تشير الصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية إلى أن ذوبان الجليد في القطب الشمالي قد تضاعف ست مرات منذ 1979 وحتى الآن. فقدت جرينلاند ما يصل إلى 217 مليار طن من الجليد في شهر واحد. سجلت درجات حرارة قياسية في القطب الشمالي ، وفقدت آيسلندا أول نهر جليدي في مواجهة التغير المناخي.

تظهر نشرات الأخبار أيضًا حقيقة أن ذوبان الأنهار الجليدية يكشف عن جثث موتى ونفايات نووية وأراض لم تكن ظاهرةً خلال 40000 سنة الماضية. لذا تعد دعوات البعض لضرورة تدخل البشر لوقف أو عكس ذوبان الجليد أمرًا عاديًا.

محاولة التدخل تلك هي بالضبط ما يقوم به فريق من المصممين الإندونيسيين بقيادة المعماري فارس راياك كوتاهاتوهاها، والذي حاز اقتراحه الطموح الذي يتضمن غواصات وجبال جليدية صناعية سداسية الشكل في المرتبة الثانية في مسابقة ASA International Design Competition.

تطلبت المسابقة من المنافسين تقديم أفكار جديدة في الاستدامة. ودعت إلى تدخلات جذرية وغير متوقعة وتحويلية لدرجة تؤهلها للحصول على لقب “غريب”.

تحتاج فكرة كوتاهاتوهاها وكو غواصات يُملأ جوفها بماء البحر عند غمرها تحت السطح، إذ يُستخرج الملح من الماء عبر فلاتر مخصصة لرفع نقطة تجمد الماء. ثم تُغلق الفتحة ويأخذ الماء وقته الطبيعي ليتجمد، وبعد شهر أو أكثر تُطرد القمة الجليدية الصناعية سداسية الشكل في القطب الشمالي.

اقتراح بإعادة تجميد القطب الشمالي يتضمن غواصات وجبال جليدية سداسية ذوبان الجليد في القطب الشمالي ذوبان الأنهار الجليدية القمم الجليدية

لكن لماذا الشكل السداسي على وجه التحديد؟

الفكرة هنا أن الشكل السداسي يسهل عملية تكتل القمم الجليدية المنفصلة لتشكيل بنيات عملاقة شبيهة بخلايا النحل.

من ضمن تلك الأفكار الشجاعة التي وُضعت عبر السنوات الماضية خطة لنصب 10 مليارات مضخة تعمل بطاقة الرياح لدفع المياه الباردة إلى سطح الماء خلال فصل الشتاء. وفكرة أخرى تستخدم ماكينات لصنع الثلج لتغطية جبال الألب بالجليد الصناعي.

مثلما اقترح العلماء بناء جزر صناعية أو سدود تحت الأرض لحجز الماء الدافئ.

أما بخصوص اقتراح كوتاهاتوهاها الذي يتضمن غواصات وكتل ثلجية سداسية الشكل، فهو اختيار بعيد عن التحقيق في الواقع إلى جانب كونه فكرةً مبدئية.

فمثلًا سيحتاج تنفيذ هذه الفكرة حوالي 10 مليون غواصة لتعويض الجليد الذائب خلال ال 40 سنةً الماضية فقط – هذا ما صرحه أندرو شيبرد أستاذ مراقبة الأرض بجامعة ليدز بالمملكة المتحدة لوكالة CNN.

وعلق مايكل مان أستاذ علوم المجال الجوي بجامعة ولاية بن لوكالة NBC قائلًا إن الأمر شبيه بمحاولة حماية قلعة من الرمال عندما يأتي المد البحري باستخدام كوب بلاستيكي.

وتظهر مشكلة أخرى، وهي ضرورة نقل هذه القمم الجليدية من القطب الشمالي إلى اليابسة لتحقيق أية تغيير في مستوى ارتفاع البحر. فلو استمرت الكتل الجليدية في الظهور فوق سطح الماء فلن يغير ذلك من حجم الماء ولا حتى مستوى سطح البحر.

وأخيرًا، الفكرة لا تتعرض بشكل حقيقي لسبب ذوبان الجليد وهو التغير المناخي المدفوع من الإنسان عبر انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. لذا تعتبر الفكرة –مثلما هو الحال مع الكثير من أنواع الهندسة الجيولوجية– إجراءً مؤقتًا وليس حلًا للمشكلة بالضرورة.

وتعد الهندسة الجيولوجية، أو التدخل المتعمد على نطاق واسع في نظام الأرض الطبيعي لمواجهة التغير المناخي (وفقًا للصفحة الرئيسية للهندسة الجيولوجية بجامعة أوكسفورد) موضوعًا مختلف عليه، فتقول مجموعة إن الهندسة الجيولوجية قد تكون الطريقة الوحيدة لمنع كارثة مناخية، في حين تقول مجموعة أخرى إنها ليست خياليةً وحسب بل قد تتسبب في عدد كبير من المشاكل الجديدة وتشتت الانتباه عن الحاجة الماسة لوقف انبعاثات الكربون.

قد تبدو المشروعات من تلك النوعية غير قابلة للتحقيق الآن لكن من يدري ما قد نستطيع القيام به في المستقبل؟ يقول شيبرد: «إنها حل هندسي مثير للاهتمام».

اقرأ أيضًا:

ما خطة العلماء الافتراضية لمنع ذوبان الجليد في غرب انتاركتيكا

القطب الشمالي يصل إلى درجة الذوبان في منتصف الشتاء وَسَطَ ذهول العلماء!

هل تظن أن التغير المناخي ليس أمرًا عاجلًا؟ أنظر لما فعله بسواحل استراليا

ترجمة: مصطفى عبد المنعم

تدقيق: محمد قباني

مراجعة: نغم رابي

المصدر