تضيق الشريان السباتي. تنقل الشرايين السباتية الشرايين الدم المؤكسج من القلب إلى الدماغ وباقي الجسم. يوجد شريانان سباتيان (شريان سباتي لكل جانب من الرقبة) يزودان الدماغ بالدم. يمكن تحسس الشريانين السباتيين أسفل كل جانب من الرقبة، تحت زاوية الفك مباشرةً.

يزود الشريانان السباتيان الجزء الأمامي من الدماغ بالدم، وهو المسؤول عن التفكير والكلام وتكوين الشخصية والوظائف الحسية والحركية. تمر الشرايين عبر فقرات العمود الفقري لتزويد الجزء الخلفي من الدماغ (جذع الدماغ والمخيخ) بالدم.

ما هو مرض تضيق الشريان السباتي؟

إنه تضييق الشرايين السباتية، وعادةً ما يحدث نتيجة تصلب الشرايين. تصلب الشرايين هو تراكم الكوليسترول والدهون والمواد الأخرى المنتقلة عبر مجرى الدم، مثل الخلايا الالتهابية والنفايات الخلوية والبروتينات والكالسيوم. تلتصق هذه المواد بجدران الأوعية الدموية مع مرور الوقت بتقدم العمر، وتتحد لتكوين ترسبات بجدران الأوعية الدموية.

يؤدي تراكم الترسبات إلى تضييق أو انسداد في الشريان السباتي، الأمر الذي قد يعرض الفرد لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

أعراض تضيق الشريان السباتي

قد لا تكون هناك أية أعراض لمرض الشريان السباتي. ومع ذلك، هناك علامات تحذيرية للسكتة الدماغية. تُعد النوبة الإقفارية العابرة (TIA) أحد علامات التحذير الأكثر أهميةً للسكتة الدماغية وتحدث عندما تؤدي الجلطة الدموية إلى سد الشريان الذي يمد المخ بالدم لفترة قصيرة. يمكن أن تحدث الأعراض المؤقتة التالية، وقد تستمر لبضع دقائق أو بضع ساعات، وتحدث وحدها أو مجتمعةً:

  •  فقدان مفاجئ للرؤية أو عدم وضوح الرؤية في إحدى أو كلتا العينين
  •  ضعف أو تنميل على جانب واحد من الوجه، أو في ذراع واحدة أو ساق واحدة، أو جانب واحد من الجسم
  •  صعوبة في التحدث أو فهم ما يقوله الآخرون
  •  فقدان التوازن
  •  الدوخة أو الارتباك
  •  صعوبة في البلع

تُعتبر النوبة الإقفارية العابرة من الحالات الطبية الطارئة، إذ إنه من المستحيل التنبؤ بما إذا كانت ستتطور إلى سكتة دماغية أم لا. إذا واجهت أنت أو أي شخص تعرفه هذه الأعراض، فعليك الاتصال بالطوارئ، فالعلاج الفوري يمكن أن ينقذ حياتك أو يزيد من فرصك في الشفاء التام.

تُعد النوبات الإقفارية العابرة مؤشرات قوية لاحتمالية حدوث السكتات الدماغية. فالشخص الذي عانى من النوبة الإقفارية العابرة أكثر عرضةً للإصابة بالسكتة الدماغية عشرة أضعاف من شخص لم يعانِ منها.

تضيق الشريان السباتي أعراض تضيق الشريان السباتي الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج السكتة الدماغية الجلطة الدموية نقل الدم إلى الدماغ

ما هي السكتة الدماغية؟

تحدث السكتة الدماغية أو النوبة الدماغية عندما تصبح الأوعية الدموية في الدماغ مسدودةً أو حين تنفجر، إذ لا يمكن للمخ تخزين الأكسجين، لذا يعتمد على الأوعية الدموية لتزويده بالدم المؤكسج. تؤدي السكتة الدماغية إلى نقص إمدادات الدم، ما يؤدي إلى قطع الأكسجين والمغذيات عن الخلايا العصبية المحيطة. عندما ينقطع الأكسجين عن الأنسجة لأكثر من 3 إلى 4 دقائق، تبدأ الخلايا بالموت.

قد تحدث السكتة الدماغية في الحالات التالية:

  •  ضيق الشريان للغاية نتيجة تراكم الترسبات
  •  انفجار التراكمات وانتقالها إلى الشرايين الأصغر في الدماغ
  •  تكوين جلطة دموية تسد الشريان الضيق

كما تحدث السكتة الدماغية نتيجةً لظروف أخرى مثل النزيف المفاجئ في الدماغ (النزيف داخل المخ)، والنزيف المفاجئ في السائل الدماغي الشوكي (نزيف تحت العنكبوتية)، أو الرجفان الأذيني، أو اعتلال عضلة القلب، أو انسداد الشرايين الدقيقة داخل المخ.

كيف يُشخص مرض تضيق الشريان السباتي؟

قد لا توجد أعراض لمرض الشريان السباتي. إذا كنت في خطر بالإصابة، فمن المهم إجراء فحوصات جسدية بانتظام. سوف يستمع الطبيب إلى الشرايين في رقبتك باستخدام سماعة الطبيب. قد يشير صوت التسرع غير الطبيعي إلى مرض الشريان السباتي. ومع ذلك، لا يُعتبر سماع هذا الصوت مؤشرًا كافيًا لوجود انسداد.

تشمل الفحوصات التشخيصية ما يلي:

فحص دوبلر (الأمواج فوق الصوتية) للشرايين السباتية

إجراء تصوير يستخدم موجات صوتية عالية التردد لتحديد ما إذا كان هناك ضيق بالشرايين السباتية. يُعتبر الفحصَ الأكثر شيوعًا الذي يُستخدم لتقييم وجود مرض الشريان السباتي.

تصوير الأوعية السباتية

يتم إدخال قسطرة (أنبوب رفيع ومرن) في وعاء دموي بالذراع أو الساق، وتُوجه القسطرة إلى الشرايين السباتية بمساعدة جهاز أشعة سينية خاص. تُحقن صبغة التباين خلال القسطرة لتوضيح تصوير الشرايين السباتية. يُ

جرى هذا الفحص لتقييم أو تأكيد وجود تضييق أو انسداد في الشرايين السباتية، ولتحديد مدى خطر حدوث السكتة الدماغية في المستقبل وتقييم الحاجة إلى العلاج سواء عن طريق تركيب الدعامات السباتية أو الجراحة.

تصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي

هو نوع من الفحوصات التي تستخدم مجالًا مغناطيسيًا وموجات راديو لتوفير صور أكثر دقةً للشرايين السباتية. في كثير من الحالات، يمكن أن يوفر الرنين المغناطيسي معلومات لا يمكن الحصول عليها من الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية أو التصوير المقطعي. يمكن أن يوفر هذا الاختبار معلومات مهمةً حول الشرايين السباتية وشرايين العمود الفقري وتحديد درجة التضيق.

التصوير المقطعي

يُجرى التصوير المقطعي للدماغ في حال الاشتباه بحدوث سكتة دماغية أو نوبة إقفارية عابرة. تمر الأشعة السينية عبر الجسم وتُلتقط بواسطة أجهزة الكشف في الماسح الضوئي، والتي تنتج صورًا ثلاثية الأبعاد على شاشة الكمبيوتر. قد تُحقن صبغة التباين عن طريق الوريد حتى يتمكن أخصائيو الأشعة من التصوير بشكل أوضح. وقد يكشف هذا الاختبار عن مناطق التلف في الدماغ.

تصوير الأوعية الطبقي المبرمج

ويكون باستخدام صبغات التباين الوريدية للحصول على صور ثلاثية الأبعاد عالية الدقة للشرايين السباتية، إذ مكن الأطباء من تحديد درجة التضيق في الشرايين السباتية وشرايين العمود الفقري وتقييم الوصول إلى هذه الشرايين وكذلك الأوعية الدموية في الدماغ.

كيف يتم علاج مرض تضيق الشريان السباتي؟

يمكن علاج تضيق الشريان السباتي عن طريق:

  • تغيير نمط الحياة
  • تناول الأدوية الموصوفة
  • القيام بما يوصي به الطبيب

تغيير نمط الحياة

لمنع تطور مرض الشريان السباتي، ينصح طبيبك والجمعية الوطنية للسكتة الدماغية بالتغييرات التالية في نمط الحياة:

  •  الإقلاع عن التدخين
  •  السيطرة على ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والسكري وأمراض القلب
  •  إجراء الفحوصات بانتظام مع الطبيب
  •  إجراء اختبارات لفحص الدهون والحصول على العلاج إذا لزم الأمر، للوصول إلى النسب الطبيعية من البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) أقل من 100، والبروتين الدهني مرتفع الكثافة (HDL) أكثر من 45. (يضبط الطبيب هذه الأهداف على أساس عوامل الخطر الإضافية أو التاريخ الطبي)
  •  تناول الأطعمة قليلة الدهون المشبعة وقليلة الكوليسترول والصوديوم
  •  الحفاظ على الوزن المرغوب فيه وتحقيقه
  •  ممارسة الرياضة بانتظام (ما لا يقل عن 30 دقيقة من التمارين معظم أيام الأسبوع)
  •  التقليل من كمية الكحول: يُعرّف الاستخدام المفرط للكحول بأنه شُرب أكثر من ثلاثة مشروبات يوميًا. (المشروب الواحد يساوي 360 ملليلتر من البيرة، 150 ملليلتر من النبيذ، 45 ملليلتر من الخمور التي تحتوي على نسبة 40% أو أكثر من الكحول)
  •  إدارة عوامل الخطر الأخرى

الأدوية المعالجة لتضيق الشريان السباتي

الأدوية المضادة لتجمع الصفائح الدموية: يجب على جميع المرضى الذين يعانون من مرض الشريان السباتي تناول الأدوية المضادة لتجمع الصفائح الدموية للحد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وغيرها من مضاعفات أمراض القلب والأوعية الدموية. أكثر الأدوية المضادة للصفائح الدموية شيوعًا هي الأسبرين.

الأدوية المضادة لالتصاق الصفائح الدموية: كلوبيدوجرل (بلافيكس) وديبيريدامول (بيرستانين) واللذان يمكن وصفهما بمفردهما أو بالاشتراك مع الأسبرين لتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. يمكن في بعض الحالات وصف الوارفارين (الكومادين) لتخفيف الدم وتقليل خطر جلطات الدم.

منشط البلازمينوجين النسيجي (t-PA): دواء لإزالة الجلطات معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج السكتات الدماغية الناتجة عن جلطات الدم.

ثمانون في المئة من جميع السكتات الدماغية تكون نتيجة نقص التروية. يعمل منشط البلازمينوجين النسيجي إذا تم إعطاؤه في غضون ثلاث ساعات فقط من بداية أعراض السكتة الدماغية.

الإجراءات العلاجية

إذا كان هناك تضيق أو انسداد حاد في الشريان السباتي، فقد يكون من الضروري إجراء عملية جراجية لفتح الشريان وزيادة تدفق الدم إلى المخ لمنع حدوث جلطة في المستقبل.

إذا كانت هناك أعراض مرتبطة بتضيق الشريان السباتي، فمن المحتمل أن يحتاج المريض إلى استئصال باطن الشريان السباتي أو تركيب الدعامات السباتية لتصحيح التضيق في الشريان وتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. سيقيّم أخصائيو الأوعية المريض للتوصية بأفضل علاج طبقًا للحالة.

إذا كان التضيق السباتي من دون أعراض، فسيقيم أخصائيو الأوعية الدموية نتائج الفحوصات وحالة الخطر لتقديم توصية بشأن ما إذا كان العلاج الطبي أو الدعامات السباتية أو استئصال باطن الشريان السباتي هو الخيار الأفضل.

استئصال باطن الشريان السباتي هو العلاج الجراحي التقليدي لمرض الشريان السباتي. ثبت أن استئصال باطن الشريان السباتي مفيد للمرضى الذين يعانون من أعراض تضيق بنسبة 50 في المئة أو أكثر، أو للمرضى الذين لا يعانون من أعراض ولديهم تضيق بنسبة 60 في المئة أو أكثر.

يمكن إجراء استئصال باطن الشريان السباتي تحت التخدير العام، أو التخدير الموضعي الوريدي. يُجرى شق في الرقبة في مكان انسداد الشريان السباتي، يزيل الجراح الترسبات من الشريان، وعند اكتمال إزالة الترسبات، يخيط الجراح الوعاء لغلقه، فتتم استعادة تدفق الدم إلى الدماغ بشكل طبيعي.

اعتُمدت قسطرة رأب الأوعية الدموية والشريان السباتي كخيار علاجي لبعض المرضى الذين يعانون من مرض الشريان السباتي. يرجى التحدث إلى طبيبك لتحديد ما إذا كنت مؤهلاً.

تُجرى عملية رأب الأوعية الدموية السباتية والدعامات بتوجيه الأشعة السينية أثناء استيقاظ المريض مع تسكينه بمخدر موضعي. يتم إدخال قسطرة بالون خلال غلاف الوعاء الدموي. توضع القسطرة في الأوعية الدموية وتُوجه إلى الشريان السباتي في موقع الانسداد أو التضيق. يُوضع سلك توجيه مع مرشح مصمم خصيصًا أسفل منطقة الانسداد أو التضيق.

بمجرد وصول القسطرة للمكان المحدد يتضخم البالون لبضع ثوان لفتح أو توسيع الشريان. يجمع المرشح أي حطام قد ينتج عن الانسداد. تُوضع الدعامة (أنبوب شبكي صغير) في الشريان وتُفتح لتناسب حجم الشريان. تبقى الدعامات في مكانها بشكل دائم لدعم جدران الشريان وإبقاء الشريان مفتوحًا. بعد عدة أسابيع، يُشفى الشريان حول الدعامة.

أظهرت الأبحاث أن استخدام الدعامات السباتية مع جهاز حماية الانسداد كانت وسيلةً آمنةً وفعالةً بنفس فعالية استئصال باطن الشريان السباتي في المرضى الذين لا تناسبهم الجراحة. يتطلب كل من استئصال باطن الشريان السباتي ورأب الشريان السباتي وتركيب الدعامات الإقامة في المستشفى لمدة ليلة واحدة. وغالبًا ما يعود المرضى إلى الأنشطة المعتادة في غضون أسبوع إلى أسبوعين بعد هذه الإجراءات.

متابعة الرعاية الطبية

سيرغب الطبيب في رؤيتك بانتظام لإجراء فحوصات عضوية وربما لإجراء فحوصات تشخيصية. سوف يستخدم الطبيب المعلومات المكتسبة من هذه الزيارات لمراقبة مدى تقدم العلاج. استشر الطبيب لمعرفة موعد تحديد زيارات متابعتك.

عوامل خطر تضيق الشريان السباتي

عوامل الخطر المرتبطة بتطور مرض تصلب الشرايين تشمل:

  •  وجود تاريخ عائلي مرضي لتصلب الشرايين (إما مرض الشريان السباتي أو مرض الشريان التاجي أو أي مكان آخر في الجهاز الوعائي)
  •  العمر: بشكل عام، يزداد خطر الإصابة بتصلب الشرايين مع التقدم في العمر. على وجه الخصوص يكون الرجال الذين تقل أعمارهم عن 75 عامًا أكثر عرضةً للإصابة بمرض الشريان السباتي من النساء، ولكن بعد سن 75 تكون النساء أكثر عرضةً من الرجال.
  •  المستويات العالية من البروتين الدهني منخفض الكثافة أو الكوليسترول السيئ (LDL) والدهون الثلاثية في الدم. ومع ذلك، فإن ارتباطها بتضيق الشريان السباتي ليس قويًا كالارتباط بمرض الشريان التاجي
  •  التدخين
  •  ارتفاع ضغط الدم
  •  داء السكري
  •  السمنة
  •  نمط الحياة الثابت

عادةً ما تمرض الشرايين السباتية بعد بضع سنوات من مرض الشرايين التاجية. الأشخاص الذين يعانون من مرض الشريان التاجي وتصلب شرايين أخرى (مثل مرض الشريان المحيطي) تزداد مخاطر إصابتهم بأمراض الشريان السباتي.

اقرأ أيضًا:

متلازمة الشريان التاجي (التاجية) الحادة Acute coronary syndrome

ما هو الرجفان الأذيني ؟

قلس الصمام الأبهري

انقطاع قوس الأبهر – الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: منار سعيد – تدقيق: محمد وائل القسنطيني

مراجعة: رزان حميدة

المصدر