كانت كليوباترا ( كليوبترا )السابعة فيلوباتير (69 قبل الميلاد- 12/ أغسطس/30 م) آخر ملكة مصرية في مصر القديمة، وهي أحد أعضاء الأسرة الحاكمة البطلمية الناطقة باليونانية والتي حكمت مصر من عام 300 ق.م حتى 30م.

انضمت كليوبترا إلى أخيها يوليوس قيصر من أجل استرجاع العرش بعد أن سلب منها الحكم. أحبت كليوباترا مارك أنطونيو بعد مقتل يوليوس، ولكنها انتحرت وكذلك أنطونيو بعد الحرب الأهلية الرومانية التي هُزم فيها أنطونيو على يد قوات أوكتافيوس.

فضلًا عن الوقوع في يد قوات أوكتافيوس، كان موت كليوبترا علامة على نهاية المملكة البطلمية في مصر وانضمام مصر إلى الإمبراطورية الرومانية.
وُلدت كليوباترا حوالي عام (69 ق.م)، وهي ابنة بطليموس الثاني عشر الذي مات في 51 ق.م عندما كانت كليوبترا ذات ثمانية عشر عامًا، وتركها أبوها شريكة في الحكم مع أخيها بطليموس الثالث عشر. تزوجت كليوبترا من أخيها حسب العادة في ذلك الوقت وحكما مصر، ولكن على الرغم من ذلك أعد بطليموس لنفي كليوباترا وأصبح وحيدًا في الحكم.

في عام 48 ق.م، تورطت الإمبراطورية الرومانية في حرب أهلية بين يوليوس قيصر وبومبي. وبعد هروب بومبي إلى عاصمة مصر (الإسكندرية)، قتلته قوات بطليموس الذي تمنى التودد إلى قيصر، ولكن غضب قيصر بعد وصوله إلى الإسكندرية وعلمه بقتل القنصل الروماني على يد شخص أجنبي.
أرادت كليوباترا الاستفادة من استياء قيصر من بطليموس، فتسللت إلى غرفة قيصر وتحبّبت إليه، وبذلك تمكنت من الإطاحة ببطليموس والتسبب بمقتله ثم تثبيتها على العرش جراء انحياز قوات قيصر مع دعم كليوباترا.

في عام 47 ق.م، ولدت كليوبترا قيصرون والذي يعني (القيصر الصغير) ولكن لم يعلن قيصر عن أنه ابنه. وبعد فترة، جلب حكم كليوباترا الاستقرار النسبي إلى المنطقة بالإضافة إلى السلام والازدهار في الدولة التي أفلستها الحرب الأهلية.

على الرغم من أن لغتها الأصلية التي نشأت عليها هي اللغة اليونانية؛ بذلت كليوبترا مجهودًا في تعلم اللغة المصرية وتحدثت بلغتها الأم فقط في شؤونها الخاصة. اغتيل قيصر في عام 44 ق.م ما أسفر عن ازدياد قوة الصراع بين مارك أنطونيو وأوكاتفيان ابن قيصر بالتبني. وعلى الرغم من زواج مارك أنطونيو بأوكتافيا شقيقة أوكتافيان؛ فقد بدأ في علاقة مع كليوباترا أثمرت بثلاثة أطفال. ادعى أوكتافيان أن مارك أنطونيو سيعطي روما إلى الملكة المصرية والذي بدا تأثيرها عليه واضحًا. وكان هذا الوضع أيضًا إهانة عائلية بسبب وجود علاقة غرامية بين كليوباترا وأنطونيو على الرغم من زواجه بأوكتافيا.

تصاعد الخلاف بين مارك أنطونيو وأوكتافيوس حتى وصل إلى حرب أهلية. ففي عام 31 ق.م؛ اتّحدت قوات كليوبترا المصرية مع القوات الرومانية لمارك أنطونيو على الساحل الغربي باليونان.

خسر مارك أنطونيو وكليوباترا المعركة بشكل قاطع وتمكنا من الهرب بصعوبة إلى مصر. وبالرغم من هروبهما، تبعتهما قوات أوكتافيوس حتى أمسكت بهما في الإسكندرية عام 30 ق.م. وبسبب عدم وجود فرصة للهرب؛ انتحرا في 12/8/30 ق.م

انتحرت كليوبترا باستدراج ثعبان الكوبرا ولدغها في ثديها، وذلك طبقًا لما جاء في إحدى القصص عن موت كليوباترا.

ولإنهاء عصر كليوباترا، خنق أوكتافيون ابنها قيصرون وأصبحت بذلك مصر إحدى مقاطعات الامبراطورية الرومانية وإثباتًا على أن كليوبترا هي آخر الفراعنة المصريين.

لغز كليوباترا

خُلّدت كليوباترا عن طريق مسرحية كليوباترا وأنطونيو التي كتبها ويليام شكسبير، وأوبرا كليوباترا التي ألفها جول ماسينيه، وفيلم كليوباترا (بطولة إليزابيث تايلور).

تحدثت العديد من المصادر المعاصرة عن لغز جمال وسحر كليوباترا؛ فلقد حملت العملات المصرية صورتها وهو ما كان نادرًا جدًا لمدة من التاريخ.
جاء في كتابات المؤرخ بلوتارخ عن حياة مارك أنطونيو: «إن السبب -كما قالوا- لم يكمن في جمال كليوباترا نفسه والذي لم يكن مذهلًا جدًا حتى يجذب الناظرين؛ ولكنه كان الاتصال اليومي معها وما ينتج عنه من انطباع لا مفر منه. كان الجذب في إقناعها بالحديث وشخصيتها المثيرة والسرور الناتج عن الاستماع إلى حديثها؛ فقد تمكنت كليوباترا من ضبط لسانها كآلة متعددة الأوتار تختار بدقة أي لغة تتكلم بها».

كانت كليوباترا عضوًا من السلالة البطلمية؛ وهي أسرة ذات أصل يوناني حكمت مصر بعد موت الإسكندر الأكبر أثناء العصر الهلينستي. تحدث البطالمة اللغة اليونانية خلال فترة حكمهم ورفضوا الحديث باللغة المصرية. كان ذلك هو السبب في استخدام اللغة اليونانية إلى جانب اللغة المصرية في وثائق المحكمة الرسمية مثل حجر الرشيد. وعلى سبيل المثال أيضًا؛ تعلمت كليوبترا اللغة المصرية وقدمت نفسها كتجسيد للآلهة المصرية (إيزيس).

تدقيق سلام طالب

المصدر