صعد البشر على القمر لأول مرة منذ 50 عامًا. وبينما يحتفل معظمنا بهذا الإنجاز العظيم؛ يعتقد قليلون أن الصعود على القمر مجرد كذبة ويطرحون فرضيات (نظريات مؤامرة) عجيبة. إليك 7 من أكثر نظريات المؤامرة المتعلقة بالقمر شيوعًا والأسباب التي تجعلها غير منطقية:
رحلات أبولو مزيفة:
يعتقد نحو 5% من الأمريكيين أن الهبوط على قمر كان كذبة وأنها كانت تمثيلية قامت بها ناسا؛ يشير هؤلاء إلى عدد من الأشياء لدعم اعتقادهم: على سبيل المثال: لماذا لا توجد نجوم في الصورة؟ لماذا كان العلم يرفرف على الرغم من عدم وجود هواء؟ ولماذا توجد آثار أقدام ولا توجد آثار لمجسات هبوط المركبة؟
لا توجد نجوم في الصور لأن ضوء النهار يحجبها كما يحدث هنا على الأرض، والعلم يرفرف بسبب وجود خيوط حديدية فيه تثبته بوضعية تجعله يبدو كأنه يرفرف، أما انطباعات الأقدام فهي موجودة لأن وزن الرواد متوزع بشكل غير متجانس بعكس المجسات.
سؤال آخر قد يطرأ ببالك؛ كيف تكونت هذه الآثار؟ أليس من المفترض أن تكون الأرضية مبلولة أو رطبة؟ والجواب هو لا؛ إذ يمكن لجزيئات الغبار أن تأخذ أي شكل بفضل قوة الاحتكاك بينها.
هناك فضائيون على القمر:
«القمر ليس حقيقيًا؛ بل هو مركبة فضائية تراقب كوكبنا»؛ هكذا يقول سكوت وارينغ الذي يدعي أنه وجد صورتين في أطلس ناسا للصور من عام 2013 تثبتان ذلك وأن ناسا قد حذفتهما.
بالنسبة له فالقمر مغطى بغبار ليبدو جسمًا طبيعيًا ولكنه في الحقيقة يفتح ليسمح بدخول المركبات الفضائية إلى داخله، ويدعي أنه اكتشف دلائل على وجود مدينة فضائية في القسم المظلم من القمر؛ إذ توصل إلى هذا الاستنتاج بعد تحليل صورة لحفرة جيوردانو برونو -وهي حفرة يبلغ عرضها 14 ميلًا (22 كيلومترًا) تقع على الجانب الآخر من القمر- وقال إنه وجد هناك «مباني» مدمرة أو متضررة قد يبلغ عمرها مئة مليون عام، وأوضح أن بعضها كان له أسطح عاكسة وبعضها يشبه السفن.
ترفض ناسا هذه المزاعم وغيرها باعتبارها مجرد خداع بصري أو ظاهرة نفسية تسمى “Pareidolia” وهي الظاهرة نفسها التي تجعلنا ببساطة نرى صورة دب في سحابة أو صورة المسيح على قطعة من الخبز المحمص.
أشياء عشوائية على القمر:
تظهر هذه الصورة التي التقطت في فبراير من عام 1967 شيئًا ما بطول ميل يمتد من سطح القمر. وقال ريتشارد هاغلند – أحد المؤمنين بنظريات المؤامرة – إنه لا يمكن لأي ظاهرة جيولوجية أن تفسرها لذلك لا بد من أنها مصنوعة.
ولكن اتضح في النهاية أن هاغلند قد عدل الصورة الأصلية بإضافة فلترات وتعديل الوضوح لتبدو الصورة بهذه الطريقة.
سيتحول القمر إلى اللون الأخضر:
قبل بضع سنوات، كانت الشائعات تقول إن القمر سوف يتحول إلى اللون الأخضر لأن العديد من الكواكب اصطفت ما تسبب في توهج غريب؛ كان من المفترض أن يحدث ذلك في 20 نيسان/أبريل و29 أيار/مايو عام 2016 ما سيجعلها أول مرة يصبح فيها القمر أخضرًا منذ عام 1596؛ ولكن بالطبع فهذا لم يحدث.
القمر مصنوع من الجبن:
هذه أطرف نظريات المؤامرة المتعلقة بالقمر ، القمر (للأسف) غير مصنوع من الجبن، وهذه مجرد قصة شهيرة للأطفال، لو كان مصنوعًا من الجبن فهذا يعني أن هناك بقرة عملاقة في مكان ما في النظام الشمسي.
القمر يجعلنا مجانين أو يسبب لنا الأرق:
تقول الأسطورة القمرية الشائعة أن القمر الكامل (البدر) يمكن أن يؤثر علينا؛ إذ يمكن أن يجعلنا أكثر وحشية أو أكثر عرضة للولادة أو أقل قابلية للنوم أو يزيد من فرص ارتكابنا للجرائم، يدعي آخرون أنهم لا يستطيعون النوم ليلة اكتمال القمر.
على الرغم من أن هناك دراسات تهدف إلى العثور على رابط بين اكتمال القمر وهذه الأنشطة، فقد فشلت جميعها، على سبيل المثال؛ توصلت دراسة أجريت عام 1985 إلى عدم وجود صلة بين اكتمال القمر وتوقيت المرض العقلي أو السلوك الإجرامي أو غير ذلك من الأنشطة البشرية.
يمكن للقمر العملاق أن يسبب الكوارث:
يظهر القمر العملاق عندما يكون القمر في أقرب نقطة له من كوكبنا، ونظرًا لكونه أقرب من المعتاد؛ فإنه يمارس مزيدًا من الجاذبية على كوكبنا، الأمر الذي أدى إلى تخيل البعض أنه يسبب كوارث طبيعية.
ولكن في الحقيقة لا يسبب القمر العملاق كوارث مثل الزلازل وموجات التسونامي. قال جون بيليني؛ الجيوفيزيائي في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية: «أُجريت الكثير من الدراسات حول هذا الموضوع من قبل علماء هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية وغيرهم ولم يجدوا أي ارتباط مهم على الإطلاق».
اقرأ أيضًا:
كيف يشرح أصحاب نظرية الأرض المسطحة الخسوف الكلي للقمر
لماذا يكون المؤمنون بنظرية الخلق أكثر احتمالًا لتصديق نظريات المؤامرة؟
ترجمة: مهران يوسف
تدقيق: علي قاسم
مراجعة: اسماعيل اليازجي