يبدو ان العالم مكان غير منصف لعسر اليد، حيث المقصات و المناشير اليدوية والمعدات الرياضية ومعظم الاشياء لم تصمم لهم، ومنذ وقت ليس بقليل اجبروا على الاكل والكتابة بأيديهم اليمنى.

لا تزال هذه الممارسة مستمرة في العديد من الاماكن في العالم، حتى اللغة تتحيز: حيث الكلمة الايطالية sinistra “يسار” اتت من كلمة لاتينية sinister و تعني “مشؤوم”، بينما في الاسبانية، ان تفعل شيئا بـ”اليد اليسرى por izquierda ” هو مرادف لفعل شئ سيء.

حتى في اللغة الانكليزية، “right” في بعض الاحيان تأتي بمعنى “حق او صحيح”

فلماذا كل 1 من 10 من الناس أعسر اليد؟

اول شئ يجب ان نعرفهُ هو ان نسبة 10 % هي ثابتة في جميع انحاء العالم وهذا يضيف مصداقية على فكرة وجود اساس جيني ل “أفضلية اليد” (استخدام يد على اخرى).

وقد اظهرت دراسات عديدة أجريت على التوائم ان 25% من الحالات يكون سببها جينات الشخص، و تقول عالمة الوراثة “سيلفا باركشيني”، من جامعة سانت اندروز University of St Andrews في اسكتلندا، ان النسبة و إن منخفضة جداً، لكن تم اثبات تنساقهُا عبر دراسات عديدة.

وتضيق باركشيني: “البحوث التي اتت مؤخراً من المتوقع ان تجد الجينات المسببة لـ”اليد الافضلية”، لكن -مع 100,000 شخص حول العالم قد تسلسلت جيناتهم الان- الحقيقة ان مثل هذا الجين لم يتم اكتشافه مما قد يوحي أنه غير موجود، و قالت ايضاً في كلمة أمام الجمعية الملكية في لندن في فبراير: “السبب في جذبها لنا هو اننا لا نفهمها حقاً، انها رائعة لكن مثيرة للحيرة ايضاً”.

وسألت باركشيني لماذا “الأيمنية” اكثر انتشاراً….حيث أجابت “يجب أن تكون هناك ميزة تطورية”.

ما عثروا عليه هو ان الحمض النووي الذي يسبب “اليد الافضلية” هو نفسه الذي يحدد تناسق اعضاء اجسامنا “نحن نبدو متناسقين لكن اذا نظرنا الى أعضاء اجسامنا نجدها غير متناسقة”، ختمت العالمة الايطالية بالقول.

هناك حالة نادرة تسمى (انقلاب موضع الاعضاء) ربما قد تحمل الاجابة، و هذه الحالة مصاب بها 1 من كل 20,000 بما في ذلك المغني الاسباني الجنسية انريكى اجليسياس، و الاشخاص المصابين بها يكون لديهم تغير في موضع الاعضاء الطبيعي، على سبيل المثال، القلب بكون على الجانب الايمن من الجسم، او الكبد و المرارة يكونان على الجانب الايسر

على عكس ما تم افتراضه سابقاً، ان استخدام احدا الايادي ليس عند البشر فقط، هناك حيوانات يسارية اليد وأخرى تفضل استخدام اليد اليمنى، وتقول باركشيني بان هذا الامر منطقي، فامتلاك يدين تعملان بشكل متساو هباء، كما اضافت: “مثل هذه الازدواجية تكون غير لازمة في أحكام التطور”.