من المعروف لنا بأن كوكب الزهرة – جارنا الأقرب – لديه تضاريس بركانية و الغلاف الجوي له جهنمي بدرجات حرارة مرتفعة جدًا ، لكننا لا نعرف الكثير عن نشاط الزلازل فيه ، وهو الأمر الذي قد يمكننا من معرفة الكثير عن التكوين الدّاخلي للكوكب ولا امكانية استيطان الزهرة حتى

لدى ناسا اقتراح مثير للإجابة عن هذا الأمر: مجموعة من مناطيد الهواء.

أفادت آخر الأبحاث في صحراء نيفادا بأنّ المناطيد المعبأة بالهيليوم -مربوطة كانت أم لا- يمكن استخدامها حقًا لقياس الاهتزازات والزلازل الحادثة بعيدًا أسفل المنطاد، وإذا تمكنّا من تطبيق هذه التقنية على الكوكب الثاني بُعدًا عن الشمس، سنحصل على تصوُّرٍ غير مسبوق لتركيب وتاريخ هذا الكوكب. درجات الحرارة والضغط الجوي على سطح الزهرة عالية جدًا؛ ما يعني أن أي مسبار يحاول الهبوط لمراقبة نشاط الزلازل على الزهرة سيتحطم وينصهر سريعًا. على عكس ذلك، الظروف في الغلاف الجوي العلوي أكثر اعتدالًا.

هل كان كوكب الزهرة “حيًا”؟ هذا ما تقوله الأدلة

«لم نقم أبدًا بقياس مباشر لنشاط الزلازل على كوكب الزهرة . هناك الكثير من الأسئلة المهمة عن الكوكب قد تجيب عنها المناطيد»، قال سيدهارث كرشنامورثي-Siddharth Krishnamoorthy من ناسا في المقابلة التي أجراها آدم مان-Adam Mann من مجلة العلوم-Science Magazine. في البحث الذي أُجريَ في صحراء نيفادا، في 19 كانون الأول من العام المنصرم، قام فريق من قسم الطاقة في أمريكا، بصنع هزة أرضية بقوة 3-4 بمساعدة 50 طن من المواد الكيميائية المتفجرة على عمق 300م تحت سطح الأرض.

عاليًا في السماء، حمل منطادا هيليوم تعليمات للكشف عن تغييرات في الضغط الجوي والموجات تحت الصوتية منخفضة التردد -ما لا نستطيع سماعه- كلاهما دليل على نشاط زلزالي، فرُبط أحد المنطادين بالأرض، بينما تُرك الآخر ليطفو بحرية في السماء. بإضافة هذه التجربة لتجارب أخرى سابقة في العام المنصرم، يبدو أن هذه الوسيلة يمكن أن تعمل على الزهرة. في ثمانينات القرن الماضي، استُخدِم منطادان روسيان لاستكشاف الغلاف الجوي للزهرة، لكنهما صمدا فقط لبضعة أيام ولم يتم تصميمهما لقياس النشاط الزلزالي.

مناطيد لغزو واستيطان كوكب الزهرة – العيش على كوكب الزهرة!

جعل هذه التقنية تعمل على الزهرة ليس بالأمر السهل -حتى مع التجربة السابقة- لأن الغلاف الجوي للزهرة أكثر سمكًا من الأرض؛ ما يعني سهولة أكثر في قياس الموجات تحت الصوتية؛ وهو أيضًا موطن للرياح التي تزيد سرعتها عن سرعة الصوت، التي قد تربك تعليمات المنطاد المضبوطة بدقة.
مع ذلك، يعتقد العلماء بأن المناطيد تستطيع قياس هزات صغيرة جدًا بقوة 2، وبذلك تساعد على تأكيد فرضيات مستمرة منذ زمن، تشير إلى أن الحرارة ما زالت تحاول الهروب من نواة كوكب الزهرة ؛ الأمر الذي يُحفز الهزات على سطح الكوكب ما يجعل استيطان الزهرة مستحيلًا تقريبًا

بينما يتشابه الزهرة والأرض بالكثير من الأشياء كالكتلة والبعد عن الشمس، هناك العديد من الأسئلة حول تطوره المختلف كثيرًا، دون حقل مغناطيسي ومياه. قد يُمكِنُنا أسطولٌ من المناطيد من الإجابة عن هذه الأسئلة. يتم التخطيط لتجارب أخرى مستقبلًا في أوكلاهوما، حيث يعمل فريق ناسا على تحسين دِقة التقنية للعمل على مسافات أبعد، بعد ذلك يمكن أن يكون قد حان الوقت لإعداد مهمة إلى الزهرة وربما استيطان الزهرة وبالتحديد غلافه الجوي.

لماذا يدور كوكب الزهرة حول محوره عكس دوران بقية الكواكب؟

في الوقت نفسه، تعمل ناسا على تصميم طائرة بلا طيار قادرة على العمل في جو الزهرة، المكوَّن بنسبة 96% من ثاني أكسيد الكربون، مع العلم بأنّ الضغط الجوي والحرارة بعيدًا عن سطح الكوكب مشابهة لتلك التي على الأرض، هذه العاملات قد تعلمنا الكثير عن الزهرة، حتى من مسافات عالية جدًا عن سطحه. صرّح كرشنامورثي لموقع سيكير: «نحن نعرف، إلى درجة اليقين، بأنّ كوكب الزهرة لا يملك الصفائح التكتونية كما على الأرض، تحت السطح، يوجد نشاط زلزالي ذو طبيعة مختلفة، لكننا لا نعرف ما هي طبيعته بالضبط».

ترجمة: محمد دهامشة تدقيق: براءة ذويب

المصدر