المرض الخامس ويُسمى أيضًا الحمامى العدوائية ، هو مرض فيروسي غير حاد (خفيف) شائع لدى الأطفال، يدعى المرض الخامس لأنه خامس مرض من أمراض الطفح الجلدي الفيروسية التي تصيب الإنسان في مرحلة الطفولة. الأربعة الأخرى هي: الحصبة (Measles)، الحصبة الألمانية (Rubella)، الحماق/جدري الماء (Chicken Pox)، الطفح الوردي (Roseola). يعاني الطفل المصاب من أعراض مشابهة لأعراض الزكام الخفيف أو الإنفلونزا يتبعها ظهور طفح أحمر بعد عدة أيام على الخدين والجذع والأطراف؛ يتطور عند بعض الأطفال المصابين بالمرض الخامس ألم وتورم في المفاصل ، لكن هذه الأعراض لا تدوم طويلًا.

من الممكن أيضًا أن يصاب البالغون بالفيروس ويتطور لديهم المرض الخامس، الذي يكون مشابهًا أكثر للإنفلونزا الحادة، لكن نادرًا ما يظهر لديهم الطفح.

البالغون، وخاصة النساء المصابات بالمرض هم أكثر عرضة بكثير من الأطفال لتطور أعراض المفاصل؛ هذه الأعراض تزول عادة في غضون أسبوعين، لكن 10% من البالغين الذين ظهر لديهم ألم المفاصل سيعانون من أعراض طويلة الأمد ومزمنة في بعض الأحيان.

أسباب المرض الخامس

سبب المرض الخامس هو الفيروس الصغير البشري B19. غالبًا ما يصيب الأطفال في مرحلة الحضانة أو الأطفال في سن المدرسة خلال فصل الربيع. ينتشر المرض عبر السوائل الأنفية والفموية عندما يسعل المصاب أو يعطس. حوالي 20% من المصابين بالفيروس لا تظهر عليهم الأعراض، ولكن يمكنهم نقل العدوى إلى الآخرين.

أعراض المرض الخامس

بعد الإصابة بالفيروس الصغير البشري B19 بعدة أيام (عادة من 4 إلى 14 يومًا)، تظهر أعراض مشابهة لأعراض الزكام أو الإنفلونزا مثل: حمى خفيفة، تعب وشعور عام بالمرض؛ وبعد عدة أيام، يبدأ ظهور طفح على وجه الطفل يبدو كما لو أن خديه قد صُفعا (طفح المرض الخامس – الحمامى العدوائية Slapped-cheek rash) بالإضافة طفح أحمر بشكل شريط على كل من الجذع والأطراف، كما قد يكون الطفح حاكًّا، ولكن ليس في جميع الحالات.

يختفي الطفح خلال 7 إلى 10 أيام. حوالي 10% من الأطفال المصابين بالمرض الخامس سيعانون أيضًا من ألم المفاصل وغالبًا من تورم المفاصل.

يُعاني البالغون المصابون عادة من أعراض مشابهة لأعراض الإنفلونزا الحادة، ولكن قد لا يتطور لديهم طفح المرض الخامس المميز. ومع ذلك، ما يصل إلى 78% من البالغين العرضيين سيظهر لديهم ألم وتورم في المفاصل خلال أسبوع إلى ثلاثة أسابيع من الخمج الأولي. تصاب مفاصل اليدين، المعصمين والركبتين بشكل شائع وتكون الإصابة متناظرة.

تتبدد أعراض المفاصل عادة خلال أسبوع أو أسبوعين، ولكن تقريبًا 10% من البالغين الذين لديهم أعراض المفاصل سيعانون من صعوبات طويلة الأمد. ومن المعروف أن ألم المفاصل المزمن يستمر لمدة تصل إلى 9 سنوات.

التشخيص

يُشخص الطبيب المرض الخامس عادة عند رؤية الطفح النموذجي المميز أثناء الفحص السريري. في حال بقاء أعراض المفاصل لمدة أطول من الطفح، أو في حال عدم ظهور الطفح، يجرى فحص دم للكشف عن مستضدات الفيروس.

ومع ذلك، فإن الفحوص المصلية النوعية ممكنة خلال وقت قصير لأن ارتفاع مستوى المستضدات النوعية للإصابة بالفيروس الصغير البشري B19 يستمر لمدة شهرين بعد العدوى الأولية. بعد مرور الشهرين من الممكن فقط معرفة ما إذا كان الشخص قد أصيب بالفيروس الصغير B19 في حياته.

العلاج

قد لا تحتاج الحمى وآلام المفاصل لدى الأطفال المصابين بالمرض الخامس إلى علاج أو يمكن تخفيف هذه الأعراض باستخدام الأسيتامينوفين (Acetaminophen) أو إيبوبروفين (Ibuprofen) ويجب على البالغين الذين يعانون من ألم وتورم في المفاصل الراحة بعد القيام بنشاطاتهم وتناول مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية مثل: الأسبرين (Aspirin) إيبوبروفين (Ibuprofen) أو نابروكسين الصوديوم (Naproxen Sodium).

في الحالات النادرة من أعراض التهاب المفاصل المستمرة لمدة طويلة، قد نستعين بأدوية بطيئة التأثير. يستفيد المصابون بالتهاب المفاصل المزمن المسبب بالفيروس الصغير B19 من الأدوية مثل هيدروكسي كلوروكوين (Hydroxychloroquine)، لكن نادرًا ما تكون ضرورية.

العناية الذاتية

إن أفضل طريقة لعناية الشخص بصحته إذا كان مصابًا بالتهاب كيسي (Bursitis) أو التهاب أوتار (Tendinitis) هو أن يكون للشخص الدور الأسبق في علاج نفسه وتدعى هذه العملية الإدارة الذاتية (Self-management). يُعد المرض الخامس مرضًا خفيفًا غير حاد ويزول عادةً من تلقاء نفسه.

يستعيد الأطفال والبالغون الأصحاء عافيتهم بشكل كامل.

المحافظة على حمية صحية، وشرب كمية كافية من السوائل والحصول على قسط من الراحة سيُساعد على إدارة هذا المرض بنجاح.

اقرأ أيضًا:

الحمامى عديدة الأشكال: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

الحمامى العقدية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

الحمامى المرتفعة الدائمة: الأسباب والاعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: أنس داغستاني

تدقيق: علي قاسم

المصدر