خراج الكبد القيحي (PLA): عبارة عن تجويف مملوء بالقيح يتشكل في الكبد بسبب عدوى جرثومية. يتكون القيح من سائل من الخلايا الدموية البيضاء (الكريات البيض) والخلايا الميتة التي تتشكل بعد مواجهة الجسم للعدوى. في حالة (PLA)؛ بدلًا من تصريف القيح من موقع العدوى؛ يُجمع في تجويف داخل الكبد. يصاحب الخراج عادةً حدوث التهاب وتورم في المنطقة المحيطة به، ويمكن للخراج أن يسبب ألمًا وتورمًا في البطن. ومن الجدير بالذكر: يمكن لخراج الكبد القيحي أن يكون مميتًا إذا لم يُعالج بسرعة.

أسباب خراج الكبد القيحي:

تُعد أمراض الطرق الصفراوية (biliary diseases) السبب الأشيع لخراج الكبد القيحي، وتشمل هذه الأمراض مظلةً واسعةً من الحالات في الشجرة الصفراوية التي تصيب الكبد والبنكرياس والمرارة؛ وفقًا لمعهد جونز هوبكنز الطبي (Johns Hopkins Medicine)، يرتبط حدوث خراجات الكبد بالتهاب القناة المشتركة للصفراء (القناة الصفراوية الجامعة) وإصابتها بالعدوى بنسبة 50% من الحالات.

تتضمن الأسباب وعوامل الخطورة الأخرى ما يلي:

  •  الجراثيم القادمة من الزائدة الدودية المتمزقة، والتي تشكل خراجًا.
  •  سرطان البنكرياس.
  •  سرطان القولون.
  •  داء الأمعاء الالتهابي Inflammatory) (Bowel Disease، مثل التهاب الرتج (Diverticulitis) أو الأمعاء المثقوبة.
  •  عدوى الدم أو ما يُعرف بالإنتان الدموي (Septicemia).
  •  رضوض الكبد الناجمة عن الحوادث أو الإصابات الأخرى.

وفقًا لبحث نُشر في مجلة الأمراض المعدية السريرية (Clinical Infectious (Diseases: يُعرَّض مرضى الداء السكري أكثر لخطر الإصابة بخراج الكبد بمعدل 3.6 أضعاف؛ بسبب استعدادهم الأعلى للإصابة بالعدوى والإنتانات المختلفة.

أعراض خراج الكبد القيحي:

تشبه أعراض خراج الكبد القيحي الأعراض المُشاهدة في التهاب المرارة أو العدوى الجسيمة (massive infection).

تبدو الأعراض على شكل:

  •  قشعريرة.
  •  قيء.
  •  ألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن.
  •  فقدان سريع للوزن، مثل خسارة 10 باوندات (4.5 كيلوغرامات) خلال بضعة أسابيع.
  •  بول داكن اللون.
  •  براز بلون الطين؛ رمادي أو ضارب للبياض.
  •  إسهال.

تشخيص خراج الكبد القيحي:

قد يطلب الطبيب مجموعة من العينات الدموية لزرعها (زرع الدم) وبعض فحوصات واختبارات التصوير لتشخيص الحالة.

يمكن استخدام الاختبارات التالية:

  •  التصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو) للبطن لتحديد موقع الخراج.
  •  التصوير المقطعي المحوسب (CT scan) أو الطبقي المحوري مع حقن صبغة (مادة ظليلة) أو تباين عبر الوريد، وذلك لإيجاد الخراج وقياس حجمه.
  •  الاختبارات الدموية للبحث عن علامات الالتهاب، مثل ارتفاع تعداد كريات الدم البيضاء في مصل الدم وارتفاع مستوى الخلايا المتعادلة (neutrophil). والخلايا المتعادلة: نوع من أنواع كريات الدم البيضاء).
  •  إجراء الزروع الدموية؛ من أجل نمو الجراثيم ثم تحديد المضادات الحيوية التي تؤثر عليها.
  •  التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لمنطقة البطن.

قد يظهر خراج الكبد القيحي عند استخدام الطبقي المحوري مثل كتلة في الكبد تحتوي على غاز وسائل.

علاج خراج الكبد القيحي:

يمكن علاج بعض مرضى (PLA) بنجاح باستخدام المضادات الحيوية وحدها، ولكن معظمهم بحاجة إلى نزح الخراج وتصريفه؛ والذي يُعتبر العلاج المثالي لخراج الكبد القيحي. يتضمن هذا الإجراء إدخال إبرة أو قثطرة تصريف ضمن الخراج لإزالة القيح الحاوي على العدوى.

قد يجري الطبيب في نفس الوقت خزعة للكبد، وذلك عبر أخذ عينة من النسيج الكبدي، ما يساعد الطبيب في تحديد مدى صحة الكبد وخلوه من الأمراض.

تُجرى جميع هذه الإجراءات التشخيصية والتداخلية عبر التوجيه بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو) أو التصوير المقطعي المحوسب (الطبقي المحوري).

يحاول بعض الأطباء علاج (PLA) دون اللجوء إلى الجراحة، وذلك للتقليل من خطر انتشار الجراثيم عبر الجسم، أما في الحالات الشديدة والخطيرة؛ سيكون العمل الجراحي ضروريًا؛ لإزالة محتوى الخراج بشكل كامل.

يُعالَج المريض بعد الجراحة بالمضادات الحيوية لعدة أسابيع لضمان إزالة العدوى بالكامل.

وفقًا لمقالة مراجعة في مجلة أمراض الكبد السريرية (Clinical Liver Disease)، تُعطى المضادات الحيوية حقنًا عبر الوريد يليها الإعطاء عبر الفم لعلاج وتدبير مرضى (PLA).

يُساعد شوط العلاج الأولي بالمضادات الحيوية الوريدية في حدوث الشفاء وتسريعه.

سيعزز أيضًا أخذ المريض للمضادات الحيوية عبر الفم لعدة أسابيع من عملية الشفاء، وذلك بعد حصوله على استجابة سريرية جيدة نتيجة العلاج الجراحي والعلاج بالمضادات الحيوية الوريدية.

مضاعفات واختلاطات المرض:

الاختلاط الأساسي لخراج الكبد القيحي هو حدوث الإنتان (Sepsis)، وهو عدوى شديدة يمكنها أن تسبب التهابًا جهازيًا شديدًا وخيمًا. يمكن أن يؤدي هذا إلى انخفاض خطير في الضغط الدموي.

سيكون الإنتان قاتلًا إذا لم يُعالج بسرعة قصوى بوساطة المضادات الحيوية والسوائل الوريدية.

يحمل العلاج الجراحي ونزح خراج الكبد القيحي خطرًا لنشر الجراثيم في أنحاء الجسم، وقد يسبب هذا انتشارًا واسعًا للعدوى أو تشكيل خراجات جديدة في الأعضاء الأخرى.

تستطيع الجراثيم المنتشرة عبر الجسم أن تسبب مضاعفات مثل:

  •  انصمام رئوي إنتاني؛ والذي يحدث عندما تحفز الجراثيم تشكيل جلطة دموية في واحد أو أكثر من الشرايين الرئوية.
  •  خراج الدماغ، الذي يمكنه أن يُسبب أذيةً عصبيةً دائمةً.
  •  التهاب باطن مقلة العين، ما يعني حدوث عدوى في الطبقة الداخلية من طبقات العين، وقد تؤدي إلى فقدان البصر.

التوقعات ومآل المرضى المصابين بخراج الكبد القيحي:

يمكن لخراج الكبد القيحي أن يكون مهددًا للحياة، لذلك عليك طلب المساعدة الطبية العاجلة في حال عانيت من أعراضه لتجنب حدوث المضاعفات الصحية الخطيرة.

يُعد التشخيص السريع والعلاج الجراحي أمرين مهمين للحصول على نتيجة إيجابية جيدة.

اقرأ أيضًا:

خراج فوق الجافية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

خراج الدماغ: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

خراج الثدي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ماذا تعلم عن خراج الأسنان ؟

الخراج بين اللثة و الاسنان

ترجمة: يوسف الجنيدي

تدقيق: علي قاسم

مراجعة: تسنيم الطيبي

المصدر