تغير لون كوكب الأرض بشكل ملحوظ عبر الزمن. وتقترح دراسة جديدة أن هذا الأمر قد يساعد العلماء في تحسين فهمهم لتطور عملية استضافة الحياة على الكواكب الأخرى. درس مسبار الفضاء جاليليو جوبيتر التابع لوكالة ناسا سنة 1990 الأرض بالتفصيل خلال تحليقه الأول بالقرب من كوكب الأرض. صُمم هذا المشروع والذي يعتبر الابن الفكري لعالم الفلك الشهير كارل ساجان خصيصًا لتنشيط الأبحاث المستقبلية عن الحياة الفضائية عن طريق تحديد أي الإشارات الحيوية التي على العلماء توجيه نظرهم إليها في العوالم البعيدة.

وقد نجح مسبار جاليليو بالفعل حينما وصل لمدار كوكب المشتري سنة 1995 عندما رصد العديد من العلامات الدالة على الحياة من ضمنها الإطار الأحمر -وهو انعكاس الضوء بالقرب من الطول الموجي للأشعة التحت حمراء- المشابه لكوكب الأرض.

ويدل هذا الإطار الأحمر على وجود حياة نباتية، وذلك لأن صبغة الكلوروفيل المسؤولة عن التمثيل الضوئي تمتص معظم الضوء المرئي لكنها شفافة تحت الأطوال الموجية الأطول، وعليه فإن النباتات تقذف بهذا الجزء –ربما لتجاوز رفع درجات الحرارة– من المجال الكهرومغناطيسي مرة أخرى للفضاء.

لكن الإطار الأحمر لم يبد دائمًا كما يراه المسبار جاليليو. ففي النهاية تظهر هذه الخاصية الآن في أجزاء كثيرة بسبب النباتات الأرضية. لكن تلك النباتات الأرضية موجودة فقط منذ ما يقارب 500 مليون سنة، أي بعد أكثر من 3 مليارات سنة من بدء الحياة على كوكب الأرض.

قالت عالمة الفلك ومديرة معهد كارل ساجان بجامعة كورنيل ليزا كالتينيجر: «إن في حالة محاولة أحد الكائنات الفضائية رصد الحياة على كوكب الأرض عن طريق الألوان فسيرى اختلافات كثيرة في لون كوكب الأرض عبر تاريخها بالرجوع مليارات السنوات عندما سيطرت أنواع أخرى من الحياة على الكوكب».

لذا قرر كل من كالتينيجر و الباحث المساعد جاك أومالي جيمس رسم خريطة توضح تغير ألوان كوكب الأرض عبر الزمن.

وفي دراسة نُشرت على الإنترنت في 9 يوليو من هذا العام في The Astrophysical Journal Letters، أشار الباحثون إلى أن الإطار الأحمر لكوكب الأرض موجود قبل وجود الغابات على الكوكب بكثير.

فمثلًا: من الممكن أن التوقيعات الطيفية التي تسببها الأشنة النباتية –وهي علاقة تكافلية بين الفطريات والطحالب– قد كانت قابلة للرصد منذ 1.2 مليار سنة. اكتشف الباحثون أيضًا أن الظلال الخضراء للأرض في هذه الفترة تراوحت بين الأخضر الخافت إلى الأخضر النعناعي.

ربما أطلقت البكتيريا الضوئية الزرقاء الموجودة في محيطات الأرض إطارًا قبل ذلك حتى، أي منذ 2 أو 3 مليار سنة.

يقول أومالي جيمس، المؤلف الرئيسي للورقة البحثية: «إن هذه الدراسة تتوسع في استخدام خاصية سطح الإطار الأحمر إلى أوقات سابقة من تاريخ الأرض بالإضافة إلى عدد كبير من السيناريوهات المحتملة للكواكب المستضيفة للحياة خارج نظامنا الشمسي».

الفيديو المرفق

اقرأ أيضًا:

أيها الباحثون عن حياة فضائية ذكية ، توقفوا عن استخدام معادلة دريك

ما علينا فعله للعثور على حياة فضائية

ترجمة: مصطفى عبد المنعم

تدقيق: نغم رابي

المصدر