اعتلال عضلة القلب التوسعي Dilated Cardiomyopathy-DCM هو أكثر أنواع اعتلالات عضلة القلب اللاإقفارية انتشارًا، إذ تنخفض فيه قدرة القلب على ضخ الدم لأن حجرة الضخ الرئيسية في القلب، أي البطين الأيسر، تكون متضخمة ومتوسعة وضعيفة.
في البداية تستجيب حجرات القلب من خلال التمدد لحمل كميات أكبر من الدم لضخها عبر الجسم، وهذا يساعد على تقوية انقباض القلب والحفاظ على حركة الدم لفترة قصيرة. ولكن مع الوقت تضعف جدران عضلة القلب وبالتالي لن تقدر على ضخ الدم بقوة، عندها تستجيب الكلى لذلك من خلال حبس السوائل (المياه) والصوديوم. وإذا تراكمت السوائل في الساقين أو الكاحلين أو القدمين أو الرئتين أو في أعضاء أخرى يصبح الجسم محتقنًا وهو ما يُطلق عليه فشل القلب الاحتقاني.
ما هي أعراض اعتلال عضلة القلب التوسعي ؟
تختلف أعراض هذا المرض وكيفية ظهورها، فبعض الأشخاص المصابين باعتلال عضلة القلب التوسعي لا يبدون أعراضًا أو في بعض الأحيان تكون هذه الأعراض ثانوية فقط وغير هامة، وتتكون عند بعض المرضى الآخرين بعض الأعراض وقد تتطور لتصل إلى تفاقم وظائف القلب.
قد تظهر أعراض اعتلال عضلة القلب التوسعية في أي عمر ويمكن أن تضم:
- ضيق في التنفس
- تورم في الساقين والقدمين
- الإجهاد (الشعور بالتعب المفرط) وعدم القدرة على التمرن أو القيام بالأنشطة المعتادة
- خسارة الوزن والسعال والاحتقان المرتبط بحبس السوائل
- خفقان أو رعشة في الصدر بسبب عدم انتظام ضربات القلب
- الدوخة أو الدوار
- الإغماء (الناتج عن عدم انتظام ضربات القلب وهي استجابة غير طبيعية للأوعية الدموية أثناء التمرين من دون سبب واضح)
- جلطات الدم بسبب تدفق الدم ببطء أكبر عبر الجسم، وإذا انفصلت الجلطة الدموية يمكن أن تنتقل إلى الرئتين (الصمة الرئوية) أو الكلية (الصمة الكلوية) أو الدماغ (الصمة الدماغية أو السكتة الدماغية) أو الأطراف (الصمة المحيطية).
أسباب اعتلال عضلة القلب التوسعي:
- معظم حالات اعتلال عضلة القلب التوسعي مجهولة السبب، قد يكون الفيروس هو المسبب في بعض الحالات، وأحيانًا يكون المرض موروثًا (اعتلال عضلة القلب العائلي).
- الإدمان على الكحول (تناول الكحول المفرط، اعتلال عضلة القلب الكحولي)
- تعاطي المخدرات أو تناول العقاقير السامة للقلب
- أمراض الغدة الدرقية
- السكري
- عند النساء بعد الولادة (اعتلال عضلة القلب في الفترة المحيطة بالولادة).
ويطلق على الحالة عند عدم وجود سبب واضح اسم اعتلال عضلة القلب التوسعي مجهول السبب. وفي الواقع يوجد مريض واحد من كل ثلاثة مرضى مصابين باعتلال عضلة القلب التوسعي مجهول السبب لديه سجل عائلي لهذا المرض وتدعى هذه الحالة اعتلال عضلة القلب التوسعي عائلي المنشأ (ref)، وهذه الحالة وراثية.
ويمتلك الأقرباء من الدرجة الأولى (الآباء، الأخوة، الأطفال) في أنماط الوراثة السائدة والمرتبطة بالصبغي الجسدي (اثنان من أفراد العائلة مصابان باعتلال عضلة القلب التوسعي مجهول السبب) فرضيةً بنسبة 50% ليرثوا المرض، وقد يستفيدون من فحص المخاطر أو المتابعة الذي يجريه الأطباء في هذه الحالة.
التشخيص والفحوصات
يتم تشخيص اعتلال عضلة القلب التوسعي استنادًا إلى السجل الطبي والفحص البدني وفحوصات أخرى تضم تحاليل الدم، ومخططًا كهربائيًا للقلب (ECG)، ومخطط صدى القلب، وتصوير الصدر بالأشعة السينية، واختبار الجهد، والقسطرة القلبية، والتصوير المقطعي المحوسب CT، والتصوير بالرنين المغناطيسي، ودراسات النظائر المشعة.
وقد تجرى أحيانًا عملية أخذ خزعة من عضلة القلب لتحديد السبب وراء اعتلال عضلة القلب، وخلال هذه العملية تؤخذ عينات صغيرة من نسيج القلب وتُفحص تحت المجهر لتحديد سبب اعتلال عضلة القلب.
كما يجب إجراء فحص اعتلال عضلة القلب التوسعي عند أفراد الأسرة والذين لديهم تاريخ عائلي لمرض اعتلال عضلة القلب التوسعي العائلي مجهول السبب، ويتم هذا الفحص كما ذكرنا سابقًا من خلال فحص السجل الطبي وإجراء الفحص البدني ومخطط كهربائي للقلب ومخطط صدى القلب والفحوصات الأخرى.
بالإضافة لذلك يمكن إجراء الفحص الجيني للكشف عن الجينات غير الطبيعية، ويجب أن تتواصل مع طبيبك من أجل الفحص العائلي.
العلاج
كيف يعالج اعتلال عضلة القلب التوسعي ؟
يهدف علاج اعتلال عضلة القلب إلى معالجة سبب القصور القلبي متى أمكن ذلك. وبمجرد تشخيص المرض يكون الهدف الرئيسي هو تحسين وظيفة عضلة القلب والتقليل من الأعراض، وأثناء ذلك يتناول المرضى عادة العديد من الأدوية لعلاج المرض، كما يوصي الأطباء أيضًا بتغيير نمط الحياة لتقليل الأعراض وعدد مرات المبيت في المشفى للعلاج وأيضًا تحسين جودة الحياة.
الأدوية
تُستخدم الأدوية لسببين:
- تحسين وظيفة عضلة القلب
- علاج الأعراض ومنع المضاعفات
يتناول معظم الأشخاص من أجل إدارة القصور القلبي مُحصر مستقبلات بيتا ومثبط الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ACE حتى مع عدم وجود الأعراض، كما يمكن إضافة الديجوكسين ومدرات البول ومثبطات الألدوستيرون إذا ظهرت أعراض المرض و/أو تفاقمت، وستضاف أدوية أخرى حسب الحاجة. و
على سبيل المثال إذا كنت تعاني من عدم انتظام في ضربات القلب يمكن أن يصف لك طبيبك دواءً للتحكم في ضربات القلب أو التقليل من حدوث عدم الانتظام هذا، أو يمكن استخدام المرققات الدموية لمنع حدوث جلطات الدم، وسيبحث طبيبك عن الأدوية المناسبة لك.
تغييرات في نمط الحياة
الحمية: بمجرد أن تظهر أعراض المرض مثل ضيق التنفس أو الإجهاد يجب عليك الحد من تناول الملح (الصوديوم) بحدود 2000 إلى 3000 ملغرام يوميًا (اتبع هذه الحمية حتى لو استقرت أعراضك). يأتي معظم الملح المتناول من الأطعمة المعالجة، بالإضافة لذلك يمكن تعقب مقدار الصوديوم الذي تستهلكه من خلال إزالة علبة الملح من على الطاولة وقراءة ملصقات الطعام أثناء الطبخ لمعرفة محتوى الصوديوم والحصة التي يمثلها.
التمرين: سيخبرك طبيبك إن كان التمرين جيدًا لك أم لا، ولكن يشجَّع الأشخاص المصابون باعتلال عضلة القلب على ممارسة الرياضات الهوائية غير التنافسية، ويوصى أيضًا بعدم رفع الأشياء الثقيلة.
أجهزة قابلة للزرع
-علاج إعادة تزامن القلب-CRT (مثل تنظيم سرعة البطينين): يحسن تنظيم سرعة البطينين (من خلال جهاز يعمل على تنظيم ضربات القلب والذي يستشعر ويهيئ ضربات القلب في كل من البطين الأيمن والأيسر) عند بعض المرضى المصابين بقصور قلبي حاد ويحسن فترة البقاء ويقلل الأعراض ويزيد القدرة على ممارسة التمرين أو التحمل.
وسيعمل جهاز تنظيم ضربات القلب هذا أيضًا على الحفاظ على معدل ضربات القلب بشكل مناسب عند المرضى الذين يعانون من إحصار القلب أو بطء ضربات القلب.
جهاز مزيل رجفان القلب والمقوم لنظم القلب القابل للزرع-ICD: يوصى بهذا الجهاز للأشخاص الواقعين في خطر عدم انتظام ضربات البطين المهدد للحياة أو الموت القلبي المفاجئ. ويراقب ICD باستمرار إيقاع القلب وعندما يكتشف إيقاعًا سريعًا غير طبيعي للقلب، فإنه ينقل الطاقة (صدمة) لعضلة القلب من أجل أن يعيد القلب النبض بإيقاع طبيعي من جديد. وقد يُجمع الجهازان في جهاز واحد يسمى CRT-D.
الجراحة
من الممكن أن يُنصح بالجراحة لعلاج مرض الصمام (وهو مرض ناتج عن ترقق عضلة قلب وإصابتها بعد التعرض لنوبة قلبية أو نتيجةً لتشوهات خلقية)، بالإضافة لذلك قد يستفيد بعض المرضى من عملية إدخال قطعة لمساعدة البطين الأيسر، وتتطلب هذه العملية من المريض الالتزام بمعايير شديدة ويُشترط أن يكون المريض مصابًا بفشل قلبي حاد في مراحله الأخيرة.
زرع القلب أو غيرها من الخيارات الجراحية لفشل القلب.
اقرأ أيضًا:
هل الحمية النباتية مفيدة لصحة القلب ؟
الرفرفة الأذينية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
متلازمة بروغادا: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
عيب الحاجز الأذيني: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: عدي بكسراوي
تدقيق: محمد وائل القسنطيني
