقليص الأنسجة.

أنواع العد الوردي

هناك عدة أنواع من العد الوردي ولكن هناك أربعة أنواع أساسية حسب الأكاديمية الأمريكية لطب الجلد AAD.

العد الوردي المتعلق بالستيرويد هو حالة طبية تشبه العد الوردي يمكن أن تنتج عن استعمال الستيرويدات.

  •  العد الوردي الحماموي متوسع الشعيرات يتميز بالاحمرار والتورد مع وجود أوعية دموية مرئية.
  •  العد الوردي الحطاطي البثري يتضمن احمرارًا وتورمًا وطفحًا جلديًا يشبه حب الشباب.
  •  العد الوردي الورمي يسبب زيادة سمك الجلد واتخاذه شكلًا مليئًا بالحفر والأخاديد.
  •  العد الوردي العيني يسبب احمرار العينين وتهيجهما وتورم الأجفان. وقد يبدو الشخص كما لو أنه مصاب بشحاذ العين.

وهناك العد الوردي المتعلق بالستيرويد إذ يمكن أن ينتج عن الاستخدام المطول للكورتيكوستيرويدات بالأخص عند استخدامها لعلاج التهاب الجلد والبهاق.

وقد يتطور احمرار دائم ويبقى في مركز الوجه.

الأسباب

الخبراء غير متأكدين من سبب العد الوردي. ويُعتقد أن العوامل التالية تساهم في المرض:

  •  تشوهات في الأوعية الدموية للوجه: يقترح اختصاصيو الجلد (أطباء الجلد) أن التشوهات في الأوعية الدموية للوجه تسبب التورد والاحمرار المستمر والأوعية الدموية المرئية. أما ما يسبب التهاب الأوعية الدموية فما زال لغزًا.
  • لون الجلد الفاتح: يصاب أصحاب الجلد الفاتح بالعد الوردي بنسبة أكبر بكثير مقارنةً بغيرهم.
  •  الدويدية الجريبية (العث المجهري):Demodex folliculorum يعيش هذا الكائن على جلد الإنسان ولا يسبب عادة أي مشاكل. ومع ذلك يمتلك المصابون بالعد الوردي أعدادًا من هذا العث أكثر بكثير من غيرهم. لا يتّضح ما إن هذا العث يسبب العد الوردي أو أن الإصابة بالعد الوردي تسبب زيادة أعداد هذا العث.
  •  بكتيريا الملتوية البوابية H. pylori: تحفز بكتيريا H. pylori الموجودة في الأمعاء إنتاج البراديكينين، وهو بولي ببتيد (عديد الببتيد) صغير معروف بتسببه بتمدد الأوعية الدموية. يقترح الخبراء أن هذه البكتيريا قد تلعب دورًا في ظهور العد الوردي.
  •  التاريخ العائلي (الوراثة والجينات): الكثير من مرضى العد الوردي لديهم قريب مصاب بنفس المرض.

محفزات العد الوردي

يمكن لبعض العوامل أن تفاقم العد الوردي أو تجعله أسوأ عن طريق زيادة تدفق الدم إلى سطح الجلد. وتشمل ما يأتي:

  •  درجات الحرارة المرتفعة جدًا أو المنخفظة جدًا.
  •  ضوء الشمس أو الرطوبة أو الرياح.
  •  التوتر والقلق والغضب والإحراج.
  •  التمارين القوية.
  •  الحمام الساخن أو الساونا.
  •  بعض الأدوية مثل الكورتيكوستيرويدات وأدوية علاج ضغط الدم المرتفع.
  •  الحالات الطبية الحادة مثل البرد أو السعال أو الحمى.
  •  بعض الحالات الطبية المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم.

تشمل الأطعمة والمشروبات التي قد تحفز العد الوردي ما يأتي:

  •  الأطعمة الساخنة والمشروبات الساخنة.
  •  الكافيين.
  •  مشتقات الألبان.
  •  البهارات والتوابل التي تحتوي على الكابسيسن capsaicin مثل الصلصة الحارة والفلفل الحريف والفلفل الأحمر.
  •  الكحول وتتضمن النبيذ والليكير القوي.
  •  الأطعمة التي تحتوي على السينامالديهيد مثل الطماطم والشوكولا والفواكه الحمضية.

أعراض العد الوردي

ترتبط العديد من الأعراض والعلامات بالعد الوردي ولكن يمكنها أن تختلف كثيرًا من شخص إلى آخر، على أي حال، تميل الأعراض والعلامات التالية إلى أن تكون موجودة في أغلب الحالات:

التورد (احمرار الوجه بسهولة): يمكن أن تستمر نوبات التورد لمدة تصل إلى 5 دقائق، إذ يمكن أن ينتشر الاحمرار من الوجه نزولًا إلى الرقبة والصدر. يقول بعض الناس أنهم يشعرون بحرارة غير محببة في الجلد أثناء نوبات التورد.

فرط تفاعل جلد الوجه: تتوسع الأوعية الدموية الحساسة بسهولة باللمس وبعض المحفزات الفيزيائية الأخرى مثل ضوء الشمس. يشير الكثير إلى هذه الحالة بشكل خاطئ على أنها حساسية الجلد بينما سببها الحقيقي هو تحسس الأوعية الدموية لا خلايا الجلد.

الاحمرار المستمر: أحيانًا تكون نوبات التورد متبوعة في النهاية بنوبات احمرار وجهي مستمر. قد يبقى الاحمرار على شكل بقعة ناتجة عن حروق الشمس. يحدث هذا بسبب تمدد مئات الأوعية الدموية الصغيرة قرب سطح جلد الوجه.

البثور والحطاطات (العد الوردي الالتهابي): تظهر أحيانًا بقع صغيرة وبثور وحطاطات على الوجه ويعرف هذا بالعد الوردي الالتهابي. يحدث سوء التشخيص بشكل شائع بسبب تشابهها مع حب الشباب الذي يظهر في سن المراهقة. ومع ذلك لا تظهر على الجلد رؤوس سوداء في حالة العد الوردي، بعكس حب الشباب.

التهاب الأوعية الدموية (العد الوردي الوعائي): مع تقدم علامات العد الوردي وأعراضه وازديادها سوءًا، تتورم أوعية دموية صغيرة على الأنف والخدين وتصبح مرئية (توسع الشعيرات)، وتبدو أحيانًا مثل شبكات عناكب صغيرة. يمكن أن يصبح الجلد على الوجه مبقعًا.

فيمة الأنف أو زيادة جلد الوجه حول الأنف: يمكن أن يؤدي العد الوردي الشديد إلى زيادة سمك جلد الوجه، خصوصًا حول الأنف. يمكن أن يصبح الأنف بصلي الشكل ومتضخمًا (فيمة الأنف). وهي من المضاعفات النادرة جدًا وتميل لإصابة الذكور أكثر بكثير من الإناث.

العد الوردي العيني: يحدث شعور رملي حارق في العينين يجعلهما محتقنتين بالدم. قد يصبح داخل الجفن ملتهبًا (التهاب الجفن) فيبدو حرشفيًا، ما يسبب التهاب ملتحمة العين. قد لا يتحمل بعض الناس العدسات اللاصقة وقد يظهر لديهم شحاذ العين. ويمكن أن تصبح الرؤية ضبابية في حالات نادرة جدًا.

تورم الوجه: تتسرب السوائل الزائدة والبروتينات من الأوعية الدموية وتغمر في النهاية الجهاز اللمفي الذي لا يستطيع سحبها بعيدًا بالسرعة الكافية فينتج عن ذلك تراكم السوائل في جلد الوجه.

العلاج الطبيعي

هذه الإجراءات في نمط الحياة وفي البيت ستساعد في السيطرة على الأعراض، ويمكن استعمالها جنبًا إلى جنب مع أي علاج طبي. المفتاح هنا هو تقليل التعرض لأي شيء قد يحفز الأعراض أو يفاقمها:

  •  عند التعرض للشمس، ارتدِ حاجب أشعة شمسية واسع الطيف ذا عامل واقٍ من الشمس SPF 15 درجة على الأقل.
  •  في الشتاء، احمِ وجهك بوشاح أو قناع تزلج.
  •  حاول أن تمتنع عن فرك الجلد أو لمسه في منطقة الوجه.
  •  عند الغسل، استعمل أداة تنظيف ناعمة للمناطق المصابة.
  •  لا تستعمل أية منتجات للوجه تحتوي الكحول أو مهيجات الجلد.
  •  إذا كان الجلد متقرحًا، استعمل مرطبًا للجلد.
  •  استعمل مرطبات الجلد بعد جفاف الدواء الموضعي فقط.
  •  استعمل فقط المنتجات المطبوع عليها أنها غير زؤانية noncomedogenic، إذ لا تسد هذه المنتجات مسامات الغدد العرقية والمسامات الزيتية.
  •  تجنب الحرارة العالية.
  •  تجنب استهلاك المشروبات الكحولية.
  •  استخدم ماكينة الحلاقة الكهربائية؛ إذ إنها أقل احتمالية للتسبب بتهيج الجلد من شفرات الحلاقة العادية.
  •  تجنب الأطعمة الحارة.
  •  كوّن قائمة بالأطعمة المحتملة والمشروبات التي قد تحفز ظهور الأعراض وتجنبها.
  •  قد تساعد كريمات الأساس الخضراء والصفراء والمساحيق على تغطية احمرار الجلد.
  •  تجنب استعمال كريمات الستيرويد دون وصفة طبية ما لم يصفها لك الطبيب باعتبارها جزءًا من علاجك. فقد تزيد الأعراض سوءًا على المدى البعيد أو المتوسط.

الإجهاد

يمكن أن يحفز نمط الحياة المرهق والمشغول جدًا العد الوردي

يقول الخبراء إن الإجهاد محفز أساسي للعد الورد؛ لذا ستساعدك أي إجراءات لتقليل مستويات الإجهاد على الوقاية من ظهور الأعراض والحيلولة دون زيادة الأعراض الموجودة سوءًا.

قد تشمل خطوات تقليل الإجهاد التمرين المنتظم، والحصول على سبع ساعات من النوم الجيد كل ليلة، وتناول حمية غذائية صحية ومتوازنة.

بما أن التمرين القوي من محفزات العد الوردي؛ ينصَح المرضى بالقيام بتمارين خفيفة كالمشي والسباحة.

قد تساعد اليوغا أيضًا، والتاي تشي وتمارين التنفس وبعض التأمل على تقليل الإجهاد.

تشخيص العد الوردي

لا يوجد اختبار سريري للعد الوردي. يتوصل الطبيب إلى التشخيص بعد فحص جلد المريض وسؤاله عن الأعراض والمحفزات. يساعد وجود الأوعية الدموية المتضخمة الطبيب على تمييز العد الوردي من اضطرابات الجلد الأخرى.

يدل وجود الطفح على فروة الرأس أو الأذنين عادة إلى تشخيص مختلف أو وجود حالة طبية أخرى مع العد الوردي؛ إذ تختص أعراض العد الوردي وعلاماته الوجه بشكل رئيس.

يقلل التشخيص المبكر والعلاج السريع التابع له بشكل كبير مخاطر تقدم العد الوردي. إن شك الطبيب بوجود حالة طبية كامنة أو مرض مثل الذئبة، فقد يطلب إجراء فحوصات للدم. وقد يوجه الطبيب المريض إلى اختصاصي الأمراض الجلدية.

المضاعفات

يمكن أن تنشأ بعض المضاعفات من العد الوردي.

العد الوردي العيني

إن أصاب العد الوردي العينين، يمكن أن يصبح جفنا العين ملتهبين (التهاب الجفن). يتضمن العلاج استعمال كريمات المضادات الحيوية الموضعية بشكل يومي والمضادات الحيوية الفموية (التي تؤخَذ عن طريق الفم).

الثقة بالنفس، والإحراج والإحباط

بالرغم من أن العد الوردي ليس حالة طبية مهددة للحياة، يترك تأثيره على المظهر المريض محرجًا في الغالب، ومحبطًا، وقلقًا ويقلل ثقته بنفسه.

يميل المرضى الذين هم على اطلاع على العد الوردي إلى التعايش معه بشكل أفضل لأنهم مستعدون للتعامل مع المضاعفات والنوبات المتكررة.

يستعيد المريض صحته العاطفية بشكل عام بعد علاج الأعراض بنجاح. ومن المرجح أكثر أن يحدث ذلك إذا التزم الأفراد بالعلاج طويل الأمد، وأخذوا احتياطاتهم لتقليل العوامل التي تزيد الحالة سوءًا.

من المهم للأفراد أن يتحدثوا إلى الطبيب عند الشعور القوي بالضيق أو الإحراج أو الإحباط. ويُستحسن التحدث إلى مستشار أو موظف صحي اجتماعي.

اقرأ أيضًا:

حب الشباب ، أنواعه وطرق علاجه

كيف تتعامل مع البثور على وجهك؟ لا تعصرها بل اقرأ المقالة!

ترجمة: عمار عبيد

تدقيق: محمد نجيب العباسي

مراجعة: تسنيم الطيبي

المصدر