فيلا (Vela) هو نجم نيوتروني مشهور بين ما يُدعون بـ “صيّادي الخلل”، وهي تسمية لعلماء الفلك الباحثين في السماء عن النجوم التي تدور بمعدل منتظم ولكنها فجأة تُسرّع دورانها. هذا النجم بالذات، والذي يحدث خللٌ في دورانه مرة كل ثلاث سنوات، كُشف للتو عن مكوناته الداخلية خلال آخر خلل له.

درس فريق من علماء الفلك بجامعة موناش Monash University في أستراليا مؤخرًا ذلك النجم الواقع على بعد 1000 سنة ضوئية من الأرض في السماء الجنوبية. وقال المسؤولون بجامعة موناش في بيان إنهم لاحظوا كيف يدور النجم ‘فيلا’ بشكل أسرع أثناء حدوث الخلل به قبل أن يهدأ في نهاية المطاف.
أثناء الملاحظة، انتبه العلماء أيضًا أن دوران النجم يتباطأ مباشرة قبل حدوث الخلل.

وقال جريج آشتون (Greg Ashton) الباحث بكلية الفيزياء والفلك بجامعة موناش وأحد مؤلفي الدراسة: « قبل حدوث الخلل المعتاد مباشرة، لاحظنا أن النجم يبطئ من معدل دورانه قبل أن يسرع مجددًا»، وأضاف قائلًا: «نحن حقًا لا نملك أي فكرة عن سبب حدوث هذا، وتلك المرة الأولى على الإطلاق التي نرى فيها ذلك الحدث».

النجوم النيوترونية هي من أكثر الأجرام كثافةً في الكون، إذ تصل كتلتها لما يقارب 1.4 ضعف كتلة الشمس، بينما يبلغ قطرها فقط 20 كم. تدور تلك النجوم بانتظام، وبمعدل دوران يقارب 43,000 مرة في الدقيقة. ولكن في بعض الأحيان يحدث خلل في بعضها يجعلها تدور بمعدل أسرع.


رسم توضيحي لمكونات نجم نيوتروني. الصورة بواسطة: كارل كنوكس Carl Knox

وفي دراسة حديثة، أعاد فيها الفلكيون تحليل الملاحظات المرصودة لخلل ‘ فيلا’ الواقع سنة 2016، لاحظ العلماء كيف يتباطأ النجم النيتروني قبل حدوث الخلل مباشرة ثم يسرع مجددًا. وقد قالت الدراسة: «النتائج تشير إلى أن سبب الخلل قد يعود إلى التباطؤ لأنه يخلق تأخرًا بالمكونات الداخلية للنجم».

وقال بول لاسكي Paul Lasky الباحث في كلية الفيزياء الفلكية بجامعة موناش وأحد مؤلفي الدراسة: « تشمل هذه المكونات (حساء نيوترونات فائقة الميوعة) والموجود بالطبقة الداخلية بالقشرة والتي تتحرك للخارج أولًا وتضرب القشرة الصلبة للنجم مسببة الدوران».

وأضاف قائلًا: «لكن بعد ذلك، يتحرك حساء ثانٍ من النيوترونات فائقة الميوعة إلى القشرة ليصطدم بالأول، ما يسبب إبطاء دوران النجم».

ووفقًا للدراسة فإن التأخر الذي قد يتسبب في حدوث الخلل يحدث بين تلك الجسيمات دون الذرية فائقة الميوعة والقشرة المحيطة بها.

تنبأت دراسات سابقة بتلك العملية التي تتسارع فيها النجوم وتتباطأ. لكن تلك الدراسة تمثل أول ملاحظات رصدت في وقتها الفعلي لهذا التباطؤ قبل حدوث الخلل.

وقال فريق من الدراسة الحديثة إن ملاحظتهم قد تؤدي إلى نظريات جديدة تشرح أكثر عن النجوم النيترونية ومواطن الخلل فيهم.

اقرأ أيضًا:

وجد العلماء نجمًا نيوترونيًا غريبًا لا ينبغي أن يكون موجودًا من الأساس

علماء الفلك يحلون لغز الإشارات الغريبة القادمة من نجم يبعُد 11 سنة ضوئية

ترجمة: آية قاسم

تدقيق: عبد الرحمن بن خليفة

المصدر