تلسكوب هابل الفضائي عبارة عن تلسكوب كبير في الفضاء. أطلقته ناسا عام 1990. حجمه يعادل حجم حافلة مدرسة. ووزنه يعادل وزن فيلين كبيرين. سرعة دورانه حول الأرض حوالي 5 أميال في الثانية. أي أن سرعة دورانه تعادل سرعة قيادة سيارة من الساحل الشرقي للولايات المتحدة إلى الساحل الغربي خلال 10 دقائق فقط.

يكمل تلسكوب هابل دورة واحدة حول الأرض خلال 95 دقيقة.

التلسكوب موجه نحو الفضاء، إذ يلتقط صورًا للكواكب والنجوم والمجرات. هابل كان شاهدًا على تشكل النجوم. كما شهد موتها أيضًا. رصد هابل المجرات التي تبعد تريليونات الأميال. وكان شاهدًا أيضًا على اختراق قطع المذنبات للغلاف الغازي لكوكب المشتري. ساعد هابل العلماءَ على معرفة الكثير عن الفضاء من خلال الصور التي التقطها. هذه الصور جميلة وتدعو للتأمل.

تلسكوب هابل ناسا حول الأرض

تلسكوب هابل

ما الذي يميز تلسكوب هابل عن التلسكوبات على الأرض؟

إن خليط الغازات الذي يحيط بكوكب ما، يدعى الغلاف الجوي. يمنع الغلاف الجوي الأرضي وصول بعض الضوء القادم من الفضاء. يحلق تلسكوب هابل أو بالأحرى يدور في مدارات عالية بعيدة عن الأرض وغلافها الجوي، لذا فإن له القدرة على رؤية الفضاء بمنظور أفضل من التلسكوبات على الأرض. هابل ليس تلسكوبًا عاديًا تنظر من خلاله بعينيك، بل يُستخدم بمثابة كاميرا رقمية والتي بدورها تلتقط الصور مثل الهواتف المحمولة. يرسل التلسكوب هذه الصور إلى الأرض مستخدمًا موجات الراديو.

كيف حصل هابل على اسمه؟

سُمي تلسكوب هابل نسبةً إلى عالم الفلك (إدوين ب هابل – Edwin P. Hubble) الذي اهتم بدراسة الكواكب والنجوم والفضاء. اكتشف إدوين هابل العديد من الاكتشافات المهمة حول الكون في مطلع عام 1900.

كيف تستفيد ناسا من هابل؟

ساعد هابل العلماء على معرفة الكثير عن نظامنا الشمسي. يرصد هابل المذنبات والكواكب، كما اكتشف أيضًا أقمار كوكب بلوتو التي لم تُرى من قبل، وساعد العلماء على فهم كيفية تشكل الكواكب والمجرات التي تحوي مليارات النجوم. تظهر إحدى الصور الملتقطة بواسطة هابل والتي تُدعى «حقل هابل الواسع جدًا» أبعد المجرات التي رُصدت.

تظهر صورة «حقل هابل الواسع جدًا» العديد من المجرات البعيدة عن الأرض.

ساعدت الصور التي التقطها هابل العلماء على معرفة المزيد عن الكون ككل. يعتقد العلماء أن عمر الكون حوالي 14 مليار عام وذلك بفضل تلسكوب هابل. رصد هابل الثقوب السوداء التي تمتص كل شيء حولها، حتى الضوء. كما ساعد العلماء على معرفة المزيد عن الانفجارات المتولدة نتيجة انفجار النجوم الضخمة.

ما هو مستقبل تلسكوب هابل؟

سافر العلماء إلى تلسكوب هابل عن طريق مكوك فضائي في عام 2009. كانت هذه المرة الخامسة التي يقوم فيها علماء الفلك بالذهاب إلى هابل لإصلاح بعض الأجزاء منه، ولإضافة أجزاء جديدة وكاميرات. لذا فإنه يعمل بشكل جيد جدًا، ولن يكون بحاجة للإصلاح مرة أخرى. أتم هابل عامه الـ 25 في 2015 ولا يزال يلتقط صورًا جميلة للفضاء.

تعمل ناسا على بناء تلسكوب فضائي آخر. يُدعى “تلسكوب جيمس ويب الفضائي” سيكون أكبر حجمًا من هابل ولن يدور حول الأرض، بل سيدور حول الشمس في مكان ما على الجانب الآخر من القمر. سيكون تلسكوب ويب قادرًا على رؤية نوع من الضوء يختلف عن الذي يراه هابل. والذي من شأنه أن يساعد ناسا على رؤية المزيد من الكون.

اقرأ أيضًا:

ترجمة: نور المصطفى

تدقيق: محمد سعد السيد

المصدر