ألفا سنتوري (رجل القنطور): أقرب نظام نجمي إلى الشمس . أقرب الجيران النجميين للشمس هم ثلاثة نجوم في نظام القنطور النجمي الثلاثي الذي يتألف من ثلاث نجوم قريبة من بعضها نسبيًا. النجمان الكبيران في هذا النظام هما: (رجل القنطور – Alpha Centauri A) و(بيتا القنطور – Alpha Centauri B) ، اللذان يشكلان ثنائيًا نجميًا. ويبعدان في المتوسط 4.3 سنة ضوئية عن الأرض. النجم الثالث هو نجم (القنطور الأقرب – Proxima Centauri) والذي يبعد حوالي 4.22 سنة ضوئية عن الأرض، وهو أقرب نجم لنا بعد الشمس طبعًا.

يدور نجما رجل القنطور وبيتا القنطور حول مركز مشترك للجاذبية كل 80 عامًا. متوسط المسافة بينهما نحو 11 وحدة فلكية – حوالي نفس المسافة من الشمس إلى أورانوس. أما نجم القنطور الأقرب فيبعد حوالي خُمس سنة ضوئية أو 13000 وحدة فلكية عن النجمين الآخرين، وهي مسافة تطرح تساؤلات عند بعض علماء الفلك حول ما إذا كان ينبغي اعتبار النجم الأخير جزءًا من نفس النظام.

ربما يعبر نجم القنطور الأقرب الآن نظام رجل القنطور وسيغادر في غضون عدة ملايين من السنين؛ أو ربما يكون عالقًا بالجاذبية مع النجمين الآخرين، حينها سيدور حول مركز النجمين الأولين مرةً كل 500000 عام.

ألفا سنتوري رجل القنطور أقرب نظام شمسي إلى الشمس نجم القنطور بروكسيما ب مجموعة ألفا سنتوري التلسكوبات المجموعة الشمسية المنطقة الصالحة للسكن

رجل القنطور

بروكسيما ب:

أعلن علماء الفلك في أغسطس 2016 أنهم اكتشفوا كوكبًا بحجم الأرض يدور حول نجم القنطور الأقرب ويُعتقد أن هذا الكوكب المكتشَف حديثًا، والذي أُطلق عليه اسم (بروكسيما ب – Proxima b)، أكبر بحوالي 1.3 مرة من الأرض، ما يضع هذا الكوكب الخارجي في خانة الكواكب الصخرية.

يقع هذا الكوكب أيضًا في المنطقة الصالحة للسكن، وهي المسافة التي تسمح بوجود المياه السائلة على سطح الكوكب الذي يبعد 7.5 مليون كيلومتر عن نجمه المضيف ويستكمل دورةً كاملةً حوله كل 11.2 يومًا أرضيًا.

ومع ذلك، فإن مدى قابلية بروكسيما ب لاستضافة الحياة غير واضح، إذ أن التلسكوبات المستعملة اليوم غير قادرة على إطلاعنا على عدد من العوامل المهمة لمعرفة ما إذا كان الكوكب يستضيف الحياة أم لا. أولها إن كان سطح الكوكب محاطًا بغلاف جوي أم لا، وإن كان هذا الغلاف الجوي يسمح بجريان المياه السائلة، وآخرها معدل حرارة سطح الكوكب وتأثره بالغلاف الجوي، إذ أنه وكما يُعرف فإن الغازات الدفيئة يمكنها رفع معدل حرارة سطح أي كوكب إن تواجدت في غلافه الجوي.

ولكن “بروكسيما ب”، مثل معظم الكواكب التي تدور حول النجوم من نوع القزم الأحمر، يواجه مشكلةً كبرى لاستضافة الحياة، ما يعرف بالإنكليزية بـِ “Tidal locking”، أي أن جانبًا واحدًا من الكوكب يواجه النجم دائمًا.

ويصبح بالتالي حارا جدًا، أما الجانب الآخر فلا يواجه النجم بتاتًا لذا يكون باردًا للغاية. للوهلة الأولى، قد يكون هذا كافيًا لاعتبار الحياة شبه مستحيلة على الكوكب. ولكن الرياح قادرة على توزيع الحرارة حول الكوكب، وبالتالي تخفيف الفروقات الحرارية بين جزئيه، وإعادة بارقة أمل للعلماء باستضافة “بروكسيما ب” للحياة.

قرب الكوكب من القزم الأحمر يتسبب بمعوقات أخرى للحياة على سطح الكوكب. الأقزام الحمراء نجوم غير مستقرة، خاصة في فترة شباب النجم، إذ لديها الكثير من النشاط النجمي وتقذف كميات من الجزيئات المشحونة، القادرة على تجريد قمة الغلاف الجوي للكوكب من الجزيئات وتخفيف هذا الغلاف بمرور الوقت، وفقًا لدراسات أجريت عام 2017 بقيادة مركز ناسا غودارد لرحلات الفضاء في جرينبيلت بولاية ماريلاند.

دراسات النجوم الحمراء القزمة مستمرة لفهم أفضل لاحتمالية استضافة بروكسيما ب للحياة.

في نوفمبر 2017، اكتُشف كوكب آخر يدور في المنطقة الصالحة السكن -حيث تسمح الحرارة بوجود المياه السائلة- حول قزم أحمر آخر، يدعى هذا الكوكب “روس 128 ب”، وهو يدور حول نجم قزم أحمر يبدو أكثر هدوءًا من النجم الذي يدور حوله كوكب بروكسيما ب.

قال فريق البحث إن اكتشاف المزيد من المعلومات حول الكوكب الجديد سيتطلب تلسكوبًا من الجيل التالي مثل (التلسكوب الأوروبي الكبير للغاية – European Extremely Large Telescope) و(تلسكوب ماجلان العملاق – Giant Magellan Telescope) و(تلسكوب الثلاثين مترًا – Thirty Meter Telescope)، خصوصًا لدراسة الغلاف الجوي للكوكب، إذ من المتوقع أن تنشط كل هذه التلسكوبات في عام 2020.

يتعذر على (تلسكوب جيمس ويب الفضائي – James Webb Space Telescope)، المقرر إطلاقه في عام 2020، مساعدتنا في هذا المضمار نظرًا لعدم مرور الكوكب في نطاق المنطقة التي يدرسها.

نظام رجل القنطور أو ألفا سنتوري:

بالنسبة للعين المجردة، يظهر النجمان الرئيسيان في نظام رجل القنطور بمثابة نجم واحد نظرًا لقربهما من بعضهما قياسًا بالمسافات النجمية، هذا “النجم” هو النجم الثالث من حيث اللمعان. يمكن رؤية النجمين المنفصلين من خلال تلسكوب صغير؛ أما القنطور الأقرب فهو نجم خافت للغاية لدرجة أنه لا يُرى بالعين المجردة بل من خلال التلسكوب.

يعد رجل القنطور أ، المعروف أيضًا باسم “Rigel Kentaurus”، بحد ذاته، ثالث ألمع النجوم في سماء الليل، السماك الرامح أكثر لمعانًا منه بقليل. إنه نجم أصفر من نوع (G2) مثل الشمس، وهو أكبر منها بحوالي 25 في المئة.

ألفا سنتوري ب هو نجم برتقالي من نوع (K2)، أصغر قليلًا من الشمس. أما نجم القنطور الأقرب فهو قزم أحمر صغير بكتلة تعادل سُبع كتلة الشمس ، أو أكبر بمقدار مرة ونصف من كوكب المشتري. النجوم الثلاثة أكبر عمرًا من الشمس بقليل، إذ يبلغ عمر هذه النجوم الثلاثة 4.85 مليار سنة أما عمر الشمس فهو حوالي 4.6 مليار سنة.

يقع هذا النظام في السماء الجنوبية ولا يستطيع المراقبين فوق خط عرض 29 درجة شمالًا رؤيته، وهو خط يمر بالقرب من هيوستن وتكساس وأورلاندو في ولاية فلوريدا.

اقرأ أيضًا:

ترجمة: أسامة أبو إبراهيم

تدقيق: جعفر الجزيري

المصدر