ما الذي يجعلك على استعداد للتضحية بمصلحتك الشخصية مقابل مصلحة شخص آخر ؟ في دراسة جديدة لجامعة (نورث ويسترن – Northwestern University)، لاحظ الباحثون أن الناس يميلون للتضحية من أجل الإنسان المتعاون -الشريك بالعمل- أكثر من المستقل وإن كانا يقومان ب الجهد نفسه.

تقول المؤلفة الرئيسية (ماري ماكغراث – Mary McGrath) والأستاذ المساعد في العلوم السياسية في كلية واينبرغ للعلوم والفنون (Weinberg College of Arts and Sciences) في جامعة نورث ويسترن، وزميل كلية مع المعهد الجامعي للأبحاث السياسية: «يشير هذا إلى أننا أكثر ميلًا لمشاركة مواردنا مع الآخرين عندما نشعر أن حياتنا وعملنا مرتبط مع حياة وعمل هؤلاء الأشخاص»، ويظهر التأثير بصرف النظر عن مقدار الجهد المبذول.

وجد ماكغراث والمؤلف المشارك معه (آلان جربر – Alan Gerber) من جامعة ييل (Yale University) دليلًا على أن هذا التأثير للتعاون، يعمل من خلال خلق شعور بالمديونية للشريك.

يقول ماكغراث: «عند التفكير بالدافع الذي قد يكون وراء هذا التأثير، كان حدسي يقول بأن هذا مدفوع عن طريق الشعور بالالتزام تجاه الشريك، بدلًا من كونه مجرد شعور عادي بالرضا، وأولئك الناس شعروا بأنهم يدينون للشريك بشيء ما»، ويضيف: «لقد فوجئت بمدى الدعم الذي تلقته فكرتي عند النظر بالموضوع؛ إذ برز الشعور بالمديونية حقًا من بين جميع الاحتمالات.

ما الذي يجعلك على استعداد للتضحية بمصلحتك الشخصية مقابل مصلحة شخص آخر التضحية بالذات التضحية بالوقت مصالح الآخرين المصلحة الشخصية

ومن المثير للاهتمام أيضًا، أنه كان للتعاون تأثير سلبي تقريبًا في القول بأنك كنت مدفوعًا وراء الرغبة بفعل شيء لطيف لشريكك، وبمعنى أخر، وجود إشارة طفيفة تعني أن التعاون جعلك أقل عرضةً للاندفاع عن طريق الرغبة الحسنة تجاه الشخص الآخر».

على الرغم من أن الدافع لرد الدين لشريكك قد يكون سلوكًا اجتماعيًا في حالات عدة، فإن ماكغراث أشار إلى أن إعطاء الأفضلية في المعاملة لأولئك الذين أسهموا في قضيتك قد يكون له آثار إشكالية على السلوك الأخلاقي.

يقول ماكغراث: «إن السياسي الذي يُمنح مساهمات سخيةً في حملة سياسية قد يشعر بدافع فطري أخلاقي إلزامي لرد الدين الذي عليه من قبل المانحين، كذلك الطبيب الذي يتلقى منحةً بحثيةً من شركة للأدوية، قد يشعر بدافع مشابه لرد الجميل».

وبحسب ماكغراث، فإن هناك عملًا رائدًا في كل من علمي النفس التنموي والمقارن، يقترح بأن التعاون في ماضينا التطوري ربما لعب دورًا مهمًا في تشكيل شعور الإنسان الفطري في تحقيق العدالة، وهذا ما نعده بمثابة توزيع عادل للموارد.

يقول ماكغراث: «ما لا شك فيه أن الدافع لرد الدين للشريك، ما هو إلا دافع جيد في العديد من الحالات، ولكن إعطاء أفضلية في المعاملة مشروطة بالمساهمة في قضيتك له بعض الآثار الإشكالية في السلوك الأخلاقي»، ويضيف: «بالاستفادة من العمل الذي يجد أن التعاون في ماضينا التطوري قد يكون مسؤولًا عن توليد شعور العدالة لدى البشر، فإننا وصلنا إلى تداعيات: إن تطور الأخلاق البشرية وقابليتنا للفساد يُحتمل أن يكونا قد نبعا من المصدر نفسه».

اقرأ أيضًا:

ترجمة: وائل المشنتف.

تدقيق: أسماء العجوري.

المصدر