ستلجأ إلى تغيير عاداتك الرياضية ؛ إن رغبت بشد جسمك أو بتخفيف وزنك أو بتحسين مزاجك. ولكن لسوء الحظ تشيع أخطاء حول التمارين الرياضية و اللياقة البدنية قد تضر أكثر مما تنفع. نستعرض هنا بعض المعتقدات الخاطئة سعيًا لتصويبها ونشر الوعي بما يتناسب مع العلوم المثبتة؛ لتحقيق أفضل النتائج على مستوى الصحة.
المغالطة الأولى: تكفي ممارسة الرياضة مرة أو مرتين أسبوعيًا لتحصل على شكل الجسم المرغوب.
الحقيقة:
لا تكفي ممارسة الرياضة مرة أو مرتين أسبوعيًا لتحقيق الفائدة المرجوة. يقول شاون أرينت -عالم مختص ب التمارين الرياضية في جامعة روتجرز- :«تُعتبر ممارسة الرياضة 3 أيام في الأسبوع الحد الأدنى لبرامج رياضية منتظمة». واستكمل قائلًا :«يجب أن تبذل جهدًا كل يوم، وأقصد بذلك أن تحافظ على نشاطك الجسماني. تحرك فحسب؛ لأننا كثيرًا ما نرى الخمول يعارض أي نشاط جسماني تقوم به».
المغالطة الثانية: يُفضل أن تمارس الرياضة في الصباح فور الاستيقاظ.
الحقيقة:
يُفضل أن تمارس الرياضة في أي وقت ما دام يسمح لك أن تنتظم بأداء رياضتك أكثر من أي وقت آخر، بمعنىً أو بآخر تهدف النصائح لجعل الرياضة عادةً يوميةً، فإن كنت تذهب دائمًا إلى صالة الألعاب الرياضية ليلًا فواظب على ذلك، وإذا كنت تحب الذهاب صباحًا فاذهب ما دمت مواظبًا على ذلك.
ولكن إن كان الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية صباحًا أو مساءً على حد سواء بالنسبة لك، وكنت ترغب في تخفيف وزنك، يؤيد بعض الباحثين أداء التمارين الرياضية أول الصباح للمساعدة في تسريع عملية فقد الوزن عن طريق تحفيز الجسم على هضم الدهون خلال الوقت المتبقي من اليوم.
المغالطة الثالثة: يُحوّل رفع الأثقال الدهون إلى عضلات.
الحقيقة:
لا تستطيع أن تحول الدهون إلي عضلات؛ فهما نوعان مختلفان من الأنسجة من الناحية الفسيولوجية الطبيعية للجسم. يوجد النسيج الدهني أسفل الجلد ومضغوطًا بين العضلات حول الأعضاء الداخلية لأجسادنا أيضًا مثل القلب. ويوجد النسيج العضلي في أماكن مختلفة داخل أجسامنا.
يساعد تمرين رفع الأثقال في بناء النسيج العضلي حول أي نسيج دهني وداخله، بينما يُعد اتباع نظام غذائي صحي مليء بالخضراوات، والحبوب، والبروتينات الخالية من الدهون أفضل طريقة للتخلص من النسيج الدهني الزائد.
المغالطة الرابعة: تُعد الألغاز والألعاب أفضل تمرين للدماغ على الإطلاق.
الحقيقة:
تُفضل التمارين البدنية العادية القديمة على أي نوع من الألغاز العقلية المتاحة وفقًا للعديد من الأبحاث الحديثة. نُشرت دراستان حديثتان توضحان تأثيرًا كبيرًا للتمارين الهوائية -أو أي نشاط جسماني يزيد من معدل ضربات القلب ويجعلك تتعرق- لفترة جيدة من الوقت على الدماغ. ويُؤيد مؤلفو دراسة حديثة لكلية الطب في جامعة هارفارد قائلين: «التمارين الهوائية هي المفتاح لدماغك، كما هو الحال بالنسبة لقلبك».
المغالطة الخامسة: تُعد الرياضة طريقةً مثلی لفقد الوزن.
الحقيقة:
إذا كنت ترغب في تخفيف وزنك، فلا تظنّن أن التمارين الرياضية قادرة على حرق كل ما تأكله ببساطة. يوضح الخبراء أن فقدانك لوزنك يبدأ دائمًا من تغييرات كبيرة لعادات الطعام. يقول فيليب ستانفورث -عالم تمارين رياضية لدى جامعة تيكساس-: «يلعب النظام الغذائي دورًا أكبر بكثير من التمارين الرياضية في إنقاص الوزن».
وقد قيل أن محافظتك على نشاطك بانتظام جزء مهم من أي أسلوب حياة صحي. وعند الحديث عن تحسين الحالة المزاجية والذاكرة وحماية دماغك ضد أي مشاكل متعلقة بضعف الحالة الإدراكية مع تقدم العمر، فيوضح الباحثون أن أداء التمارين الرياضية قد يكون أشبه بعقار عجيب، لذلك حافظ عليها.
المغالطة السادسة: يُعد تمرين المعدة أفضل التمارين للحصول على حزمة الست عضلات البطنية.
الحقيقة:
تستهدف تماري (plank) عضلات البطن والظهر والعضلات الجانبية على عكس تمرين تمرين المعدة -الذي يستهدف عضلات البطن فقط-، وتقوية عضلات الوسط تستدعي تقوية مجموعة عضلات أكبر بشكل عام. كتب مؤلفون في كلية الطب في جامعة هارفرد: «يقوي تمرين المعدة مجموعةً محددةً من العضلات فقط».
تساعد تمارين البطن -عن طريق الأنماط الحركية المتغيرة- في تقوية مجموعة الحزم العضلية الموجودة في المنطقة الوسطى من البطن التي نستخدمها يوميًا.
المغالطة السابعة: تمارين رفع الأثقال للرجال فقط.
الحقيقة:
تقوي تمارين رفع الأثقال العضلات وليس لذلك علاقة بجنس الإنسان. توضح الدراسات أن هرمون التستوستيرون يلعب دورًا كبيرًا في تحديد كيفية بناء العضلة، ولكن أجسام النساء أيضًا تنتج هذا الهرمون بنسب أقل من أجسام الرجال.
المغالطة الثامنة: تحتاج أسبوعين على الأقل لتكوين الشكل الجديد لجسم الإنسان.
الحقيقة:
يبدأ النسيج العضلي في التكسير والهدم خلال أسبوع دون تمرين رياضي منتظم عند معظم الأشخاص. يقول أرنت: «تبدأ العضلات باستعادة شكلها ووضعها القديم خلال 7 أيام من الراحة التامة». وأضاف: «إنها مسألة استخدام العضلة أو فقدانها».
المغالطة التاسعة: يُعد الركض في السباقات الطويلة الطريقً مثلى لتكون لائقا بدنيًا.
الحقيقة:
ستحصد العديد من الفوائد عن طريق الركض لمسافات طويلة دون تجاوز لافتة الخمسة أميال، فلا تقلق إن لم تكن مؤهلًا للسباقات الطويلة. يوفر الركض السريع لمدة تترواح من [5-10] دقائق في اليوم نفس النتائج الصحية الناتجة من الركض البطيء لساعات.
في الواقع يحصد الأشخاص الذين يركضون لأقل من ساعة على مدار الأسبوع -مقسمةً لدقائق يوميًا- نفس الفوائد على مستوى صحة القلب مقارنةً بمن يقومون بالجري لأكثر من 3 ساعات خلال الأسبوع. فضلًا عن ذلك تقترح دراسة حديثة أيضًا أن ممارسة الرياضة لمدة قصيرة لها فوائد مشابهة لتلك الناتجة عن أداء تمارين التحمل، كما أنها تضيف شيئًا من المرح.
المغالطة العاشرة: يُمكن الاعتماد على كتابة يوميات غذائك للسيطرة على نظامك الغذائي.
الحقيقة:
نحن نمنح أنفسنا ثقة أكثر مما نستحق حين نبذل مجهودًا لنبقى على وعي بما نأكل وما نمارس من تمارين اللياقة البدنية. يقول ستانفورث: «يميل الأشخاص إلى المبالغة في تقدير النشاط الجسماني المبذول مقابل التقليل في تقديرهم لكمية الطعام المستهلك». ويستكمل قائلًا: «يعتقد الناس باستمرار أنهم يؤدون التمارين الرياضية أكثر ويعتقدون أيضًا أنهم يأكلون أقل».
المغالطة الحادية عشرة: لترطّب جسمك بعد التمارين عليك بالمشروبات الرياضية.
الحقيقة:
تحتوي المشروبات الرياضية على السكر والماء فقط. يوصي الخبراء بإعادة الطاقة لأجسامنا عن طريق الماء العادي ووجبة صغيرة سريعة غنية بالبروتين، إذ توضح العديد من الدراسات أن البروتين يساعد على ترميم وتجديد العضلات بعد التمارين الرياضية.
ترجمة: حازم وهب
تدقيق: تسنيم الطيبي