الالتهاب الرئوي الجرثومي bacterial pneumonia هو التهاب في الرئتين نتيجة عدوى جرثومية، وتوجد أنواع مختلفة من الجراثيم التي يمكن أن تُسبب الالتهاب الرئوي، ويمكن أن يحدث هذا النوع من الالتهاب الرئوي في كلا الرئتين أو رئة واحدة أو جزء من الرئة.

السبب الرئيس للالتهاب الرئوي الجرثومي أو مرض المكورات الرئوية هو العدوى بالجرثومة العقدية الرئوية Streptococcus pneumonia، يُصاب نحو 900000 شخص كل عام في الولايات المتحدة، ويحتاج نحو 400000 منهم إلى دخول المستشفى.

يؤدي الالتهاب الرئوي بالمكورات الرئوية إلى الوفاة في حوالي 5-7% من المرضى الذين يقيمون في المستشفى لتلقي العلاج.

توجد أنواع أخرى من الجراثيم يمكن أن تصيب الإنسان بالالتهاب الرئوي، بالإضافة إلى كائنات أخرى مثل الفيروسات والطفيليات والفطريات.

سنُلقي نظرة على أعراض الالتهاب الرئوي الجرثومي وأسبابه وعلاجه وأيضًا كيفية الوقاية منه في هذه المقالة.

أعراض الالتهاب الرئوي الجرثومي:

تختلف شدة أعراض الالتهاب الرئوي الجرثومي، إذ يعاني بعض الأشخاص من أعراض خفيفة بينما يصاب البعض الآخر بمضاعفات قد تهدد الحياة.

تظهر الأعراض النموذجية للالتهاب الرئوي الجرثومي وفقًا لجمعية الرئة الأمريكية American Lung Association على شكل:

  •  ألم في الصدر.
  •  ضيق في التنفس.
  •  سعال قد ينتج عنه مخاط أصفر أو أخضر.
  •  حمى.
  •  تعب.
  •  قشعريرة.

تتشابه أعراض الالتهاب الرئوي الجرثومي في كل من الأطفال والبالغين، قد يبكي الأطفال الصغار والرُضّع أكثر من المعتاد وتنخفض طاقتهم وتبدو بشرتهم شاحبة اللون وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال American Academy of Pediatrics.

يجب على الشخص الذي يشتبه في أعراض الالتهاب الرئوي طلب الرعاية الطبية، تصعب معرفة أي من الأعراض خاص بالالتهاب الرئوي دون رؤية الطبيب.

يجب معرفة السبب في الالتهاب الرئوي الجرثومي لاختيار العلاج الملائم إذ يختلف علاج الالتهاب الرئوي الجرثومي عن الفيروسي.

المضاعفات:

قد يكون الالتهاب الرئوي الجرثومي مُعقدًا عند كل من الأطفال والبالغين، وقد يصاب أي شخص بمضاعفات الالتهاب الرئوي الجرثومي، ولكن يكون الخطر الأكبر لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي والأطفال الأصغر سنًا وكبار السن.

قد تشمل المضاعفات ما يلي:

  •  الفشل التنفسي: يحدث إذا انخفض مستوى الأكسجين في الرئتين بشكل كبير أو إذا ارتفع مستوى ثاني أكسيد الكربون، وقد يحدث بسبب العجز عن التنفس بشكل صحيح، وقد يؤدي فشل الجهاز التنفسي إلى توقف وظيفة الرئة تمامًا.
  •  تعفن الدم Sepsis (إنتان الدم): يحدث عندما تُسبب العدوى استجابة التهابية في جميع أنحاء الجسم، قد يؤدي تعفن الدم إلى فشل أعضاء متعددة وقد يهدد الحياة.
  •  خراج الرئة: يحدث عندما يتكون جيب من القيح في الرئة.
  •  الدُبيلة Empyema: تجمع القيح في التجويف الجنبي المحيط بالرئتين من الخارج.

العلاج السريع هو الحل للحد من خطر حدوث مضاعفات.

السبب:

تقع داخل فصوص كل رئة أكياس هوائية صغيرة تُسمى الحويصلات الهوائية، تساعد هذه الأكياس الهوائية في تبادل الغازات بالجسم عن طريق استنشاق الأكسجين وإخراج ثاني أكسيد الكربون.

تتعرض الأكياس الهوائية للالتهاب عندما يصاب الشخص بالتهاب رئوي، ما يؤدي إلى امتلائها بالسوائل، ويصعب التنفس إذا امتلأت الأكياس الهوائية بالسوائل بدلًا من الهواء.

قد لا تحصل الرئتان وبقية الجسم على الكمية الكافية من الأكسجين في بعض الحالات.

أنواع الالتهاب الرئوي الجرثومي:

غالبًا ما يصنَّف الالتهاب الرئوي على أنه عدوى مُكتسبة من المجتمع أو من المستشفى؛ إذ يشير التصنيف إلى الموقع الذي اكتسب منه الشخص العدوى.

يشيع الالتهاب الرئوي المُكتسب من المجتمع أكثر، وتوجد أنواع أخرى من العدوى أقل شيوعًا مثل العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية والعدوى المرتبطة بالتهوية.

إذا أُصيب الشخص بالالتهاب الرئوي المُكتسب من المجتمع، فهذا يعني وجود عدوى خارج المستشفى، تدخل جراثيم المكورات الرئوية الرئتين عادةً بعد أن يتنفس الفرد جزيئات أو قطرات من رذاذ سعال لشخص مصاب بالعدوى.

تُعتبر الجراثيم من الأسباب الأكثر شيوعًا للالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع ومنها الجرثومة العقدية الرئوية -وهي البكتيريا الأكثر شيوعًا- والمستدمية النزلية Haemophilus influenza.

مع ذلك يمكن أن تؤدي الفيروسات مثل فيروسات الإنفلونزا إلى الالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع أيضًا.

يُصاب المريض بالالتهاب الرئوي المكتسب من المستشفى بعد 48 ساعة على الأقل من دخوله المستشفى.

يعاني معظم المرضى الذين يصابون بالالتهاب الرئوي المكتسب من المستشفى من المرض الشديد، وتستعمر الجراثيم أجسادهم بدايةً من الفم و/أو الجهاز التنفسي العلوي ثم إلى الرئتين بعد ذلك.

تُعد الزائفة الزنجارية Pseudomonas aeruginosa والمكورات العنقودية الذهبية Staphylococcus aureus من أكثر الجراثيم المسببة للالتهاب الرئوي المكتسب في المستشفى شيوعًا.

الالتهاب الرئوي الجرثومي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج التهاب في الرئتين نتيجة عدوى جرثومية الالتهاب الرئوي بالمكورات الرئوية

عوامل الخطر:

على الرغم من أن أي شخص يمكن أن يصاب بالتهاب رئوي جرثومي، توجد عوامل معينة تزيد من خطر الإصابة.

يواجه الأشخاص الذين لديهم ضعف في جهاز المناعة نتيجة السرطان أو علاج السرطان أو زرع الأعضاء خطرًا متزايدًا للإصابة بالالتهاب الرئوي الجرثومي، وذلك وفقًا لعيادة كليفلاند Cleveland Clinic.

يزيد كل من تدخين التبغ أو وجود حالة مرضية طويلة المدى في الرئة -مثل انتفاخ الرئة أو التهاب الشعب الهوائية المزمن- من خطر الإصابة، ويتعرض كبار السن الذين يُجرون عمليةً جراحية بعد بلوغهم 65 عامًا لخطر أكبر.

تشخيص الالتهاب الرئوي الجرثومي:

يتمكن مقدمو الرعاية الصحية من تشخيص الالتهاب الرئوي الجرثومي بعد الانتهاء من الفحوصات التشخيصية المختلفة وإجراء تاريخ شامل وفحص سريري، سيستمع الطبيب إلى الرئتين لتحديد ما إذا كانتا سليمتين أم بهما اختلال وظيفي أثناء الفحص السريري.

يُجري الطبيب تصويرًا للصدر بالأشعة السينية في معظم الحالات لفحص مناطق الالتهاب والارتشاح في الرئتين.

قد تدعم الفحوصات الإضافية أيضًا تشخيص الالتهاب الرئوي مثل فحص الصدر بالأشعة المقطعية CT scan وتحليل غازات الدم الشرياني ABG الذي يقيس كمية الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الدم الشرياني، بالإضافة إلى فحوصات أخرى مثل درجة الحموضة pH ومستوى البيكربونات لتحديد كفاءة التنفس وتبادل الغاز.

يجري الفريق الطبي أيضًا تنظيرًا للقصبات لفحص الشعب الهوائية الرئوية والحصول على خزعة أو عينة مُخاطية، إذ يُدخل الطبيب أنبوبًا صغيرًا به كاميرا صغيرة إلى الرئتين عن طريق الفم.

يتناول الشخص قبل إجراء تنظير الشعب الهوائية دواءً لتخدير الحلق، ويعطي الطبيب عادة دواءً مهدئًا عن طريق الوريد.

علاج الالتهاب الرئوي الجرثومي:

يتضمن علاج الالتهاب الرئوي الجرثومي إعطاء مضادات حيوية لاستهداف النوع المحدد من البكتيريا المسببة للعدوى، وقد يصف الطبيب أدويةً لتسهيل التنفس.

أيضًا قد يتضمن العلاج أدويةً دون وصفة طبية لتخفيف الآلام والحد من الحمى.

تعتمد الرعاية المنزلية غالبًا على الراحة وشرب الكثير من السوائل ما لم يوصِ الطبيب بغير ذلك، ويجب التأكد من إنهاء دورة العلاج بالمضادات الحيوية وفقًا لتعليمات الطبيب حتى لو تحسنت الأعراض.

قد يحتاج بعض الأشخاص إلى دخول المستشفى لعلاج العدوى الشديدة خاصة في الحالات التي تحتاج إلى أكسجين إضافي أو تعاني من الجفاف أو تحتاج للمساعدة في التنفس بجهاز التنفس الصناعي.

قد يحتاج الأشخاص الذين يصابون بمضاعفات -مثل إنتان الدم- إلى علاجات إضافية تستلزم دخول المستشفى.

يمكن أن يحتاج أولئك الذين لديهم خطر متزايد لحدوث المضاعفات -مثل كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا أوالرُضّع الذين لم يبلغوا شهرين- إلى دخول المستشفى لمراقبتهم عن كثب من باب الإجراء الاحترازي.

الوقاية:

يُعد الحفاظ على قوة الجهاز المناعي من أفضل طرق الوقاية من الالتهاب الرئوي الجرثومي، وذلك عن طريق تناول الأطعمة الصحية والحصول على قسط كافٍ من الراحة وغسل اليدين بشكل متكرر.

قد يمنع الحصول على لقاح الإنفلونزا السنوي الإصابة، بما أن الالتهاب الرئوي الجرثومي يمكن أن يتطور باعتباره أحد مضاعفات الإصابة بالإنفلونزا.

يتوفر أيضًا لقاحان مختلفان للمكورات الرئوية لتقليل خطر إصابة الشخص بالتهاب رئوي جرثومي بسبب جراثيم المكورات العنقودية -وهي السبب الأكثر شيوعًا للالتهاب الرئوي الجرثومي- اللقاحات هي PCV13 و PPSV23 التي تحمي من السلالات 13 و 23 من بكتيريا المكورات الرئوية.

يوصي الأطباء البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا بالحصول على كلا النوعين من اللقاحات، ويجب أن يتلقى الأطفال سلسلة من لقاحات PCV13 ابتداءً من عمر شهرين. قد تؤثر الحالة الصحية العامة والعمر على التوصية بالتطعيم ضد المكورات الرئوية.

سيكون الطبيب قادرًا على تحديد اللقاح الذي قد تحتاجه ومتى يجب الحصول عليه في النهاية.

معرفة الالتهاب الرئوي البكتيري:

يمكن أن تُسبب الفيروسات والفطريات أيضًا الالتهاب الرئوي بالإضافة إلى الجراثيم، تكون أعراض الالتهاب الرئوي غالبًا متشابهة بصرف النظر عن المُسبب للإصابة.

قد تصعِّب الأعراض المماثلة لدى الأشخاص المصابين بالالتهاب الرئوي الفيروسي والجرثومي تحديد السبب.

تميل أعراض الالتهاب الرئوي الجرثومي إلى أن تكون أكثر حدّة من الالتهاب الرئوي الفيروسي، ويمكن أن تحدث فجأة، تميل أعراض الالتهاب الرئوي الفيروسي إلى التطور ببطء، وتشبه الإنفلونزا في البداية وفقًا لعيادة كليفلاند.

تُعد عينة المخاط أو البلغم الوسيلة الوحيدة لمعرفة الفرق بين الالتهاب الرئوي الفيروسي والجرثومي، إذ يسعل الشخص عينة مخاطية أو يحصل الطبيب على عينة أثناء تنظير الشعب الهوائية، ثم يفحص اختصاصي التحاليل العينة في المختبر لتحديد وجود أي جراثيم.

يتشابه العلاج في كل الأحوال من ناحية الأكسجين الإضافي والأدوية التي تقلل من الحمى، والفرق الرئيس في العلاج هو أن المضادات الحيوية مخصصة لعلاج الالتهاب الرئوي الجرثومي فقط وغير فعالة بالالتهاب الرئوي الفيروسي.

سؤال وجواب:

س: هل الالتهاب الرئوي الجرثومي أكثر خطورة من الالتهاب الرئوي الفيروسي؟

ج: قد يكون أي من أنواع الالتهاب الرئوي خطيرًا اعتمادًا على وظيفة الجهاز المناعي؛ فإذا كان الشخص كبيرًا في السن وكان لديه ضعف في أداء الجهاز المناعي، فقد تتطور العدوى الفيروسية مثل الإنفلونزا إلى التهاب رئوي فيروسي، ما يؤدي إلى مزيد من الضعف في الجهاز المناعي لدرجة الإصابة بالالتهاب الرئوي الجرثومي الثانوي.

بينما يقل خطر الإصابة بالتهاب رئوي بشكل عام لدى الشخص الذي يتمتع بصحة عامة أفضل ولديه نظام مناعي صحي. ومع ذلك فإذا كان لدى الفرد أعراض خطيرة أو تزداد سوءًا، يمكن أن تؤدي لأي نوع من الالتهاب الرئوي، وفي هذه الحالة تكون زيارة الطبيب هي أفضل طريقة للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين.

 

اقرأ أيضًا:

يمكن للجراثيم والفيروسات أن تسبّب التهابًا رئويًا إلا أنّ أحدها أكثر ضررًا بالقلب

التهاب الحنجرة: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: منار سعيد

تدقيق: علي قاسم

مراجعة: تسنيم الطيبي

المصدر