الإشعاع الكوني والمناخ على الأرض: بخلاف الإشعاعات الكهرومغناطيسية والتي تتكون من جسيمات مشحونة ومتسارعة عديمة الكتلة فإن الأشعة الكونية  “cosmicrays CR” تتكون في معظمها من نواة ذرية و الكترونات، وهذه أجسام لها كتلة.

الأشعة الكونية تنبثق من نطاق واسع من المصادر في الكون بما فيها المستعر الأعظم (Supernovae)، النوى المجرية (Galactic Nuclei)، والانفجارات التي تنبعث منها أشعة غاما (Gamma Ray).

حاول الباحثون منذ عقود التكهن بالآثار المحتملة للأشعة الكونية على المناطق المتاخمة للغلاف الجوي للأرض، ولكن حتى وقت قريب، كان من الصعب تحديد وجود علاقة سببية بين المناخ والأشعة الكونية.

مجموعة من الباحثين نشرت ورقة بحثية، ضمن مؤتمر للأكاديمية الوطنية للعلوم  “The National Academy of Sciences“، أظهرت وجود علاقة سببية بين الإشعاعات الكونية وبين تغيرات الحرارة العالمية بين سنة وأخرى، ولكنها لم تظهر أي علاقة سببية بين الإشعاعات الكونية  وارتفاع درجات الحرارة المتزايد خلال القرن العشرين.

لنفهم ما هو الإشعاع الكوني وعلاقته بالمناخ العالمي:

في عام 1911 قال العالم “تشارلز توماس ريز ويلسون” (Charles ThomasRees Wilson) بان الإشعاع المؤين -كالاشعاع الكوني- يؤدي الى نشوء سحب في الغلاف الجوي للارض.

ان تشكل طبقة كثيفة من الغيوم في أعلى طبقة التروبوسفير Troposphere (وهي الطبقة الأقرب إلى الأرض) من شأنه ان يكبح الإشعاعات المنبعثة من الأرض نحو الفضاء؛ الأمر الذي يؤدي إلى زيادة درجات الحرارة، في حين أن تزايد السحب في أسفل طبقة التروبوسفير يقلل من كمية الإشعاعات القادمة من الفضاء وهذا يساهم في معالجة التزايد العالمي في درجات الحرارة.

إن تدفق الأشعة الكونية، الذي يتجه نحو الارض و يتفاعل مع غلافها الجوي، يتأثر بالرياح الشمسية و بالمجال المغناطيسي للأرض.

حيث تعمل الرياح الشمسية (وبالتحديد تلك التي هي ما بين بداية الغلاف الشمسي Heliopause و نهايته، المسماة نهاية الصدمة Termination Shock) كحاجز للأشعة الكونية، و تقلل من تدفق الطاقة الضعيفة للإشعاع الكوني؛ في حين أن المجال المغناطيسي للأرض يعمل على انحراف الأشعة الكونية باتجاه القطبين وهو ما ينتج عنه ظاهرة الشفق القطبي أو Aurora.

لذلك فقد كون الباحثون نظرية تقول أن مدى تأثير هذه الأشعة  على المناخ الأرضي يعتمد على هذا المزيج من العوامل.