من منا لم يدهشه هذا الكوكب العجيب أثناء الطفولة؟! كان هذا الكوكب المذهل بحلقاته المدهشة أول ما يخطر ببالنا عندما نفكر في الفلك والفضاء. لطالما تساءلنا كيف سيبدو المنظر من على سطحه؟ كيف سنرى تلك الحلقات الجليدية في السماء؟ لسوء الحظ لن تتحقق هذه الأمنية لأن زحل عبارة عن كرة غازية عملاقة بلا سطح صلب. سنستعرض في هذا المقال مجموعةً من أغرب الحقائق المثيرة عن كوكب زحل ونرى ما أخبرتنا المركبة كاسيني عنه.

1. زحل أقل كواكب المجموعة الشمسية كثافةً

تبلغ كثافته 0.687 جم/سم مكعب، بينما تبلغ كثافة الماء 1 جم/سم مكعب والأرض 5.52 جم/سم مكعب؛ هذا يعني أن زحل سيطفو على سطح الماء لأن كثافته أقل منها، ولكن بالطبع هذا افتراض تخيلي، فأي حوض سيستوعب هذا العملاق الغازي؟!

2. يشكل كوكب زحل كرةً مفلطحةً

يدور زحل بسرعة شديدة حول محوره ما يحوله إلى شكل كروي مفلطح يمكن ملاحظته في الصور الملتقطة للكوكب، إذ يبدو كأنه مفلطح أو مشدود؛ وهذا بفعل دورانه الشديد حول محوره الذي يحدِث تمددًا للخارج عند خط استواء الكوكب. فالمسافة بين المركز وأحد القطبين 54000 كم، بينما المسافة ببن المركز وخط الاستواء تصل إلى 60300 كم. ويحدث هذا الفارق على الأرض أيضًا ولكنه أقل من أن يلاحظ.

3. ظن العلماء الأوائل أن حلقات زحل عبارة عن أقمار

حقائق مثيرة عن كوكب زحل حلقات كوكب زحل أحد الكواكب الغازية في المجموعة الشمسية مهمة المركبة كاسيني عملاق غازي الحلقات الأقمار

رسومات العالم كاسيني لكوكب زحل.

عندما رصد (غاليليو غاليلي) كوكب زحل بمنظاره البدائي عام 1610، تمكن من رؤية الحلقات حول الكوكب ولكنه ظنها أقمارًا ضخمةً على جانبيه. وساد هذا الاعتقاد إلى عام 1655 عندما رصد العالم الهولندي (كريستيان هوغنز) الكوكب باستخدام تلسكوب أكثر دقةً، واستنتج أن ما يوجد حول الكوكب عبارة عن حلقات متصلة ومائلة جهة الشمس. ويُعد هوغنز أول من اكتشف أكبر أقمار زُحل: القمر (تيتان-Titan).

4. زارت المركبات الفضائية زحل أربع مرات فقط

زارت أربع مركبات فضائية فقط كوكب زحل، وثلاث منها مرت بجانبه ليس إلا. حلقت الأولى (بيونير11-Pioneer11) عام 1979 على مسافة 20000 كم من الكوكب، والثانية (فوياجر1-Voyager1) عام 1980، ثم (فوياجر2) عام 1981، وأخيرًا (كاسيني) التي وصلت إلى زُحل عام 2004 ودخلت في مدار حول الكوكب لدراسته وتصويره هو وحلقاته وأقماره.

لسوء الحظ لا يُخطَط لإرسال مركبات مستقبلية إلى زحل، ولكن تُقترَح أفكار غريبة مثل: إرسال قارب إبحار ليتمكن من عبور بحيرات المثيان السائل على سطح القمر (تيتان).

5. لدى زحل 62 قمرًا

حاز المشتري علی 67 قمرًا محتلًا المرتبة الأولى في عدد الأقمار، ويحتل زحل المرتبة الثانية. تتميز أقمار زُحل باختلافات شاسعة في أحجامها، فبعضها كبير للغاية مثل تيتان -ثاني أضخم أقمار المجموعة الشمسية-، والبعض الآخر ضئيل للغاية بقطر لا يتعدى بضعة كيلومترات. والجدير بالذكر أن الأقمار الضئيلة اكتُشفت أثناء دوران المركبة كاسيني حول الكوكب، ولم تُسمَّ حتى الآن.

6. لم نكن نعلم مدة اليوم على زحل حتى فترة قريبة

كان تحديد سرعة دوران الكوكب حول محوره أمرًا صعبًا؛ فهو عبارة عن كرة غازية متناسقة يصعب ملاحظة دورانها كالكواكب الصلبة التي يمكن ملاحظة دورانها عن طريق تتبع بعض المعالم الصخرية كالفوهات. ولهذا قرر العلماء الاعتماد على قياس مدة دوران المجال المغناطيسي للكوكب.

قدر العلماء طول اليوم على زُحل بحوالي 10 ساعات و14 دقيقة، ولكن بعد أن وصلت كاسيني تمكننا من الوصول إلى حساب أكثر دقة، وهو حوالي 10 ساعات و45 دقيقة. والآن اتفق العلماء على متوسط مدة اليوم على زُحل وهي 10 ساعات و32 دقيقة و35 ثانية.

7. لسنا واثقين من عمر حلقات زحل

ربما تكونت حلقات زحل منذ بداية النظام الشمسي من حوالي 4.54 مليار سنة، ولكن يرى آخرون أنها تكونت حديثًا بالنسبة لعمر الكوكب، فالعلماء غير واثقين من التفاصيل بشأن أصول هذه الحلقات.

فربما تكونت هذه الحلقات مؤخرًا إثر تمزق أحد الأقمار الجليدية بفعل جاذبية زُحل مشكلًا تلك الحلقات، ومن المحتمل أيضًا أن تكون بقايا من مواد السديم الشمسي الذي تشكلت منه الكواكب والأقمار، وظلت على حالها غير قادرة على التكاثف لتشكيل قمر جديد بسبب جاذبية زحل.

ومن ناحية أخرى يرى العلماء أن مواد تلك الحلقات لا تنبئ بأنها عريقة أو قديمة، فعمرها مقدر بحوالي 100 مليون سنة فقط. وعلى كل حال، ما يزال هذا الأمر لغزًا يحير العلماء.

8. تختفي الحلقات في بعض الأحيان

إنها لا تختفي بالمعنى الحرفي، ولكنها تبدو وكأنها غير موجودة، إذ يميل محور زحل بشكل مماثل للأرض، فمن منظورنا يمكننا أن نرى الحلقات واضحةً في بعض الأوقات التي يكون فيها زُحل في موضع مثالي من مداره، ولكن هناك أوقات أخرى يصطف فيها الكوكب معنا فنرى الحلقات من حافتها بشكل يصعب علينا تمييزها، وكأنها اختفت! حدث هذا بين عامي 2008 و 2009 ومن المتوقع أن يتكرر المنظر في عامي 2024 و 2025.

حقوق الصورة: NASA/JPL-Caltech/Space Science Institute.

حقوق الصورة: NASA/JPL-Caltech/Space Science Institute.

9. يمكنك أن يُرصد زحل بالعين المجردة!

يُعد زحل واحدًا من 5 كواكب لامعة في سماء الليل، ولكن بالطبع لن ترى تفاصيله وحلقاته بدون تليسكوب. على الأقل ستعرف أن تلك النجمة اللامعة في السماء هي كوكب زُحل المذهل.

10. يحتمل وجود حياة بالقرب من زُحل.

بالطبع لن تسمح طبيعة زحل بوحود الحياة، ولكن من المحتمل أن تدعم وجودَها بعضُ أقماره كالقمر: (إنسيلادوس-Enceladus)، إذ اكتشفت المركبة كاسيني وجود عدد من ينابيع بخار الماء الساخنة على سطح هذا القمر عند قطبه الجنوبي. هذا يعني ظروفًا هيأت القمر ليكون دافئًا بشكل كافٍ لوجود الماء السائل. وكما نعلم: حيث يوجد ماء؛ توجد حياة.

اقرأ أيضًا:

ترجمة: محمد شريف

تدقيق: تسنيم الطيبي

المصدر