إذا بدا هذا العنوان مألوفًا لك؛ فهذا لأننا كتبنا عنوانًا مطابقًا تقريبًا سنة 2016 إذ كان قد أصابنا الرعب لأننا استنفدنا موارد الأرض بحلول 8 آب/أغسطس، الآن بعد 3 سنوات بالتحديد نجد أنفسنا أمام فارق مقلق يزيد عن أسبوع. في هذا العام، صادف يوم 29 تموز/يوليو يوم التجاوز الأرضي، أي التاريخ الذي أحرقنا فيه الموارد التي يمكن لكوكبنا الأزرق تجديدها في غضون عام.

كل سنة تقريبًا نستنفد هذه الميزانية البيئية في وقت مبكر، وبمعدل استخدامنا الحالي للموارد سنحتاج نحو 1.75 كوكب لدعم متطلباتنا من النظام البيئي للأرض؛ تشمل الحسابات موارد مثل كمية المياه والأسماك والغابات التي نستهلكها وكذلك مقدار ثاني أكسيد الكربون الذي نضخه في الغلاف الجوي والذي هو في الأساس مقياس لبصمتنا البيئية.

استنفدنا موارد الأرض بالكامل لهذه السنة نهاية شهر يوليو الميزانية البيئية مقدار ثاني أكسيد الكربون الذي نضخه في الغلاف الجوي

إن البصمة الكربونية الخاصة بنا هي على وجه التحديد تشكل 60% من إجمالي البصمة البيئية العالمية؛ ما يعني 33 يومًا من التجاوز في ميزانيتنا المستخدمة بسبب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

قبل سبعينيات القرن العشرين، ظل استخدام مواردنا داخل حدود ما يمكن أن ينتجه كوكبنا، وفي عام 1961 استخدمنا فقط ثلاثة أرباع مواردنا السنوية، لكن منذ ذلك الحين، خرج استخدام مواردنا عن السيطرة بشكل مقلق جدًا.

رسم بياني يوضح الاختلاف الكبير بين السنوات

استنفدنا موارد الأرض بالكامل لهذه السنة نهاية شهر يوليو الميزانية البيئية مقدار ثاني أكسيد الكربون الذي نضخه في الغلاف الجوي

ويخبرنا ماتيس واكرناجيل Mathis Wackernagel مؤسس شبكة البصمة البيئية في بيان له: «لدينا فقط أرض واحدة وهذا هو السياق المحدد للوجود الإنساني، لهذا لا يمكننا استخدام 1.75 من موارد الكوكب دون عواقب مدمرة. ومؤخرًا أصبحت هذه العواقب واضحة بشكل مقلق ومخيف مع الانقراض الجماعي السادس الذي يسير الآن في طريقه دون أن ننسى تأثيرات تغير المناخ التي تتصاعد».

في الأسبوع الماضي فقط؛ أُبلغنا عن موجات حر مرعبة وتدمير للموائل الطبيعية بشكل كبير وفقدان أنهار جليدية بأكمل
ها.
بطبيعة الحال؛ ليست كل الدول متساوية عندما يتعلق الأمر باستخدام الموارد، يمكنك التحقق من الوقت الذي سنستخدم فيه جميع مواردنا إذا كان الجميع يعيشون كما تفعل :

أيام تجاوزت بعض البلدان

كم كوكبًا سنحتاج إذا كنا نعيش مثل إحدى هذه الدول؟

بينما نتخذ بعض الخطوات الصغيرة نحو الحد من آثارنا مثل المملكة المتحدة التي أعلنت مؤخرًا عن 6 أيام بدون حرق لثاني أكسيد الكربون؛ فالطريق طويلة للغاية للحد من هذه الخطورة بشكل نهائي.

إذا تمكنا من البدء في تحريك “التجاوز الأرضي” 5 أيام في السنة؛ فقد نعيش مرة أخرى داخل حدود موارد كوكبنا بحلول عام 2050 .

اقرأ أيضًا:

يوم تواجه الأرض عجزًا بالميزانية، البشر يستهلكون موارد سنة كاملة في 7 أشهر فقط

بينما يتغير المناخ وتشتد حرارة الأرض، أين يقع شأسلم مكان للحياة على الأرض؟

ترجمة: رضا الكصاب

تدقيق: علي قاسم

المصدر