اكتشاف أشبه كوكبين بالأرض على مسافة 12.5 سنة ضوئية. يعتقد علماء الفلك بأنهم اكتشفوا كواكب جديدةً مشابهةً لكوكب الأرض في مجرتنا. ويُعتبر الكوكبان الجديدان الآن أشبه كوكبين بالأرض من أصل تسعة عشر كوكبًا ببيئة صالحة للعيش خارج مجموعتنا الشمسية. على بعد 12.5 سنة ضوئية، يدور أحد الكوكبين حول أحد النجوم المجاورة في كوكبة الحمل ويبدو في الواقع أنه أكثر الكواكب المكتشفة شبهًا بالأرض حتى الآن.

ويوضح عالم الفيزياء الفلكية ماتياس تزيشمايستر من جامعة جيوتينجن: «يشابه الكوكبان الكواكب الداخلية لنظامنا الشمسي. كما أنهما أثقل قليلًا من الأرض، ويقعان في النطاق الصالح للحياة حيث يمكن وجود الماء في صورة سائلة».

اكتُشف النجم (تيجاردن) سنة 2003 بالرغم من قربه من الأرض. وقد مثّل اكتشاف هذا القزم الأحمر -الذي يصل عمره إلى حوالي 8 مليون سنة ووزنه أقل من شمسنا بحوالي 10 مرات- تحديًا كبيرًا.

وفقًا لفريق البحث، اكتُشفت أنظمة كوكبية أخرى حول نجوم مشابهة باستخدام طريقة عبور الكواكب عندما يمر كوكب أمام النجم حاجبًا رؤية الأرض، ما يسبب إظلام الجسم السماوي اللامع لبعض الوقت. ولكن لم تنطبق تلك الطريقة على محاذاة النجم تيجاردن وإعتامه؛ لذا استخدم العلماء الجيل الجديد من تلسكوبات كارمينيس المصممة خصيصًا لمثل هذه الحالات.

وقد مكن هذا الجيل الجديد من التلسكوبات -الموجود بمرصد كالار آلتو الإسباني- العلماء من رصد أي تغير طفيف في السرعة الشعاعية للنجوم الصغيرة.

بعد 3 سنوات من مراقبة أي تذبذب يطرأ على النجم بسبب الأجسام المدارية. أكد أكثر من 200 قياس على وجود كوكبين جديدين. يُسمى هذان الكوكبان الآن تيجاردن بي وتيجاردن سي.

وللتأكد من أن بيانات قياس السرعة الإشعاعية الدالة على وجود الكوكبين ليست مجرد تغير في درجة لمعان النجم أكد الباحثون مشاهداتهم بوساطة بيانات القياس الضوئي المُجمعة عن النجم تيجاردن.

يقول عالم الفلك فيكتور سانشيث من معهد كانارياس للفيزياء الفلكية: «توضح الدراسات أن الإشارات الدالة على وجود الكوكبين ليست مجرد أحد نشاطات النجم نفسه، رغم أنه لا يمكننا رصد مرور الكوكبين أمامه».

ويضيف فريق البحث الدولي أن تيجاردن بي هو الكوكب الأقرب للنجم. وتقع درجة حرارة سطحه -باحتمالية حوالي 60%- بين صفر سيليزيوس و50 سليزيوس، وغالبًا تقترب من 28 سيليزيوس. أما تيجاردن سي والذي يدور بعيدًا عن النجم، تشابه درجة حرارة سطحه كوكب المريخ، إذ تصل لحوالي 47- سيليزيوس.

اكتشاف أشبه كوكبين بالأرض على مسافة 12.5 سنة ضوئية اكتشاف كواكب جديدة مشابهة للأرض الأنظمة النجمية النجم تيجاردن حياة خارج الأرض

وبأخذ الحد الادنى لكتلتيهما وتعرضهما للإشعاع الشمسي، دخل الكوكبان قائمة الكواكب الصالحة للحياة خارج نظامنا الشمسي. في الحقيقة، سجل الكوكب تيجاردن بي أعلى معدل تشابه مع الأرض سُجل حتى الآن.

تُعد هذه علامةً مبشرةً رغم أن ذلك لا يعني بالضرورة أن أيًا من الكوكبين صالح للحياة فعلًا. وصرح تزيشمايستر لصحيفة الجارديان: «سيكون الكوكبان صالحين للحياة في حال وجود غلاف جوي لهما».

أضاف الفريق في ورقته البحثية الشارحة للاكتشاف: «يُعد الكوكبان أول كوكبين اكتُشفا بتقنية السرعة الإشعاعية حول قزم فائق البرودة. كلا الكوكبين يمتلكان كتلة تساوي على أقل تقدير كتلة أرض واحدة، ويُحتمل أن يكون لديهما أيضًا نصف قطر مشابه لكوكب الأرض. وذلك باعتبار أن تركيبتيهما صلبة أو جزئيًا من المعدن أو الماء».

صرحت عالمة الفيزياء الفلكية بجامعة هاواي لاورين ويس لمجلة ناشيونال جيوجرافيك بأن ثمة بعض النقاط التقنية التي تحتاج بعض الدراسة لكنها رغم ذلك معجبة بجودة البيانات المجمعة بشكل عام.

يتنبأ الفريق البحثي بأن تيجاردن بي يكمل دورته في 4.9 يوم أرضي، ويكمل تيجاردن سي دورته في 11.4 يوم أرضي، تدّعي ويس بأن الكوكبين ربما يدوران أسرع من ذلك وهذا بلا شك يقلل صلاحيتهما للحياة.

بالإضافة إلى أننا حتى الآن لا نعرف سرعة دوران الكوكبين حول محوريهما بالنظر إلى اكتشاف العلماء للكوكبين بوساطة قياس السرعة الإشعاعية. فقد يكون أحدهما مجرد خدعة نتجت عن دوران النجم نفسه.

يُعتبر تيجاردن -بترتيبه الرابع والعشرين في قائمة أقرب الأنظمة النجمية، وباعتباره رابع أقرب الأنظمة الحاوية على كواكب ذات صلاحية محتملة للحياة- مرشحًا قويًا للأبحاث المستقبلية. كما أن احتمالية إيوائه للحياة تحمسنا جدًا.

اقرأ أيضًا:

الكواكب الشبيهة بالارض – كم يبلغ عددها وكيف نصل إليها؟

إكتشاف ثلاثة كواكب جديدة شبيهة بالأرض حول النجم غلييز-667-سي

ترجمة: مصطفى عبد المنعم

تدقيق: تسنيم الطيبي

المصدر