الميكروبيولوجيا هو دراسة الأحياء الدقيقة -التي تعرف أيضًا بالميكروبات- وقد تكون كائنات وحيدة الخلية أو متعددة الخلايا، وهي عوامل مسببة للأمراض في غاية الصغر لا يمكن أن تُرى بالعين المجردة. هذا يتضمن حقيقيات النواة (الكائنات التي تمتلك نواة) مثل الفطريات والطلائعيات، أو بدائية النواة (الكائنات التي لا تمتلك نواة) مثل البكتيريا.

من خلال دراسة الأحياء الدقيقة توصلوا إلى مفهوم جوهري عن كيفية عمل الخلية. ولأن الميكروبيولوجيا هو أيضًا من العلوم التطبيقية، فقد ساهم ذلك في مجالات مثل الزراعة، والطب والصحة، والتوازن البيئي وصناعة التكنولوجيا الحيوية. يدرس علماء الميكروبيولوجيا الميكروبات على مستوى المجتمع (علم البيئة وعلم الأوبئة)، وعلى مستوى الخلية (بيولوجيا الخلية والفيزيولوجيا)، وعلى مستوى البروتينات والجينات (البيولوجيا الجزيئية).

الكائنات الدقيقة في غاية الأهمية في حياتنا اليومية. بعضها مسؤول عن نسبة معينة من الأمراض التي لا تؤثر في الإنسان وحده، بل تؤثر أيضًا في النباتات والحيوانات، بينما بعضها له أهمية حيوية من أجل المحافظة على توازن بيئتنا وتعديلها. ويبقى لبعضها الآخر دور أساسي في الصناعة، فقد طُوعت خواصها الفريدة لإنتاج الأغذية والمشروبات والمضادات الحيوية.

درس العلماء أيضًا كيف يمكن استغلال هذه الكائنات الدقيقة في مجال البيولوجيا الجزيئية، الذي يُحدث أثرًا هائلًا صناعيًا وطبيًا. يشمل الميكروبيولوجيا أيضًا علم المناعة الذي يدرس قدرة الجسم البشري على الدفاع ضد العوامل المسببة للأمراض.

يهتم الميكروبيولوجيا ، حسب التعريف، بدراسة كائنات غير مرئية بالعين المجردة؛ ويمكننا اعتبار العالم الهولندي (آنتوني ڤان ليوينهويك – Antony van Leeuwenhoek)، أواخر القرن السابع عشر، الأب لهذا المجال.

كان ليوينهويك أول شخص يقوم بوصف الخلايا الدقيقة والجراثيم، كما وضع نظريات جديدة لصقل وتلميع عدسات المجهر فأصبحت انحناءاتها توفر تكبيرًا قد يصل إلى 270 ديامتر، أفضل العدسات المتاحة في ذلك الوقت. ولكن بينما نعرف ڤان ليوينهويك كأول عالم ميكروبيولوجيا، فإن أول رصد ميكروبيولوجي للأجسام المثمرة للقالب (the fruiting bodies) سجله عالم الفيزياء البريطاني (روبيرت هوك – Robert Hooke) في وقت سابق عام 1665.

يعتبر (لويس باستور – Louis Pasteur) و(روبيرت كوخ – Robert Koch) -من علماء القرن التاسع عشر- من الأشخاص الجديرين بالذكر في تاريخ العلوم، والذين قاموا باكتشافات أساسية حول الأحياء الدقيقة، وهم بمثابة مؤسسي علم الميكروبيولوجيا الطبية.

ما هو علم الأحياء الدقيقة الميكروبيولوجيا البروتينات الجينات المختبر العلوم التطبيقية اكتشاف البنسلين البكتيريا محاربة الأمراض

اشتهر باستور بسلسلة تجاربه التي صممها لدحض نظرية الجيل التلقائي التي كانت قائمة آنذاك، والتي عززت هوية الميكروبيولوجيا كعلم بيولوجي. قام باستور أيضًا بتصميم طرق لحفظ الطعام (البسترة) ولقاحات ضد العديد من الأمراض، مثل الجمرة الخبيثة وكوليرا الطيور وداء الكلب.

عُرفَ كوخ لإسهاماته في نظرية جراثيم الأمراض، مُثبتًا أن أمراضًا محددة تنجم عن أحياء دقيقة محددة مسببة للمرض. كما أنه طوّر سلسلة من المعايير التي أصبحت تُعرف بمُسَلَّمات كوخ. كان كوخ من أوائل العلماء الذين ركزوا على فصل وعزل البكتيريا في بيئة نقية، وهذا أسفر عن وصفه لعدة أنواع من البكتيريا الجديدة، بما في ذلك (المتفطرة السلية – Mycobacterium tuberculosis) العامل المسبب لمرض السل.

حدث أحد أهم الاكتشافات المؤثرة في الصحة العامة في القرن العشرين، وهو اكتشاف البنسلين بواسطة (أليكسندر فليمينغ – Alexander Fleming)، الذي بدأ متحمسًا لإيجاد مضادات حيوية طبيعية أخرى وفي نهاية المطاف اصطناعية، وطوّر لقاحات حيوية تتضمن لقاحات شلل الأطفال والحمى الصفراء. كما وضع نواة بداية البيولوجيا الجزيئية، التي حدثت في الأربعينيات من القرن الماضي مع دراسة البكتيريا.

اقرأ أيضًا:

ترجمة: ميرا النحلاوي

تدقيق: مينا خلف

المصدر