في مقابلة تلفزيونيّة مسجّلة مع عالم الرّياضيّات والفيلسوف الشّهير بيرتراند راسل ، توجّه المذيع إلى راسل بالسّؤال التّالي:
“فلنفرض، سيّد راسل، أنّ هذا الفيلم سيُشاهد من قبل أحفادنا بعد قرابة الألف عام، مثل مخطوطات البحر الميّت، ماذا تظنّ أنّه من المهمّ أو من الجدير أن تخبر ذلك الجيل عن الحياة التي عشتها والدّروس التي تعلّمت منها؟”

فأجاب راسل:
“أودّ أن أخبرهم عن أمرين: الأوّل فكري، والآخر أخلاقي.
الأمر الفكري الذي أودّ أن أخبرهم عنه هو التّالي: عندما تدرس أيّ موضوع أو تنظر في أيّ فلسفة، إسأل نفسك فقط ما هي الحقائق، وما هي النّتائج التي من الممكن أن تُستخلص من هذه الحقائق. لا تسمح لنفسك أبدًا أن تنحرف عن الحقّ بإتّباع ما تودّ أن يكون صحيحًا أو بما تظنّ أنّه قد يؤدّي إلى آثار إجتماعيّة مفيدة إذا ما تمّ الإعتقاد به. ولكن إنظر فقط إلى الحقائق ولا غير. هذا هو الأمر الفكري الذي أودّ أن أخبرهم عنه.
الأمر الأخلاقي الذي أودّ أن أخبرهم عنه هو أمر بسيط جدًّا: أودّ أن أقول أنّ الحبّ حكمة، والكراهية حماقة. في هذا العالم، الآخذ في التّقارب والتّرابط مع تقدّم الأيّام، علينا أن نتعلّم أن نتسامح مع بعضنا البعض، علينا أن نتعلّم أن نتقبّل الحقيقة بأنّ بعض النّاس ربّما يقولون أشياء قد لا تعجبنا. بإمكاننا العيش معًا فقط في هذه الطّريقة. ولكن إذا أردنا أن نعيش معًا، لا أن نموت معًا، علينا أن نتعلّم تلك النّوعيّة من العطاء والتّسامح التي هي قطعًا قدرة مركزيّة لإستكمال الحياة البشريّة على هذا الكوكب.”

الفيديو: