الموثة أو البروستات prostate هي غدة عضلية صغيرة من الجهاز التناسلي الذكري تحيط بالإحليل وتشكل معظم السوائل المكونة للسائل المنوي، يساعد تقلصها العضلي على دفع السائل المنوي ضمن القضيب عند بلوغ ذروة النشوة الجنسية، يمكن أن تتضخم البروستات لدى العديد من الرجال (تضخم البروستات الحميد) مسببةً في العديد من الأحيان أعراضًا واختلاطات أخرى مع مرور الوقت، لكن على أي حال فالعلاجات متاحة.

ما هو تضخم البروستات الحميد ؟

يحدث تضخم البروستات الحميد benign prostatic hyperplasia (BPH) عندما تبدأ خلايا البروستات بالتضاعف، فتسبب هذه الخلايا الإضافية تورم غدة البروستات التي تضغط بدورها على الإحليل معيقةً مرور البول ضمنه. يختلف تضخم البروستات الحميد عن سرطان البروستات prostate cancer وهو لا يزيد من خطورة الإصابة بالسرطان، لكنه يسبب أعراضًا يمكن أن تؤثر على جودة حياة المصاب، أيضًا فهو شائع لدى من تجاوزوا العقد الخامس من عمرهم.

أسباب تضخم البروستات الحميد:

يُعتبر تضخم البروستات الحميد حدثًا طبيعيًا أثناء تقدم الرجل بالعمر، فالعديد من الرجال ممن تجاوزوا الثمانين من عمرهم يعانون من أعراضه، ويُعتقد أن التغيرات في الهرمونات الجنسية المصاحبة للتقدم بالعمر هي إحدى العوامل المحرضة، رغم أن السبب الرئيسي لم يُحدد بعد.

تزيد أي قصة عائلية بحدوث مشاكل في البروستات ووجود أي شذوذ في الخصية من خطر الإصابة بتضخم البروستات الحميد، لا يتطور BPH لدى من استأصلوا خصاهم في سن مبكرة.

الأعراض:

تكون أعراض BPH في البداية معتدلةً جدًا، لكنها تصبح أخطر إذا لم تُعالج، وتتضمن الأعراض الشائعة:

  •  التفريغ غير الكامل للمثانة.
  •  بوال ليلي nocturia، وهو الحاجة للتبول مرتين على الأقل ليلًا.
  •  التنقيط أو النثر المتقطع في نهاية التدفق البولي.
  •  سلس بولي incontinence أو تسرب البول أو ارتشاحه.
  •  الحاجة لبذل جهد أثناء التبول.
  •  ضعف الجريان البولي.
  •  الشعور بحاجة مفاجئة ملحة للتبول.
  •  بطء الجريان البولي.
  •  الشعور بالألم أثناء التبول.
  •  وجود دم في البول.

توجه لطبيبك إن وُجدت لديك أية من هذه الأعراض، هي قابلة للعلاج بشكل كبير وعلاجها سيساعدك في الوقاية من أي اختلاطات.

التشخيص:

يبدأ الطبيب عادةً بفحص سريري ويسأل المريض عن قصته السريرية، يتضمن الفحص السريري فحص المستقيم rectal examination الذي يتيح للطبيب قياس حجم البروستات وتحسس شكلها، تتضمن الفحوصات الأخرى:

  •  تحليل البول urinalysis للتأكد من وجود الدم والجراثيم.
  •  خزعة البروستات prostatic biopsy: يُؤخذ جزء صغير من النسيج الموثي للتحري عن وجود أي شذوذات.
  •  فحص بولي ديناميكي urodynamic test: تُملأ المثانة بسائل بواسطة قثطرة لقياس الضغط الذي تطبقه المثانة أثناء التبول.
  •  فحص المستضد البروستاتي النوعي prostate-specific antigen: فحص دموي للتحري عن وجود سرطان بروستات.
  •  فحص الثمالة البولية post-void residual: فحص كمية البول المتبقية في المثانة بعد التبول.
  •  تنظير المثانة cystoscopy: فحص المثانة والإحليل باستخدام منظار صغير مُضاء بعد إدخاله إلى الإحليل.
  •  تصوير داخل وريدي للحويضة أو الجهاز البولي intravenous pyelography or urography: هو فحص بالأشعة السينية أو بالتصوير المقطعي المحوسب بعد حقن صبغة معينة داخل الجسم، توضح هذه الصبغة كامل الجهاز البولي في الصور المُلتقطة بهاتين التقنيتين.

يسأل الطبيب أيضًا عن الأدوية التي يتعاطاها المريض لكونها قد تؤثر على الجهاز البولي ومنها:

  •  مضادات الاكتئاب antidepressants.
  •  مدرات البول diuretics.
  •  مضادات الهيستامين antihistamines.
  •  المهدئات والمسكنات sedatives.

وسيطلب منك الإجراءات الطبية الضرورية الملائمة. لا تحاول تطبيق أي علاج طبي بمفردك أو تعاطي أي أدوية، وأحط طبيبك علمًا بأية إجراءات اتخذتها بنفسك لعلاج الأعراض التي تعاني منها لمدة شهرين على الأقل دون أن تلاحظ أي تقدم.

العلاج:

يبدأ علاج BPH بالرعاية الذاتية، إن لم تتحسن أعراضك أثناء ذلك ستحتاج للعلاج الدوائي أو الجراحي، سيؤثر عمرك وصحتك العامة على العلاج الموصوف.

العلاج الطبيعي:

يتضمن العلاج الطبيعي أفعالًا معينة وتغييرات في نمط حياتك تساعد في تحسن الأعراض وتتضمن:

  •  سارع بالتبول حال شعورك بالإلحاح.
  •  حاول التبول حتى عندما لا تشعر بالحاجة لذلك.
  •  تجنب تعاطي مدرات البول ومضادات الهيستامين المتاحة دون وصفة طبية لكونها تعيق عملية إفراغ المثانة.
  •  تجنب تناول الكحول والكافيين خصيصًا بعد ساعات من تناول العشاء.
  •  حاول تخفيف توترك قدر الإمكان لأن التوتر يزيد من عدد مرات التبول.
  •  واظب على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، قلة التمارين تفاقم وضع أعراضك.
  •  تعلم ومارس تمارين كيجل Kegel exercise لتقوية عضلات الحوض.
  •  حافظ على دفئك لأن التعرض للبرد سيزيد من حدة الأعراض.
  •  يلجأ بعض الناس لتناول أدوية طبيعية لعلاج BPH ضمن برنامج علاجهم الطبيعي، لكن لم يجد الباحثون أي أدلة على فعاليتها.

الأدوية:

يصف الطبيب لمريضه بعض الأدوية عندما عندما يجد أن تغيير نمط حياة المريض ليس كافيًا لتحسن الأعراض. يوجد العديد من الأدوية التي تساعد في علاج أعراض المرض والمرض ذاته، تتضمن هذه الأدوية حاصرات ألفا 1 alpha-1 blockers وأدوية خافضة للهرمونات hormone reduction medications والمضادات الحيوية antibiotics.

حاصرات ألفا 1:

هي أدوية تستهدف إرخاء عضلات المثانة والبروستات ما يجعل عملية تدفق البول أسهل، ومن هذه الأدوية:

  •  دوكسازوسين doxazosin.
  •  برازوسين prazosin.
  •  الفوزوسين alfuzosin.
  •  تيرازوسين terazosin.
  •  تامسولوسين tamsulosin.

الأدوية الخافضة للهرمونات:

تخفض هذه الأدوية مستويات الهرمونات التي تؤثر على غدة البروستات، وأشيع هذه الأدوية dutasteride و finasteride اللذان يخفضان من تركيز التستوستيرون، الأمر الذي يساعد في تصغير حجم البروستات وتحسين تدفق البول، لكن لهذه الأدوية آثار جانبية غير مرغوبة قابلة للحدوث كالعنانة (الضعف الجنسي) impotence وانخفاض الرغبة الجنسية.

تضخم البروستات الحميد: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج غدة عضلية صغيرة من الجهاز التناسلي الذكري تحيط بالإحليل السائل المنوي

المضادات الحيوية:

تُستخدم المضادات الحيوية عندما يُصاب المريض بشكل مزمن بالتهاب البروستات الجرثومي bacterial prostatitis المرتبط بتضخم البروستات الحميد. يمكن أن يحسن علاج التهاب البروستات الجرثومي بالمضادات الحيوية أعراض BPH عبر تخفيف الالتهاب، لكنه لن ينفع في علاج التهاب البروستات غير الجرثومي أو أي التهاب لا تحرضه الجراثيم.

العلاج الجراحي:

يوجد العديد من الإجراءات الجراحية التي تساعد في علاج BPH عندما لا تعود الأدوية بنفع. بعض هذه الإجراءات غير باضع أو باضع بشكل ضئيل وغالبًا ما يجريها الطبيب في عيادته (إجراء خارجي)، وبعضها الآخر باضع بشكل كبير يلزم تطبيقه في المستشفى (إجراء داخلي).

الإجراءات الخارجية:

تتضمن إدخال أداة في الإحليل ومنه إلى البروستات وتشمل:

  •  الاستئصال بالإبرة عبر الإحليل transurethral needle ablation (TUNA): تُستخدم الأمواج الراديوية لشج وتقليص النسيج الموثي.
  •  المعالجة بالأمواج المكروية عبر الإحليل transurethral microwave therapy (TUMT): تُستخدم طاقة الأمواج المكروية لإزالة النسيج الموثي.
  •  العلاج الحراري المحثوث بالماء water-induced thermotherapy (WIT): تُستخدم المياه الساخنة لتدمير النسيج الموثي الزائد.
  •  التخطيط بالأمواج فوق الصوتية المركزة عالية الشدة high-intensity focused ultrasonography (HIFU): تُستخدم الطاقة الصوتية لإزالة النسيج الموثي الزائد.

الإجراءات الداخلية:

نلجأ للإجراءات الداخلية إذا عانى المريض من إحدى الأعراض التالية:

  •  فشل كلوي kidney failure.
  •  حصى في المثانة bladder stones.
  •  أخماج متكررة في المجرى البولي.
  •  سلس بولي.
  •  عجز كامل عن تفريغ المثانة.
  •  وجود متكرر للدم في البول.

تتضمن الإجراءات الداخلية:

  •  استئصال البروستاتا عبر الإحليل transurethral resection of the prostate (TURP): هو الإجراء الجراحي الأشيع لعلاج BPH. يدخل الطبيب أداةً صغيرةً عبر الإحليل ثم يشرع بإزالة البروستات قطعةً قطعة.
  •  استئصال الموثة البسيط prostatectomy: يبدأ الطبيب بشق في البطن أو العجان (المنطقة خلف كيس الصفن)، ثم يزيل الجزء الداخلي من الموثة مع الإبقاء على الجزء الخارجي. على المريض البقاء في المستشفى لعشرة أيام تقريبًا بعد هذا الإجراء.
  •  شق البروستاتا عبر الإحليل transurethral resection of the prostate (TUIP): هذا الإجراء مشابه لاستئصال البروستات عبر الإحليل TURP، يكمن الاختلاف هنا في عدم استئصال البروستات كليًا، وإنما يُصنع شق صغير في الموثة يسمح بتوسيع مخرج المثانة والإحليل (المحاطَين بالبروستاتا) ما يسمح بتدفق البول بشكل أسهل، ولا يتطلب هذا الإجراء مكوث المريض في المستشفى في كل الأوقات.

الاختلاطات:

يتجاهل العديد من الرجال أعراض BPH، مع أن العلاج المبكر يساعد في تجنب الاختلاطات الخطيرة المُحتملة. توجه لطبيبك حال ملاحظتك لأعراض BPH، فالرجال الذين يعانون من تاريخ طويل وثابت مع هذا المرض معرضون لتطوير الاختلاطات التالية:

  •  أخماج المجاري البولية.
  •  حصى بولية.
  •  أذيات كلوية.
  •  نزيف في المجرى البولي.
  •  غياب القدرة على التبول بشكل مفاجئ.

يكون انسداد المجرى البولي الناجم عن BPH في بعض الأحيان شديدًا لدرجة عدم قدرة المثانة على تفريغ البول نهائيًا، وهو ما يُدعى انسداد مخرج المثانة bladder outlet obstruction؛ الذي يكون خطرًا لأن البول المحبوس في المثانة قد يسبب أخماجًا في المجرى البولي وأضرارًا في الكلية.

تضخم البروستات الحميد وسرطان البروستات:

يتشارك هذان المرضان في العديد من الأعراض، لكن سرطان البروستات أخطر من سابقه ويحتاج للعلاج في معظم الحالات، لذا يجب التوجه للطبيب فورًا عند ملاحظة أعراض BPH، وحينها يفحصك لنفي علاقة أعراضك بسرطان البروستات.

اقرأ أيضًا:

التهاب البروستات أعراضه تشخيصه وعلاجه

ما هي أعراض البروستات وما سبل علاجه

ما هو عمل البروستاتا

ترجمة: رضوان مرعي

تدقيق: علي قاسم

مراجعة: أحلام مرشد

المصدر