تقع الثقوب السوداء فائقة الكتلة في مراكز كل المجرات تقريبًا. بالرغم من الخيال الشائع، إلا إنها لا تعمل كفتحات تصريف ضخمة تبتلع ببطء أي شيء في طريقها. بدلًا من ذلك، فهي تبقى خاملة في الغالب. ولكنها تنشط إذا انتهى الأمر بالمواد على مقربة شديدة منها -كما يحدث أثناء تصادم المجرات- وتطلق كميات كبيرة من الإشعاع والمتدفقات القوية.

يعقب اليقظة المفاجئة للثقوب السوداء فائقة الكتلة، تولد رياح بعرض المجرة. في وقتنا الحالي اكتشف الباحثون المزيد عن كيفية تكون هذه الرياح.

كما ورد بعلم الفلك والفيزياء الفلكية، استخدم العلماء تراكم ثماني سنوات من البيانات المستحصلة من مرصد XMM-Newton لدراسة المواد المتدفقة. قبل ذلك كان العلماء على دراية بنوعين من المتدفقات، الأولى: وتدعى الممتصات الدافئة Warm Absorbers، وتتحرك ببطء، مبتعدة عن الثقب الأسود، ولها كثافة ممثالة للتي توجد في الوسط بين النجمي.

كيف تستطيع الثقوب السوداء فائقة الكتلة أن تؤثر في حياة المجرة ما هو تأثير الثقوب السوداء الهائلة على الحياة داخل المجرة المقذوفات الخارجة من الثقب الأسود

أما النوع الثاني فهو سريع جدًا (تبلغ سرعته ٤٠% من سرعة الضوء) مكون من غاز عالي التأين يتركز بالقرب من الثقب الأسود، وهذا النوع يعرف بالمتدفقات فائقة السرعة Ultra Fast Outflows أو UFOs.

في عمل جديد، اكتشف فريق وجود نوع ثالث من المتدفقات وهو حالة توجد ما بين الحالتين السابقتين، إذ إن لديه الخصائص الفيزيائية للنوع الأول، والسرعة المدهشة للنوع الثاني UFOs.

تحدث هذه الظواهر على بعد العشرات إلى مئات السنين الضوئية من الثقوب السوداء.

يقول الدكتور روبرتو سيرافينيلي من المعهد الوطني للفيزياء الفلكية في ميلانو كما جاء في بيانه: «نعتقد أنه هذه هي المرحلة التي تلامس فيها المتدفقات فائقة السرعة المادة بين النجمية وتكسحها بعيدًا مثل الثلج. ندعوها بـ”تدفق المتدفقات فائقة السرعة” لأنها في تلك المرحلة تجتاح المادة بين النجمية. إنه شيء مماثل لدفع الرياح للقوارب في البحر».

توقعت النماذج سابقًا وجود entrained UFOs E-UFOs، ولكن هذا أول دليل رصدي على وجودها. انتشرت UFOs على مدار سنوات قبل أن تصل إلى الوسط بين النجمي، وتحولت إلى E-UFOs ، وتنتهي إلى «الممتصات الدافئة». ثم تواصل الانتشار عبر الفضاء بين النجوم لتتحول إلى الرياح التي لوحظت في الكثير من المجرات.

وأضاف الدكتور سيرافينيلي: «قد توضح بعض الارتباطات المدهشة التي عرفها العلماء لسنوات ولم يكن بالإمكان توضيحها». «على سبيل المثال نرى ارتباطًا بين كتل الثقوب السوداء فائقة الكتلة والتشتت السريع للنجوم التي تقع في الأجزاء الداخلية في المجرات المضيفة.

لكن لا يمكن أن يكون هذا بسبب جاذبية الثقب الأسود. توضح دراستنا لأول مرة كيف لرياح الثقب الأسود أن تؤثر على المجرة بنطاق واسع، وربما تتيح الرابط المفقود».

XMM-Newton هي مهمة تابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، والتي ستخلفها مهمة أثينا Athena: Advanced Telescope for High ENergy Astrophysics والتي ستعزز لترى المزيد من التفاصيل لتأثيرات الثقوب السوداء فائقة الكتلة على المجرات.

اقرأ أيضًا:

تقاطع أينشتاين: نجم زائف يساعدنا على قياس معدل دوران الثقوب السوداء

الثقوب السوداء الهائلة تشكلت دون وجود أي نجوم

ترجمة: آية قاسم

تدقيق: عون حداد

المصدر