وجدت دراسة مراجعة جديدة، وجود اختبار منزلي لكشف سرطان القولون و المستقيم ، قد يكون خيارًا جيدًا بفائدة مماثلة لتنظير القولون. يعمل اختبار الـ FIT، أو اختبار البراز الكيميائي المناعي (Fecal Immunochemical Test) عن طريق تحديد ما إذا كان هناك دم غير مرئي بالعين المجردة في عينة البراز ، قد يكون الدم في البراز علامة مبكرة لبوليب القولون (نمو صغير لايكون سرطانيًا في العادة) أو سرطان القولون.

في هذا البحث الذي نُشر يوم (25 فبراير) في مجلة سجلات الطب الباطني (Annals of Internal Medicine)، نظر الباحثون في بيانات من 31 دراسة تقارن أداء اختبارات الـ FIT مع تنظير القولون.

وقد وجدت الدراسة أن حساسية اختبار FIT من 75 إلى 80 في المئة، ما يعني أنه يكشف وجود السرطان في 75 إلى 80 في المئة من الأفراد الذين أصيبوا بهذا المرض، هذا ما قاله المؤلف الرئيسي الدكتور توماس إمبريال (Thomas Imperiale)؛ وهو أخصائي أمراض الجهاز الهضمي في كلية الطب بجامعة إنديانا ومعهد Régenstrief في إنديانابوليس. في المقابل، كانت حساسية تنظير القولون لكشف السرطان 95٪؜.

هذه النتائج تشير إلى أن اختبار FIT الذي يُجرى كل عام هو بديل مقبول جدًا لتنظير القولون للأشخاص الذين هم في خطر متوسط للإصابة بسرطان القولون والمستقيم. خطر متوسط يعني أن الشخص ليس لديه تاريخ عائلي للمرض وليس لديه مرض التهاب الأمعاء أو بوليبات قولون، وبخلاف تنظير القولون الذي يوصى به مرة واحدة كل 10 سنوات، يوصى بإجراء اختبار الـ FIT سنويًا.

سرطان القولون المستقيم البراز تنظير

المستقيم

وقال إمبريال أن اختبار FIT يُجرى عن طريق وضع مقلاع للورق في مقعد المرحاض لالتقاط عينة من البراز قبل خروجها بشكل كامل، ثم تُستخدم فرشاة للحصول على عينة أصغر من البراز، والتي تُرسل إلى مختبر للتحليل، ثم تُرسل النتائج إلى الأطباء، لإيصال النتائج إلى مرضاهم. إذا كان لدى المريض نتيجة إيجابية، فسيتعين عليه إجراء فحص تنظير قولون للمتابعة.

يقول إمبريال إن بعض فوائد اختبار FIT هي سهولة القيام به في المنزل وأنه لا يتطلب تحضيرًا كبيرًا، أو القيام بإجراء غازي أو الخضوع للتخدير. ومع ذلك، يجب إجراء اختبار الفحص بشكل أكثر تكرارًا (مرة واحدة في العام مقابل مرة واحدة في كل عقد لتنظير القولون) ولا يمنع الشخص من إجراء تنظير للقولون، لأن النتيجة الإيجابية لاختبار FIT قد تستدعي ذلك الإجراء.

ما هو الاختبار الأفضل؟

بغض النظر عن طريقة الاختبار المستخدمة، لا يُفحص سوى 65 بالمئة من البالغين في الولايات المتحدة ممن تتراوح أعمارهم بين 50 و 75 عامًا لسرطان القولون والمستقيم، وفقًا للمراجعة. هذا المرض هو السبب الثاني الأكثر شيوعًا للوفاة المرتبطة بالسرطان في البلاد.

وبالتالي، مع عدم خضوع حوالي ثلث البالغين للفحص، هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة بشأن فعالية طرق أخرى لكشف سرطان القولون والمستقيم.

لاحظ الدكتور جيمس أليسون (James Allison)؛ أخصائي أمراض الجهاز الهضمي وعالم الأبحاث الفخرية في قسم أبحاث كايزر بيرماننتي في ولاية كاليفورنيا الشمالية (Kaiser Permanente Northern California Division of Research)، أنه على الرغم من اعتقاد الأمريكيين أن فحص القولون بالمنظار هو الاختبار الذهبي الأول لكشف سرطان القولون والمستقيم، إلا أن هناك نقصًا في الأدلة التي توضح أيًا الفحوصات هو الأفضل للكشف. كتب أليسون افتتاحية حول المراجعة التي نُشرت أيضًا في مجلة سجلات الطب الباطني (Annals of Internal Medicine).

ما هو أكثر من ذلك، مقارنة أداء اختبار الـ FIT مع إجراء تنظير القولون لمرة واحدة كطريقة لكشف سرطان القولون والمستقيم مثل مقارنة التفاح بالبرتقال، هذا ماقاله أليسون لموقع Live Science، وذلك لأن تنظير القولون يوصى به مرة واحدة كل 10 سنوات بينما يوصى بإجراء اختبار الـ FIT مرة كل عام، ما يسمح باكتشاف الأورام المتقدمة والسرطانات التي يمكن علاجها مبكرًا كل عام.

اقرأ أيضًا:

ترجمة: بشر معلولي

تدقيق: ماجدة زيدان

المصدر