تُصنع الألعاب النارية بمزيج من مسحوق متفجر وبعض المواد الكيميائية وغراء، وتعود أقدم الألعاب النارية إلى أكثر من ألف عام. ولكن ليست كل الألعاب النارية مبنية على نفس الأساس، لأنه لا يمكنك الحصول على لعبة نارية حمراء ساطعة لتضيء بنفس العناصر الموجودة داخل الزرقاء والبيضاء، والسبب يرجع لأن ألوان الألعاب النارية يعتمد على أنواع العناصر الموجودة بداخلها، أي المعادن الشائعة والمعادن النادرة وحتى بعض الأملاح التي تكون موجودة كذلك.

يطلق خبراء الألعاب النارية على هذه الرشقات من الضوء الملون لقب ”نجوم”، وهي مصنوعة من خليط من: الوقود، ومؤكسِد (للمساعدة في حرق الوقود)، والعناصر المنتجة للون مثل الألمنيوم أو النحاس والإسمنت المعبأ داخل القذيفة، وكل هذا يطلق عاليًا في الهواء قبل فتيل التأخير لكي تحلق النجوم في السماء.

مهندس الألعاب النارية ومهندس الكهرباء في كاليفورنيا ”مايك توكستين” الذي كان المسؤول عن تجهيز مدرج لوس أنجلوس لحفل 4 يوليو، أخبر صحيفة ”بيزنس إنسايدر” أن الأمر يستغرق أيامًا من السحق والحفر وتمديد الأسلاك، و أكثر من 10000 رطل من المعدات.

ألق نظرة على بعض العناصر المشتركة التي تجعل احتفالك ممكنًا ورائعًا.

في هذه الصورة نشاهد الألعاب النارية الصفراء المصنوعة من عنصر قد تربطه باللون الأبيض: الصوديوم

قد تعتقد أن الصوديوم ينتمي إلى علبة الملح لديك، لكن الصوديوم الحار ينتج عنه انفجار أصفر لامع مثالي للإضاءة في السماء.

الكيمياء العبقرية وراء ألوان الألعاب النارية الأسباب خلف ألوان الألعاب النارية في السماء سبب ألوان المفرقعات كيف تكتسب المفرقعات ألوانها

وفي هذه الصورة نجد الألعاب النارية الحمراء التي تأتي من عنصر مشترك يسمى السترونتيوم.

اُستخدِمَ السترونتيوم في الشاشات الزجاجية للعديد من أجهزة التلفزيون الملونة القديمة، لأنه ساعد على منع الأشعة السينية من الوصول إلينا. العنصر له لون مصفر، لكنه يحترق بلون أحمر ساطع.

في حين نشاهد هنا الألعاب النارية الخضراء نتيجة لأملاح الباريوم التي تنفجر في السماء.

تصنع معظم ألوان الألعاب النارية الخضراء من نترات الباريوم، وهي مادة سامة للاستنشاق، لذلك لا تستخدم في أشياء أخرى كثيرة، على الرغم من أنها يمكن أن تكون مكونًا في القنابل اليدوية.

الكيمياء العبقرية وراء ألوان الألعاب النارية الأسباب خلف ألوان الألعاب النارية في السماء سبب ألوان المفرقعات كيف تكتسب المفرقعات ألوانها

وليومنا هذا لا تزال الأشكال الزرقاء تمثل التحدي الأكبر الذي يواجه صناع الألعاب النارية، إذ يأتي اللون الأزرق نتيجة وجود النحاس.

قال توكستين حول هذه المسألة أنه يجب أن تكون درجة حرارة اللهب دقيقة للغاية وإلا ستفقد اللون الذي تريده، ويقول أيضًا أن هناك نوعًا من القيود الفيزيائية والكيميائية التي تمنعك من الحصول على اللون الأزرق.

أما بالنسبة للألعاب النارية التي تنتج الضوء الأبيض، فذلك يكون نتيجة وجود الألمنيوم والمغنيزيوم.

لكن هناك طرق عديدة للتلاعب بلون الألعاب النارية، وأشهر طريقة تتمثل في العناصر الكيميائية التي تحترق بدرجات حرارة أعلى من درجات حرارة الاحتراق الموجودة. فمن خلال إضافتها إلى تصميمات لونية أخرى، يمكنك إنشاء درجات ألوان أفتح. وهناك أيضًا الطريقة التي تتمثل في مزج عناصر مختلفة لإنشاء المزيد من الألوان.

تمنحك تركيبات النحاس والسترونتيوم درجات ألوان أرجوانية، أما اللون الذهبي الذي يعتبر من أقدم الألوان المستعملة في الألعاب النارية يكون مصدره الكربون.

وهناك أيضا تأثير جديد يسمى ”الظلال” الذي هو عبارة عن نظام طبقات يتدحرج بألوان مختلفة فوق بعضها البعض داخل كل قذيفة، وهذا التأثير يجعل ألوان الألعاب النارية تبدو وكأنها ترقص وتتحرك.

وفي النهاية كما هو معروف، ما يصعد لفوق ينزل للأسفل؛ قذائف الألعاب النارية التي جلبت الأنوار إلى السماء تسقط على الأرض ككرتون محترق. قال توكستين حول هذه القضية، إن هذا أحد الأسباب الرئيسية للاستمتاع بعروض الألعاب النارية من مسافة بعيدة.

ويقول أيضًا إن القذيفة هي في الأساس مصنوعة من الورق المقوى، وحالما تنفجر القذيفة، تسقط على الأرض مع بقايا متفحمة، وربما يكون هذا هو الجزء الأقل إثارة من العرض، ولكن بالنسبة للأشخاص الذين يقومون بإعداد كل شيء، فهذه علامة على انتهاء يوم عمل طويل.

اقرأ أيضًا:

كيف تحافظ على هدوء الحيوانات الأليفة أثناء الألعاب النارية أو الرعد ؟

هذه هي طريقة عمل الألعاب النارية وهذا هو تاريخها

ترجمة: رضا الكصاب

تدقيق: غزل الكردي

مراجعة: رزان حميدة

المصدر