تضيق الشريان الأبهر هو حالة تشوه ولادي وتسمى التضيق الأبهري. إن الشريان الأبهر هو أضخم شريان في الجسم، إذ يعادل قطر خرطوم منزلي! يغادر الأبهر البطين الأيسر ثم يمر في منتصف الجسم خلال الصدر ثم المنطقة البطنية ثم يتفرع لإيصال الدم المؤكسج إلى طرفيك السفليين.

لذلك فإن التضيق في شريان مهم كهذا يسبب انخفاض تدفق الأكسجين. يحدث التضيق عمومًا في قاعدة القلب حيث يغادره الشريان الأبهر. هذا شبيه بحدوث التواء في خرطوم.

بينما يحاول قلبك ضخ الدم الغني بالأكسجين إلى الجسم، فإنه سيواجه عائق المرور من هذا الالتواء وهذا ما يسبب ارتفاع ضغط الدم في الأجزاء العلوية للجسم وانخفاض جريان الدم في الأجزاء السفلية منه. يشخص الطبيب ويعالج حالة تضيق الأبهر جراحيًا بعد الولادة بفترة قصيرة.

الأطفال المصابون بهذا المرض ينمون بشكل طبيعي ويعيشون حياة صحية، ولكنّ الطفل معرض للإصابة بارتفاع ضغط الدم والمشاكل القلبية إذا لم تعالج هذه الحالة قبل أن يصبحوا بالغين وعندها لا بد من مراقبة طبية دقيقة.

غالبًا ما تكون الحالات غير المعالجة من تضيق الأبهر مميتة، إذ أن الأشخاص بالعقد الثالث أو الرابع من العمر يتوفون بسبب الأمراض القلبية أو مضاعفات ارتفاع الضغط الدموي المزمن.

تضيق الأبهر القلب ارتفاع ضغط الدم

أعراض تضيق الشريان الأبهر

عند حديثي الولادة

تتنوع الأعراض عند حديثي الولادة بحسب شدة التضيق الأبهري. بحسب صحة الأطفال Kids Health فإن معظم حديثي الولادة المصابين بتضيق الأبهر لا عرضيين، والبقية يظهرون اضطرابات في التنفس والإطعام. وتتضمن باقي الأعراض التعرق، ارتفاع ضغط الدم وقصور القلب الاحتقاني.

عند الأطفال الأكبر والبالغين

في الحالات المعتدلة قد لا يظهر الأطفال أي أعراض حتى مرحلة متأخرة من حياتهم؛ حين تبدأ الأعراض بالظهور ومنها:

  • برودة أطراف
  • رعاف
  • ألم صدري
  • صداع
  • قصر تنفس
  • ارتفاع ضغط الدم
  • دوار
  • إغماء

أسباب تضيق الأبهر

يعد تضيق الأبهر واحدًا من التشوهات الولادية القلبية الشائعة والذي قد يحدث منفردًا أو مع تشوهات أخرى في القلب. يحدث تضيق الأبهر عند الأولاد أكثر من البنات. ويحدث أيضًا بالتزامن مع عيوب ولادية أخرى مثل معقد شون ومتلازمة دي جورج. يبدأ تضيق الأبهر منذ المرحلة الجنينية إلا أن الأطباء لم يتوصلوا بعد إلى مسبباته.

في الماضي، اعتقد الأطباء أن تضيق الأبهر يحدث عند العرق القوقازي أكثر من بقية الأعراق، إلا أن الدراسات الحديثة تفترض أن الاختلاف في معدل الشيوع يعود إلى اختلاف معدلات التحديد. وتوصلوا إلى أن جميع الأعراق متساوية في احتمال ولادة طفل بهذا التشوه.

لحسن الحظ فإن فرص طفلك ليولد مصابًا بهذا التشوه هي منخفضة للغاية؛ فبحسب “صحة الأطفال” فإن تضيق الأبهر يصيب فقط 8%من مجمل الأطفال المصابين بعيوب قلبية. وبحسب (مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها – Centers For Disease Control) فإن 4 من كل 10000 وليد لديهم تضيق أبهر.

تشخيص تضيق الأبهر

عادة ما يعكس الفحص البدئي للوليد هذا التشوه. كما أن طبيب طفلك قد يلاحظ التغيرات في ضغط الدم بين الأطراف العلوية والسفلية أو قد يسمع الأصوات القلبية المميزة لهذا العيب. في حال شك الطبيب بالإصابة بتضيق الأبهر، سوف تجرى فحوص إضافية مثل تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية، أو الرنين المغناطيسي، أو القثطرة القلبية (تصوير أبهري) للوصول إلى التشخيص الأدق.

الخيارات العلاجية لتضيق الشريان الأبهر

تتضمن العلاجات الشائعة لتضيق الأبهر التوسيع بالبالون أو الجراحة. يتضمن التوسيع بالبالون إدخال قثطرة داخل الشريان المتضيق ونفخ بالون داخله لتوسيعه.

العلاج الجراحي يتضمن إزالة وإعاضة الجزء المتضيق من الأبهر. قد يستعيض الجراح عن ذلك بإجراء مجازة عبر التضيق باستخدام طعم أو بإجراء رقعة على المنطقة المتضيقة لتوسيعها.

البالغون الذين يتلقون العلاج في الطفولة قد يحتاجون جراحة إضافية لاحقًا لمعالجة أي انتكاسة للتضيق. وقد يكونون بحاجة لإصلاحات إضافية للمنطقة الضعيفة من جدار الأبهر.

في حال عدم علاج التضيق الأبهري فإن المصابين سيموتون عمومًا في الثلاثينيات أو الأربعينيات من العمر بسبب قصور القلب، تمزق الأبهر، السكتة القلبية وحالات أخرى.

أخطار تضيق الشريان الأبهر على المدى الطويل

إن ارتفاع الضغط المزمن المرتبط بتضيق الأبهر يرفع معدلات الإصابة بـ:

  • تخرب القلب
  • أمهات الدم
  • سكتة
  • داء قلبي إكليلي مبكر

كما أن ارتفاع الضغط الدموي المزمن يقود إلى:

  • قصور كلوي
  • قصور كبدي
  • العمى بسبب إمراضيات شبكية
  • قد يحتاج المصابون بتضيق أبهري لتناول أدوية مثل مثبطات الإنزيم القالب للأنجيوتنسين وحاصرات بيتا وذلك لضبط ارتفاع ضغط الدم.

تغييرات نمط الحياة للتعايش مع تضيق الشريان الأبهر

  • ممارسة تمارين رياضية معتدلة يوميًا وذلك للمحافظة على وزن صحي وعلى صحة الجهاز القلبي الوعائي. وهي تساعدك أيضًا في ضبط ضغط الدم.
  • تجنب الرياضات المجهدة مثل حمل الأثقال وذلك لأنها تزيد الحمل على قلبك.
  • تقليل الوارد اليومي من الملح والدهون.
  • تجنب التدخين.

اقرأ أيضًا:

المصدر

ترجمة: علا سليمان

تدقيق: حسام التهامي