مدى تأثير النميمة و الإشاعات في حكمنا على الأشخاص – أتى في بحث جديد نُشر على جريدة (Emotion) أن للنميمة تأثير كبير في الأشخاص حتى ولو كانت من دون أي مصداقية تذكر. أشار البحث إلى أن استعمال عبارات من قبيل “يزعمون” أو “هذه مجرد إشاعة، ولكن” من أجل الانتقاص من مصداقية المعلومة لا يؤثر في تلقي الشخص المستمع.

تقول الباحثة جوليا بوم (Julia Baum) من جامعة هومبولت في برلين ومدرسة برلين للعقل والدماغ: «من بين العبارات التي يستخدمها الناس بشكل يومي في محادثاتهم وعلى مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الخاص بالشخصيات والمشاهير، نجد “على ما يبدو” و “يشتبه به في” و”يزعم البعض أن”، للإشارة إلى احتمال كون المعلومة غير مؤكدة وغير صحيحة كلّيًا وليست سوى إشاعات. لهذه العبارات معنىً قانوني أيضًا لتفادي الافتراء أو الاتهام الخاطىء أو الحكم المسبق». تضيف جوليا: «إلى يومنا هذا، ما زلنا نعرف القليل فقط عن طريقة استجابة الدماغ لتلقي معلومات شخصية مشكوك في صحتها وكيف تؤثر في أحكامنا. هل نضع مصداقية المعلومة بعين الاعتبار في حكمنا على شخص ما، عندما يكون الحكم مبنيًا على النميمة، لتفادي سوء التقدير؟».

أساسيات المرض العقلي (النفسي)

في تجربتين انخرط فيها 56 مواطنًا ألمانيًا، توّصل الباحثون إلى أن نوع المعلومة، سواء أكانت سلبية أم إيجابية، يؤثر بشكل كبير في الحكم على الأشخاص حتى ولو قُدِّمت بدون مصداقية كاملة. يُعرض على المشاركين في الدراسة صور لأوجه غير معهودة، مع إعطائهم معلومةً عن الشخص الذي في الصورة، تُقدم على أساس أنها معلومة موثوقة كـ “هذا يعامل صانعه معاملة سيئة” أو أنها غير موثوقة كـ “قيل أنه يعامل صانعه معاملة سيئة” وهي أمثلة قوية عن النميمة

سجّل الباحثون نشاط الدماغ تزامنًا مع التجربة باستعمال الرسم الكهربائي للدماغ، جاء التركيز على علامتين فزيولوجيتين عصبيتين، الأولى تسمى “القدرة الإيجابية المتأخرة” Late Positive Potential والثانية تعرف بـ “السلبية اللاحقة المبكرة” Early Posterior Negativity المرتبطتين بالنشاط العاطفي في الدماغ. تضيف جوليا: «تشير التجارب أننا نميل نحو الحكم على الناس على أسس عاطفية، حتى ولو كان هذا الحكم مبنيًا على دلائل ضعيفة. بالتالي، يجب أن نعي أن الإشارة اللفظية إلى ضعف المعلومة لا تصل إلى هدفها المنشود لتجنب إصدار أحكام خاطئة. مطابقةً للمواقف الواقعية، لم نطلب من المشاركين أخذ تأثير الإشاعات بعين الاعتبار، بل كان للمشاركين كامل الحرية في اتخاذ قرارهم لتأويل المعلومة التي تلقوها في تكوين رأيهم والحكم على الاشخاص ».

تختم الدكتورة بوم: «يجب أن تركز الدراسات القادمة على الظروف التي يلعب فيه انعدام المصداقية دورًا في الحكم على الأشخاص ، انطلاقًا من معلومة شخصية خاصة بهم».

المصدر

ترجمة عبدالعزيز برقوش – تدقيق رزان حميدة

يمكنِك إلقاء اللوم على أمِّك إذا كنتِ ما تزالين عزباء