هندسة الأنسجة هي أحد فروع العلم التي تهتم بتطوير البدائل الحيوية القادرة على حل محل الأنسجة الضامرة أو المريضة في الجسم البشري. طُرح مصطلح هندسة الأنسجة لأول مرة في أواخر الثمانينيات من القرن العشرين، وبحلول تسعينيات ذات القرن شهدت هندسة الأنسجة قبولًا ورواجًا بشكل ملحوظ نتيجة استخدام الهندسة في إصلاح ما تلف من أنسجة البشر ، واعتُبرت تخصصًا ضمن التخصصات العلمية قادرًا على إحداث ثورة في العديد من التخصصات الطبية.

تقوم هندسة الأنسجة بالدمج والجمع بين المكونات الحيوية للجسم -كالخلايا وعوامل النمو والبناء- والمفاهيم والأسس الهندسية والمواد المصنعة. يمكن إنتاج الأنسجة البديلة بزرع بعض الخلايا البشرية باستخدام سقالات الأنسجة -هياكل تساعد في نمو الخلايا باستخدام مواد مناسبة حيويًا- قد تكون من الكولاجين -أحد أنواع البروتينات- أو من بوليمرات تتحلل حيويًا، أي يستطيع الجسم تكسيرها إلى وحدات أصغر.

هندسة الأنسجة أنسجة البشر الجسم البشري

أنسجة البشر

من ثم توضع فيما يشبه الحضانة؛ وهي عبارة عن وسط يحتوي على عوامل نمو تحاكي نمو الخلايا وانقسامها. وبمجرد انتشار تلك الخلايا في السقالة الحيوية يتكوّن النسيج البديل. وبإمكاننا زراعة ذلك النسيج في جسم الإنسان بينما تذوب السقالة أو تُمتص.

ومن الأمثلة على الأنسجة المرشحة لهندسة الأنسجة: الجلد، الغضاريف، القلب، العظام. فقد لعب إنتاج الجلد البديل باستخدام هندسة الأنسجة دورًا كبيرًا في نجاح جراحات زراعة الجلد وتطويرها وبخاصة في حالات الإصابات الخطيرة كالحروق على سبيل المثال.

لم يتوقف نجاح هندسة الأنسجة عند هذا الحد؛ فقد استُخدمت الأنسجة البديلة في الجهاز البولي أيضًا كالمثانة البولية والإحليل (مكان خروج البول)، إذ زُرعت بنجاح في جسم الإنسان، وبذلك أفسحت الطريق للمزيد من فرص علاج حالات الجهاز البولي المعقدة وأمراضه. وُجدت هذه الطرق الصناعية وأساليبها المختلفة لتطوير الأطراف الصناعية وتجميلها أيضًا، فكانت أولى التجارب على أحد الفئران كما جرت عادة العلماء في عام 2015.

اقرأ أيضًا:

ترجمة: محمود عبد الهادي

تدقيق: تسنيم المنجد

المصدر