تدوير النفايات الإلكترونية هو إعادة تدوير الأجهزة الإلكترونية التالفة كالحواسيب الشخصية، وأجهزة التلفاز، والبطاريات، والثلاجات. تدخل التكنولوجيا اليوم في مختلف ميادين حياتنا. وهي في تقدم وتطور مستمر، فمثلًا كانت في السابق أحجام أجهزة التلفاز والحواسيب على شكل صناديق كبيرة ولكن نراها اليوم بأحجام صغيرة وسمك رقيق.

كذلك تطورت وسائلنا بالتعامل مع هذه الأجهزة، فمثلًا سابقًا كنا نستخدم أجهزة الهاتف المحمول بواسطة لوحة مفاتيح ولكننا اليوم نستخدمها بلمس شاشتها فقط.

لا يعرف الجيل الحالي عن كيف كانت تجرى المكالمات وما معنى تحويل كل رقم لإجراء مكالمة هاتفية، ومن يتذكر أصلًا أجهزة الفيديو والأجهزة القديمة الأخرى؟ فبالإضافة إلى كل هذه الأجهزة القديمة التي انتهى بها الحال في المكب، سينتهي الحال قريبًا أيضًا بأجهزتنا الحالية مع هذا التطور السريع والمستمر.

إن معدل الأجهزة الإلكترونية اليوم لدى كل عائلة أميركية هو 24 جهازًا، ومع انخفاض معدل استخدام الهاتف، أصبح وجود الهاتف في البيت الواحد لا يدوم أكثر من عامٍ ونصف. وحسب الإحصائيات فإنه ينتهي الحال بـ 500 مليون هاتف خلوي كل عامين في مكب النفايات.

وعلى الرغم من انخداعنا بأحجامها الصغيرة فإنها تزن مجتمعة 113 ألف كيلوغرام. هذا الحجم الهائل للنفايات يحتاج إلى تصريف وإدارة، وكما يعاد تدوير الأشكال الأخرى من النفايات، فيجب إعادة تدوير النفايات الإلكترونية وهذا ما يعرف بالتدوير الإلكتروني.

لماذا نحتاج لإعادة التدوير الإلكتروني؟

تحتوي النفايات الإلكترونية على المواد الكيميائية السامة الخطيرة كباقي النفايات الأخرى، والتي تضر بالإنسان والبيئة. تحتوي النفايات الإلكترونية على الزئبق والرصاص والليثيوم والفسفور وزرنيخيد الغاليوم والبلاستيك، والتي لها تأثير سلبي على البيئة والإنسان عند اختلاطها بالمياه الجوفية.

لكنها في المقابل تحتوي على المعادن الثمينة كالذهب والفضة والنحاس والألمنيوم التي يمكن إعادة تدويرها للتقليل من أنشطة التعدين. فمادة الكولتان الثمينة التي تستخدم في أجهزة الهاتف المحمولة تتواجد في المنطقة المحمية في الكونغو، وبسبب أنشطة التعدين في تلك المنطقة تتعرض الفيلة والغوريلا إلى الخطر. إن إعادة التدوير سيقلل من خطر أنشطة التعدين.

هل للأجهزة الإلكترونية دورة حياة؟

كما أن للإنسان دورة حياة، وللكائنات الحية الأخرى دورة حياة، فإن الأجهزة الإلكترونية تمر بالمراحل المختلفة لدورة حياتها أيضًا. تبدأ دورة حياتها عند استخدامنا للمواد الخام في تصنيع الأجهزة الإلكترونية، وبعدها تباع في الأسواق لتمر بمرحلة الاستخدام، وتنتهي دورة حياتها عند رميها في مكب النفايات ليعاد تدويرها بتحولها إلى موادها الخام.

ما هي المواد الخام؟

هي عناصر غير مستخدمة تستخرج من الطبيعة لاستخدامها في المجالات المختلفة، مثل معدن الذهب والفضة والنحاس والبلاتين والحديد والبالاديوم وكذلك النفط.

عند بدء مرحلة أنشطة التعدين لاستخراجها وإلى مرحلة استخدامها في الصناعات المختلفة فإنه يرافق هذه المراحل المختلفة إنتاج الغازات المسؤولة عن ظاهرة الاحتباس الحراري. وهذه هي النقطة الثانية المهمة في التقليل من الأضرار عند إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية.

ماذا يقع على عاتق المستخدم؟

يقع على عاتق المستهلك مسؤولية استخدام الأجهزة الإلكترونية بعناية لضمان طول عمرها؛ إذ يمكن للمستخدمين زيادة عمر أجهزتهم بعدم تعريضها لأشعة الشمس المباشرة والحرارة الشديدة، والحفاظ عليها من الغبار، وتشغيلها في أماكن جيدة التهوية، وتنظيفها باستمرار.

وإذا كان المستخدم لديه الإحساس بالمسؤولية فعليه أن يرمي الأجهزة الإلكترونية في مكب النفايات المخصصة لها ولا يرميها مع النفايات الأخرى، وترسل فيما بعد إلى مراكز خاصة لتجميع النفايات الإلكترونية لفصلها وإعادة استخدامها. أما النفايات الإلكترونية التي تفشل في معايير إعادة الاستخدام أو إعادة التدوير فترسل إلى مدافن النفايات.

إعادة استخدام، تدوير، تجديد

تعرف الأجهزة الإلكترونية التي تصلّح لإعادة بيعها بالأجهزة الإلكترونية المجددة. وتساهم في تقليل كل من أنشطة التعدين وظاهرة الاحتباس الحراري.

المنتجات الصديقة للبيئة

عند شرائك للمنتجات الصديقة للبيئة التي تقلل من انبعاثات الكربون واستهلاكها للطاقة، فإن ذلك يجعلك مستخدمًا صديقًا للبيئة. إذ تتوفر هذه المنتجات بكثرة على مواقع التجارة الإلكترونية مثل أمازون Amazon وeBay ويكون عليها ملصق يشير إلى أنها تستهلك طاقة كهربائية أقل، فلا تتردد لتكون أحد أصدقاء البيئة.

اقرأ أيضًا:

الخرسانة الخضراء صديقة للبيئة فما هي؟

تطوير مادة بديلة للاسمنت و صديقة للبيئة

التصنيف: تكنولوجيا

ترجمة: إسراء حيدر هاشم

تدقيق: رزوق النجار

المصدر