يُعد داء باجيت Paget’s disease أكثر أنواع أمراض العظام شيوعًا بعد هشاشة العظام، وهو اضطراب في عملية إعادة تشكيل العظم، ينتج عنه ارتشاف (امتصاص – إزالة Absorbs) العظام القديمة في الأماكن الطبيعية وتشكيل عظام جديدة في أماكن غير صحيحة.

يؤدي ذلك إلى ضعف وآلام في العظام والتهاب المفاصل وتشوهات وكسور، ولا يعرف الكثير من مرضى داء باجيت بإصابتهم؛ إذ تكون الأعراض خفيفة أو غير قابلة للاكتشاف، وتحتاج كسور مرضى داء باجيت لوقت أطول للشفاء بسبب الخلل في عملية تجدد العظام.

أعراض داء باجيت:

الأعراض الأكثر شيوعًا: ألم في العظام أو المفاصل، وتشمل الأعراض الأخرى تورمًا أو ليونةً في المفاصل أو احمرار الجلد الذي يغطي المناطق المصابة بداء باجيت، قد تكون أول أعراضه كسورًا في العظام الضعيفة.

يحدث مرض باجيت بشكل شائع في العظام التالية:

  •  الحوض.
  •  العمود الفقري.
  •  الجمجمة.
  •  الفخذ.
  •  الساق.

تمر العديد من الأعصاب الرئيسية في الجسم عبر أو بجوار العظام، لذا فإن النمو غير الطبيعي للعظام قد يتسبب في ضغط العظام للعصب وأذيته وهذا ما يسبب الألم.

المضاعفات:

يعد إنذار المرض جيدًا بشكل عام، إلا أنه قد يؤدي إلى مشاكل صحية أخرى، وتشمل:

  •  التهاب المفاصل الرثياني arthritis.
  •  ضعف السمع.
  •  أمراضًا قلبية.
  •  أمراض الجهاز العصبي.
  •  ساركوما العظام، هو نوع من السرطان يحدث لدى 1% من مرضى داء باجيت.
  •  فقدان الأسنان.
  •  مشاكل في الرؤية.

داء باجيت Paget's disease أكثر أنواع أمراض العظام شيوعًا بعد هشاشة العظام اضطراب في عملية إعادة تشكيل العظم ارتشاف الكالسيوم

توجد صلة واضحة بين داء باجيت وهشاشة العظام، بغض النظر عن العلاجات التي يصفها الطبيب لكلتا الحالتين، وقابليتها لإضعاف العظام.

لم يحدد الباحثون سبب داء باجيت حتى الآن، وهو عمومًا يميل للانتشار في عائلات محددة، إذ يُصاب أكثر من فرد في نفس العائلة في 30% من الحالات.

يمكن أن يحدث بعد الإصابة بفيروس الحصبة أثناء الطفولة، إذ تغير الحصبة آلية تكوين العظام، ما يؤدي إلى الإصابة بداء باجيت، لكن لم يكشف الباحثون وجود صلة واضحة بين الفيروس والإصابة بداء باجيت حتى الآن.

تشير النتائج إلى أن عدد المصابين بداء باجيت يتناقص على مدى 25 سنةً مضت، وقد ربط بعض العلماء الزيادة في التطعيم (التلقيح) في العديد من البلدان وما ينجم عنها من انخفاض في عدد المصابين بالحصبة وبالتالي بداء باجيت.

الوبائيات:

يوجد حوالي مليون مريض في الولايات المتحدة يعاني من داء باجيت، يزداد حدوث داء باجيت مع التقدم بالعمر ويميل للحدوث عند الرجال بمعدل ثلاثة رجال لكل امرأتين.

تشخيص داء باجيت:

عادةً ما يخضع المريض للفحص السريري لتأكيد إصابته بداء باجيت، والذي قد يظهر بشذوذ في الهيكل العظمي أو تشوهات العظام.

ثم يُجرى فحص العظام بالنظائر المشعة للكشف عن التشوهات العظمية والمناطق زائدة أو ناقصة الكثافة وفحوص مخبرية لتحديد شدة الحالة.

يمكن أن يشير ارتفاع مستوى الفوسفاتاز القلوية في مصل الدم إلى الإصابة بداء باجيت، لكنه اختبار غير نوعي.

ثم يجري الطبيب صورة بواسطة الأشعة السينية للعظام المصابة لتأكيد التشخيص.

المعالجة:

يمكن أن يخفف العلاج من تأثير الأعراض، لكنه لن يوقفها. يكون الخط الأول من العلاج عادة عبارة عن البايفوسفونيت bisphosphonates وقد يوصف فيتامين D والكالسيوم باعتبارهما مكملات؛ إذ يساعد البايفوسفونيت على التقليل من انهيار العظام المصابة، ويحتاج المرضى المعالجين به إلى الحفاظ على مستويات كافية من فيتامين D والكالسيوم.

يوصي مكتب المكملات الغذائية ODS باستهلاك 1200 ملغ من الكالسيوم و 600 وحدة دولية على الأقل من فيتامين D يوميًا للمرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 51 و 70 عامًا.

يجب رفع جرعة فيتامين D إلى 800 وحدة دولية يوميًا للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا، يوصي الأطباء أيضًا بزيادة التعرض لأشعة الشمس، لأن هذا يحسن قدرة الجسم على تصنيع فيتامين D.

يجب تناول حبوب الكالسيوم بعد ساعتين على الأقل من تناول البايفوسفونيت؛ لأن الكالسيوم يمكن أن يقلل من امتصاص البايفوسفونيت.

يحمي البايفوسفونيت والكالسيوم الأجزاء الضعيفة في العظام والتي تكون عرضة للكسور والتشوهات، لكن ينبغي ضبط تناولها لدى مرضى داء باجيت الذين لديهم حصيات في الكليتين.

الجراحة:

قد تكون الجراحة ضرورية إذا أدى مرض باجيت إلى حدوث تشوه كبير أو كسور في العظام، وهي الأكثر شيوعًا في عظمي الفخذ والساق. عادةً ما ينطوي علاج هذه الكسور على وضع أسطوانة داخل نقي العظم (جهاز تثبيت داخلي)، ويمكن استئصال العظم الضعيف عندما تصبح عظام الساقين مشوهة في المراحل المتأخرة من المرض.

إنذار داء باجيت والتوقعات بشأنه جيدة بشكل عام، خاصةً إذا عولج قبل حدوث تشوهات كبيرة في العظام.

الوقاية من داء باجيت:

لا تُمكن الوقاية من داء باجيت في معظم الحالات، ولكن يمكن للتمارين الحفاظ على سلامة الهيكل العظمي.

تجنب زيادة الوزن لتخفيف الضغط على المفاصل والعظام والحفاظ على حركة المفاصل، لكن يجب التحدث مع الطبيب قبل البدء بأي برنامج تمارين؛ إذ يؤدي الضغط الزائد على العظام المصابة بداء باجيت إلى أذيتها.

اقرأ أيضًا:

داء لايم: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

داء ترسب الأصبغة الدموية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

داء بيرتس أو داء ليغ -كالفه- بيرتس

داء ستيل في البالغين: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: وفاء أبو الجدايل

تدقيق: علي قاسم

مراجعة: تسنيم المنجد

المصدر