الوذمة اللمفاوية Lymphedema أو الانسداد اللمفاوي هو حالة طويلة الأمد يتجمع فيها السائل في الأنسجة مُسببًا التورم. يُعد الجهاز اللمفاوي جزءًا مهمًا من الجهاز المناعي، إذ يسري سائل شفاف يُدعى اللمف داخل الجهاز اللمفاوي. وعادةً ما تحدث الوذمة اللمفاوية بسبب انسداد بالجهاز اللمفاوي.

تؤثر الوذمة اللمفاوية غالبًا على إحدى الذراعين أو الساقين وعلى كلتا الذراعين أو الساقين في بعض الحالات، قد يعاني بعض المرضى من تورم الرأس والأعضاء التناسلية والصدر.

لا يمكن علاج الوذمة اللمفاوية، ولكن يمكن التحكم بها وتدبيرها بشكل جيد مع العلاج الصحيح.

حقائق سريعة عن الوذمة اللمفاوية:

فيما يلي بعض النقاط الهامة عن الوذمة اللمفاوية، لمزيد من التفاصيل والمعلومات تابع معنا المقال:

  •  يعتقد الخبراء أن الوذمة اللمفاوية الأولية تحدث نتيجة طفرة جينية.
  •  قد تتطور الوذمة اللمفاوية الثانوية نتيجة بعض الحالات مثل العدوى والأمراض الالتهابية.
  •  يمكن أن تؤدى الوذمة اللمفاوية في بعض الحالات إلى عدوى الجلد والتهاب الأوعية اللمفاوية.
  •  قد تقلل حماية الجلد من خطر الوذمة اللمفاوية.

علاج الوذمة اللمفاوية:

لا يمكن علاج الوذمة اللمفاوية نفسها، ولكن العلاج قد يساعد على تقليل حجم الورم والألم.

العلاج بـ مزيلات الاحتقان المركبة CDT: يبدأ بمرحلة العلاج المكثف إذ يتلقى المريض العلاج والتدريب بشكل يومي، ويلي ذلك مرحلة العلاج المحافظ إذ يأتي دور المريض في الاعتناء بالوذمة بالوسائل التي تعلمها.

المكونات الأربعة للعلاج بمزيلات الاحتقان المركبة:

  1.  التمارين العلاجية: تسعى هذه التمارين إلى تحفيز حركة السائل اللمفاوي من الأطراف المصابة.
  2.  العناية بالبشرة: العناية الجيدة بالبشرة تقلل من مخاطر الالتهابات الجلدية مثل التهاب النسيج الخلوي.
  3.  تصريف الإفرازات اللمفاوية: يستخدم معالجو الوذمة اللمفاوية تقنيات تدليك خاصة لنقل السائل إلى الغدد اللمفاوية حيث تُفرز، يُعلّم معالج الوذمة اللمفاوية المرضى أيضًا عدة أساليب تدليك لاستخدامها أثناء مرحلة العلاج المحافظ.
  4.  تضميد الوذمة اللمفاوية متعدد الطبقات: يساعد التضميد بجوارب الضغط فوق العضلات المحيطة بالأوعية والعقد اللمفاوية على مرور السائل خلال الجهاز اللمفاوي.

على عكس جهاز الدوران، لا يوجد في الجهاز اللمفاوي عضو لضخ السائل عبر الدورة الدموية (مثل القلب)، لذلك فإن الهدف من استخدام الضمادات الضاغطة هو دعم العضلات لمساعدتها في تحريك السائل من العضو المصاب.

يتعلم المرضى أيضًا تقنيات التضميد الصحيحة لأن خطوة تضميد الوذمة اللمفاوية تستمر خلال فترة العلاج المحافظ، توجد مجموعة من جوارب الضغط متاحة للشراء عبر الانترنت.

كان العلاج الجراحي مُخيبًا للآمال مقارنةً بالعلاج غير الجراحي للوذمة اللمفاوية، ومع ذلك فقد أثبتت وسيلة جراحية جديدة تعمل على شفط الدهون نجاحًا أكبر؛ إذ تعتمد على إزالة الدهون من الطرف المصاب للمساعدة في تقليل التورم.

أسباب الوذمة اللمفاوية:

قد تحدث الوذمة اللمفاوية الأولية بسبب التحولات في بعض الجينات المرتبطة بتكوين الجهاز اللمفاوي، هذه الجينات المعيبة تتداخل مع تكوين الجهاز اللمفاوي فيُعيق ذلك قدرته على تصريف السائل بشكل صحيح.

يوجد للوذمة اللمفاوية الثانوية عدد من الأسباب المحتملة وتشمل:

  •  جراحة السرطان: قد ينتشر السرطان بالجسم عبر الجهاز اللمفاوي ما يضطر الجراحين إلى إزالة العُقد اللمفاوية أحيانًا لوقف هذا الانتشار وقد يؤثر ذلك على الجهاز اللمفاوي مؤديًا إلى الوذمة اللمفاوية.
  •  العلاج بالإشعاع: قد يؤدي استخدام الإشعاع إلى تدمير الأنسجة السرطانية أحيانًا إلى بعض الأضرار في الأنسجة السليمة القريبة مثل الجهاز اللمفاوي مؤديًا إلى الوذمة اللمفاوية.
  •  العدوى: التهاب النسيج الخلوي الحاد قد يُسبب تلف الأنسجة الموجودة حول العقد اللمفاوية، وهذا قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالوذمة اللمفاوية. أيضًا فالإصابة ببعض أنواع الطفيليات قد تكون سببًا في الوذمة اللمفاوية.
  •  الحالات الالتهابية: الحالات التي تسبب تورم الأنسجة (تصبح ملتهبةً) قد تُسبب التلف الدائم في الجهاز اللمفاوي، مثل التهاب المفاصل الروماتيزمي والتهاب الجلد.
  •  أمراض القلب والأوعية الدموية: هي الأمراض التي تؤثر على تدفق الدم، تزداد مخاطر الإصابة بالوذمة اللمفاوية لدى بعض المرضى الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية مثل مرضى الخثار الوريدي العميق DVT، والتقرحات الوريدية بالساق، ودوالي الساقين varicose veins.
  •  الإصابات والصدمات: نادرًا ما يحدث في حالات حروق الجلد الشديدة أو أي شيء يؤدي إلى وجود ندبات حادة بالجسم قد يزيد من خطر الوذمة اللمفاوية.

الأعراض:

تؤثر الوذمة اللمفاوية على الجهاز اللمفاوي، يقوم هذا الجهاز بثلاث مهام رئيسية:

  •  تصريف السوائل الزائدة عن الأنسجة: يعمل على توازن السائل الموجود في الدم مع السائل الموجود في الأنسجة وتُعرف هذه العملية بالاتزان الداخلي للسوائل.
  •  محاربة العدوى: يساعد جهاز المناعة في تحصين الجسم ضد الأجسام الغريبة مثل الجراثيم.
  •  امتصاص الدهون: يمتص المواد الغذائية الدهنية من الأمعاء وينقلها إلى الدم.

يؤدي الخلل على المدى الطويل بالجهاز اللمفاوي إلى إضعاف قدرته على تصريف السائل بشكل صحيح، يتجمع السائل في بعض أجزاء الجسم نتيجةً لذلك الخلل.

تزيد الوذمة اللمفاوية من خطر العدوى والمضاعفات الأخرى؛ وذلك لأن الخلايا اللمفاوية لا تستطيع الوصول للأماكن التي تتورم في الجسم.

الوذمة اللمفاوية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج Lymphedema أو الانسداد اللمفاوي الجهاز اللمفاوي الجهاز المناعي تجمع السوائل

الأنواع:

هناك نوعان من الوذمة اللمفاوية:

  •  الوذمة اللمفاوية الأولية: غالبًا ما يطلق عليها الوذمة اللمفاوية الخلقية، وتظهر عند الولادة أو بعد البلوغ بفترة قصيرة وهي نادرة إذ تصيب 1 من كل 6000 فرد.
  •  الوذمة اللمفاوية الثانوية: تحدث نتيجة شيء آخر، مثل العدوى، أو الإصابة، أو الصدمة، أو السرطان الذي يؤثر على الجهاز اللمفاوي.

قد تكون الوذمة اللمفاوية من الآثار الجانبية لعلاج السرطان، مثل العلاج بالإشعاع أو إزالة بعض الغدد اللمفاوية، وقد يتسبب ذلك في تلف الجهاز اللمفاوي. وهذا هو النوع الأكثر شيوعًا من الوذمة اللمفاوية.

أعراض الوذمة اللمفاوية تتضمن:

  •  تضخم جزئي أو كلي في الساق أو الذراع بما في ذلك الأصابع أو أصابع القدم، يتراوح من تضخم طفيف إلى تضخم حاد.
  •  صعوبة في لبس المجوهرات والساعات أو الملابس أو الأحذية.
  •  تورم في الرأس أو العنق.
  •  شعور بالثقل في الأذرع أو السيقان.
  •  تقييد في مجال حركة الأطراف.
  •  شعور بعدم الراحة أو الحكة بالمكان المصاب.
  •  الشعور بوخز في المناطق المصابة مثل وخز الدبابيس أو الإبر.
  •  الإصابات الجلدية المتكررة.
  •  تصلب الجلد.
  •  نمو بثور وثآليل على الجلد.
  •  الإرهاق والتعب الشديد.

الفحوصات والتشخيص:

سيحاول الطبيب التأكد أن الأسباب تتضمن جلطةً دمويةً أو عدوى وليست بسبب العقد اللمفاوية.

سيشخص الطبيب المريض بأنه يعاني من الوذمة اللمفاوية وفقًا للأعراض وإذا كان معرضًا لخطر الإصابة بالوذمة اللمفاوية، فمثلًا إذا أجرى مؤخرًا جراحةً للسرطان أو كان يُعالج من حالة تتضمن خللًا بالغدد اللمفاوية.

سيطلب الطبيب بعض الفحوصات التصويرية إذا كان لا يوجد سبب واضح للوذمة اللمفاوية. تُستخدم التقنيات التصويرية التالية على الجهاز اللمفاوي:

  •  الفحص بالرنين المغناطيسي MRI scan.
  • الأشعة المقطعية CT scan.
  •  فحص دوبلر بالموجات فوق الصوتية Doppler ultrasound scan.

يمكن أيضًا استخدام التصوير اللمفاوي إذ تُحقن صبغة مشعة في الجهاز اللمفاوي، يوضح الماسح النووي حركة الصبغة من خلال الجهاز اللمفاوي وبذلك يحدد وجود أي انسداد.

التمارين:

يشجع المختصون الأشخاص الذين يعانون من وذمة لمفاوية على اتباع نمط حياة صحي، بما في ذلك الحركة وممارسة الرياضة بانتظام، وفي بعض الحالات قد تكون هناك حاجة إلى مساعدة متخصص لممارسة الرياضة بأمان وفعالية.

وجدت دراسة أن النساء اللاتي يتعرضن لخطر الإصابة بالوذمة اللمفاوية بعد جراحة سرطان الثدي لن يكن أكثر عرضةً للإصابة بالوذمة الوعائية في الذراع إذا مارسن تمارين رفع خفيفة، يقول الباحثون إن هذا التمرين قد يقلل من خطر الإصابة بالوذمة اللمفاوية

أنواع التمارين التي قد تكون مفيدة هي:

  •  تعزيز المرونة enhance flexibility.
  •  ممارسة التمدد practice stretching.
  •  بناء القوة العضلية build strength.

يُوصى أيضًا بالتمرينات الهوائية (الآيروبيك aerobic exercise) التي تُركز على الجزء العلوي من الجسم وتساعد في تخفيف الوزن وتعزز التنفس العميق. إذا حدث أي ثقل أو تغيير في شكل الأطراف فهذا يعني أن مستوى التمرين عالي؛ لذلك ينبغي مراقبة الملمس أو أي تغيير آخر في الأطراف.

يعتقد الخبراء أن العضلات تعمل بمثابة مضخة أثناء التمرين إذ تضخ اللمف (سائل الجهاز اللمفاوي) إلى المناطق التي تحتاج إليه.

ومع ذلك لا يوجد دليل كافٍ لدعم أي نوع محدد من التمارين للوذمة اللمفاوية. تُنصح النساء اللاتي خضعن لجراحة سرطان الثدي بالبحث عن أخصائي علاج طبيعي متخصص أو غيره من المهنيين الصحيين الذين يمكنهم مساعدتهن على ممارسة التمارين تدريجيًا.

المضاعفات:

النوبات المتكررة أو الوذمة اللمفية غير المعالجة يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات أخرى، تشمل:

الالتهابات الجلدية: نوبات التهاب النسيج الخلوي المتكررة شائعة مع الوذمة اللمفاوية، التهاب النسيج الخلوي Cellulitis هو التهاب جرثومي في الطبقات العميقة من الجلد وطبقات الأنسجة الدهنية اللينة تحت الجلد.

التهاب الأوعية اللمفاوية: يمكن أن يحدث التهاب في الأوعية اللمفاوية، يكون هذا الالتهاب مُعديًا عندما يكون بسبب العدوى الجرثومية بالمكورات العُقدية، يمكن أن تنتشر الوذمة إذا تُركت دون علاج على الجلد والأنسجة الرخوة المجاورة مؤديةً للإصابة بالتهاب النسيج الخلوي، أو تنتشر في مجرى الدم مؤديةً إلى تجرثم الدم bacteremia.

التأثيرات النفسية: يمكن أن تؤثر الوذمة اللمفاوية على المظهر، وقد يكون لذلك تأثير نفسي خاصةً في أولئك الذين كانوا مصابين بالسرطان، تزيد الوذمة اللمفية من خطر الإصابة بالاكتئاب.

الوقاية من الوذمة اللمفاوية:

يعتبر الطرف المصاب أكثر عرضةً للإصابة بالتهابات الجلد بسبب انخفاض عدد الخلايا اللمفاوية (التي تقاوم العدوى).

إذا اتخذ المريض تدابير لتقليل التعرض لجروح الجلد، فقد تقل مخاطر الإصابة بالعدوى بشكل كبير، وقد تساعد الإجراءات التالية:

  •  تجنب إرهاق الطرف المصاب بعد علاج السرطان واسترح حتى تتعافى.
  •  تجنب الذهاب لغرف البخار وحمامات البخار والأسرة الشمسية.
  •  لا تستحم بالماء الساخن جدًا.
  •  لا تلبس ملابس ضيقة.
  •  لا تضع المجوهرات الضيقة.
  •  لا تخرج عاري القدمين.
  •  ابحث عن أي تغيير أو شقوق في الجلد.
  •  حافظ على بشرتك ناعمةً من خلال ترطيبها يوميًا.
  •  تأكد من أن الأحذية تناسبك.
  •  لمنع الإصابة بمرض قدم الرياضي (سعفة القدم) استخدم مسحوق القدم المضاد للفطريات.
  •  استخدم القفازات أثناء البستنة.
  •  حافظ على أظافرك قصيرة.
  •  استخدم طارد الحشرات عند الخروج في منطقة قد يوجد فيها حشرات.
  •  استخدم الواقي الشمسي بعامل حماية عالٍ عند الخروج في الشمس.
  •  عالج الجروح على الفور باستخدام كريم مطهر وحافظ على نظافة المنطقة.
  •  ارفع الطرف المصاب فوق مستوى القلب كلما أمكن ذلك.
  •  تجنب فحص ضغط الدم أو الحقن وسحب الدم في الطرف المصاب.

النظام الغذائي، ووزن الجسم، والسمنة:

كلما زاد وزن المريض كلما زاد الضغط على المناطق المتورمة. قد يساعد اتباع نظام غذائي صحي والوصول إلى الوزن المثالي في تخفيف علامات وأعراض الوذمة اللمفاوية.

التوقعات:

لا يوجد علاج للوذمة اللمفاوية، وهي حالة مُترقية (متصاعدة)، ستعتمد التوقعات إلى حد ما على شدة الأعراض.

اتباع نمط حياة صحي متكامل بما في ذلك اتباع نظام غذائي متوازن والحركة أو ممارسة التمارين يمكن أن يساعدك في الحد من تراكم السوائل وتحفيز تدفق اللمف، اتبع نصيحة الطبيب حول الخيار الأفضل لك.

اقرأ أيضًا:

ما هو الجهاز اللمفاوي وكيف يعمل؟ إليك بعض الحقائق

التهاب الأوعية اللمفاوية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: منار سعيد

تدقيق: علي قاسم

المصدر