قال فيزيائي خلال محاضرة إن الرجال يتعرضون للتمييز أو مميزون في مجال الفيزياء. وقال أيضًا إن عدد النساء المتخصصات في مجال الفيزياء يقل عن عدد الرجال ، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الاختلافات الفطرية في الذكاء بين الجنسين ، ويرجع ذلك جزئيًا على الأغلب إلى أن المرأة أقل اهتمامًا بالفيزياء. لكن خبراء في علم الأعصاب و الذكاء وتفاعلات الجنسين والمجتمع أخبروا “Live Science” بأنهم لم يُعجبوا بهذا الأمر. وقالت (Maria Natasha Rajah)،وهي عالمة في مجال العلوم الاستعرافية وخبيرة في التصوير العصبي بجامعة (McGill) في كيبيك بكندا: «أجد ذلك في الواقع مضحكًا للغاية».

قدم أليساندرو ستروميا، الفيزيائي المعني والأستاذ في جامعة بيزا في إيطاليا، عرضه أمام حشد من المشاركين في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (CERN)، إحدى أهم منظمات الفيزياء النووية. كان الموضوع عن الذكر والأنثى في الفيزياء، وكان معظم الحاضرين من النساء، وفقًا لصحيفة (The Guardian).

النساء الرجال الفيزياء

المرأة والفيزياء

على مدار عدة شرائح من عرضه، والتي تتوفر على الإنترنت، وضع ستروميا نقاشًا وجدالًا عن معدل الذكاء وتباينه بين الرجال والنساء في مجال الفيزياء. وكتب ستروميا: «خريجو الفيزياء لديهم معدلات ذكاء مرتفعة، إنها حقيقة».

وأشار ستروميا إلى دراسة تفيد بأنه في حين يتمتع الرجال والنساء بمتوسطات ذكاء متشابهة، فإن الرجال مستواهم أعلى بقليل، مع وجود عدد أكبر قليلاً من الرجال في النطاقات المنخفضة والعالية من سلسلة الآراء. وأضاف ستروميا: «هذه هي الحقيقة وراء الاختلافات بين الجنسين في مجال الفيزياء. والجهود المبذولة لتحقيق التوازن بين الجنسين في الفيزياء هي نتيجة “الماركسية الثقافية” والسياسيين. “تعزيز الضحية” و”تجاهل الأيديولوجية” تعميان وتعطلان مجال البيولوجيا البشرية».

وجادل كذلك بأن الرجال يتعرضون للتمييز أو مميزون في الفيزياء ، مُقدمًا بيانات تشير إلى أن الرجال في CERN لديهم عدد إجمالي من الاقتباسات أكبر، في المتوسط، من النساء. (يعد عدد المرات التي يُذكر فيها أو يُقتبَس فيها من ورقة أحد العلماء في صحيفة دلالة على المكانة الأكاديمية). كما جادل بمثال واحد قُبِلت فيه امرأة بدلًا منه في وظيفة وكان لديها عدد أقل منه من الاقتباسات. (في الواقع، حصلت دونا ستريكلاند صباح الثاني من أكتوبر على جائزة نوبل في الفيزياء ، لأول مرة منذ 55 سنة).

تحدثت Live Science إلى خبراء في مجال المعرفية الإدراكية، ومعدل الذكاء ، ونوع البحث القائم على التباين والتفاوت بين الجنسين الذي حاول ستروميا أن يقوده.

إليكم ما قالوه عن أدمغة الرجال والنساء:

قالت Rajah: «هناك بعض الدراسات التي تظهر اختلافات في هياكل الدماغ بين الرجال والنساء. في بعض الأحيان، تمتلك النساء مناطق أكبر من الدماغ وأحيانًا الرجال، اعتمادًا على اختلاف مواضيع البحث».

الذكاء علم الأعصاب

المرأة والفيزياء

وقالت إن السبب الرئيسي لذلك هو الاختلافات الهرمونية المحتملة خلال النمو والتطور، والتي يُعتقد أن لها بعض التأثير على نمو المخ. ولكن هذا تسرع وخطأ كبير بالقول أن هذه الاختلافات تجعل الرجال الفيزيائيين أفضل، لأن عددًا كبيرًا من العلماء لا يعرفون كيف تؤثر هذه الاختلافات على الوعي والإدراك وأيضًا تأثيرها على النوع أو الجنس سواء على الذكر أو الأنثى. علاوة على ذلك، والأهم من ذلك، على المستوى البيولوجي، يتشابه الرجال والنساء بشكل كبير أكثر مما يختلفون.

وتقول إن الأدلة تشير إلى أن المجتمع وتجارب الحياة تلعب أدوارًا أكبر بكثير في التمييز بين الجنسين من الاختلافات في الدماغ. وأضافت: «منذ ولادتنا ونحن نتعلم داخل مجتمعاتنا. نحن جميعًا نعلم بأنه منذ بلوغ الأطفال سن الرابعة أو الخامسة يقومون باستخدام اللغة الجندرية ويستخدمون مفردات مثل “رائع” و “ذكي” للرجال بشكل أكبر. وقالت إن أي حكم على القدرات العقلية للرجل والمرأة من التجارب التي تلت سنوات من التدخل والتفاعل المجتمعي تشوبها عيوب بطبيعتها.

ما الذي نعرفه والذي لا نعرفه عن ال IQ؟

ربما سمعت عن اختبار معدل الذكاء – وهو اختبار من المفترض أن يقيس الذكاء الفطري. لكن العديد من علماء الجهاز العصبي لا يأخذون اختبارات الذكاء على محمل الجد كقياسات للذكاء الأساسي، لأن هذه الاختبارات تتأثر بسهولة بالاختلافات الثقافية وسنوات التعليم، على حد قول Rajah.

ومع ذلك، هناك باحثون وعلماء ينظرون إلى معدل الذكاء ، ومقاييس أخرى للذكاء، والعوامل التي تؤثر عليها. واحد من أكثر هؤلاء العلماء والباحثين شهرة هو ستيوارت ريتشي، طبيب نفسي في جامعة Edinburgh. وقد نشر هو وزميله دراسة في يونيو / حزيران في مجلة Psychological Science تظهر أن التعليم هو العامل الأقوى الوحيد المعروف برفع درجات ومعدلات الذكاء.

وقال ريتشي لـ “Live Science”: «الادعاءات التي تقول بأن بالذكور والإناث لديهم نفس [متوسط] الذكاء ، لكن الذكور لديهم تباين أوسع، هي صحيحة». هذا هو ما وُجد في كل دراسة تقريبًا. وقال ريتشي إن هناك مناقشة معقولة يمكن أن يدور حولها العلماء، لكن لا يكفي لتبرير ادعاء ستروميا. وقال ريتشي: «هل اختلاف معدل الذكاء … بالحجم الموجود في هذه الدراسات هو ما يكفي لتفسير التباين الواسع في مهن STEM مثل الفيزياء ؟»

يبدو أن ستروميا قام ببعض الحسابات الرياضية استنادًا إلى بيانات محدودة لإثبات ادعائه، ولكن ريتشي أشار إلى دراسة أُجريت على 1.6 مليون طالب نُشرت على الإنترنت في 25 سبتمبر في مجلة Nature Communications التي تشير إلى عكس ذلك. وجد الباحثون أن أداء الفتيات بشكل عام أفضل من أداء الأولاد في الاختبارات الأكاديمية في موضوعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) وغير الخاضعين.

وبعبارة أخرى، كانت النساء أفضل في اختبارات STEM، ولكن كان هناك عدد أكبر من الأولاد في أعلى وأسفل المخططات البيانية. ومع ذلك، وجد الباحثون أيضًا أن هذا التباين أكثر أهمية في حقول غير الـ STEM من حقول STEM، ما يعني أنك سترى المزيد من النساء في مهن STEM.

The leaky pipeline

يستخدم العلماء هذا المصطلح لوصف العوامل التي تحول دون وصول النساء إلى مكانة باحثين محترفين، في حين تقدم وتدفع الرجال إلى الأمام. واقتُرحت مجموعة من المشاكل – بما في ذلك المدرسون والآباء الذين يدفعون عددًا أكبر من الأولاد مقارنة بالبنات نحو نظام STEM، ونقص العالمات البارزات في حياة الفتيات، فضلاً عن التمييز المنهجي وبيئات العمل العدائية في مجال العلوم – كعوامل مساهمة، مع أبحاث تدعم هذه النتائج.

وبغض النظر عن تحديد العوامل الأكثر أهمية في حدوث الفجوات بين الجنسين في العلوم، قال فيليب كوهين، المتخصص في علم الاجتماع والخبير في البيانات حول عدم المساواة المجتمعية في جامعة ميريلاند، إنه من الواضح أن النساء يُخرجن من مرحلة STEM في وقت مبكر.

وأخبر كوهين Live Science: «تظهر آلية هذا الاختلال في مجالي الرياضيات و الفيزياء مبكرًا، خلال ذلك الانتقال إلى المدرسة الثانوية، عندما تتوقف الفتيات [في المتوسط] كونهن أفضل من الأولاد في مجالي الرياضيات والعلوم. يبدو أن ما يحدث في نظم تعلميهن لا يشجعهن على متابعة الاهتمام في مجالي العلوم والفيزياء.

سيكون من السخيف جدًا أن نفترض أن الرجال والنساء بدؤوا مسيرتهم في هذه المجالات بالتساوي. منذ بضعة أجيال مضت كان الرجال هم الذين لديهم هيمنة أو بمعنى أصح كانت هذه المجالات خاصة بالرجال فقط. وحتى يومنا هذا هناك دليل على أن حقول العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لا تزال معادية أو مُحتقرة للنساء، مشيرًا إلى حقيقة أن رجالًا مثل ستروميا، على الأقل في الفيزياء ، ما زالوا يشعرون بالراحة في إجراء محادثات توحي بأن النساء لا ينتمين إلى هذه المجالات.

لذلك سيكون من قبيل الصدفة تمامًا أن يكون هناك أي شيء أخر يسبب هذا التفاوت. من الملائم للغاية أن ننظر ونعير الانتباه إلى النظام الذي أنتجه التراث ونمحيه من مجال الأحياء “بمعنى نهمله”. أما بالنسبة للاختلافات في الاستشهادات بين الرجال والنساء في CERN، فهذا مجرد سوء استخدام للبيانات.

كان من المفترض من ستروميا أن يستشير عالمًا متخصصًا في العلوم الاجتماعية. الاستشهادات هي المقياس الأفضل لكمية الوقت التي قضاها الشخص لنشر ورقة بعد ورقة. وهناك الكثير من الأبحاث التي تدل على أن مجالات STEM منظمة، إذ تجعل من الممكن للرجال القيام بذلك أكثر من النساء».

وقالت Rajah: «غالبًا ما نلاحظ أن ترك وتسرب النساء في مرحلة التعليم الخاصة ب STEM قبل الحصول على الشهادة أو التخرج قد حصل عند مراحل حرجة للغاية نتيجة لتغير نوعية الحياة، لذلك نلاحظ ندمهن في مرحلة ما بعد الدكتوراه( عمل تحصل عليه بعد نيل الدكتوراه وقبل أن تصبح بروفيسور) بعمر 28 وحتى 32. وبالتالي، يتزوجن وينجبن.

كانت هناك فترة اختفت فيها النساء من الوظائف الأكاديمية. عليك فقط النظر إلى لجان التوظيف وهيكل الجامعات الأكاديمي لمعرفة أن توظيف المرأة وتمثيلها يقل كلما ارتفعت في مراكز السلطة، لذا قول أن الرجال هم من يتعرضون للعقوبات والإقصاء هو أمر مضحك».

اقرأ أيضًا:

المصدر

ترجمة: أيمن محمد صابر
تدقيق: رزان حميدة