الشقيقة صداع حاد، متكرر، ومؤلم.

يمكن أن تسبقه أو ترافقه علامات إنذار حسية وأعراض أخرى، ويمكن أن يستمر لساعات أو حتى أيام.

وفقًا للجمعية الأمريكية للشقيقة (الصداع النصفي)، فإنها تؤثر على 36 مليون أميركي، أي ما يعادل 12% من السكان.

يمكن أن يأتي الصداع النصفي بعد طور نسمة aura وهي مجموعة من الاضطرابات الحسية يعقبها صداع حاد يظهر غالبًا على جانب واحد من الرأس.

تصيب الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم من 15 إلى 55 سنة.

حقائق سريعة عن الصداع النصفي (الشقيقة):

  •  يمكن لبعض الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أن يحددوا بوضوح المحرضات أو العوامل المسببة للصداع، مثل الحساسية والضوء والتوتر.
  • تحدث لدى البعض أعراض إنذارية (بادرية) قبل بدء الصداع النصفي.
  • يمكن للكثير من المصابين أن يمنعوا هجومًا كاملًا من خلال التعرف على العلامات البادرية والتعامل معها.
  • يمكن أن تقضي الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية على الألم أو أن تقلل منه، ويمكن أن تساعد الأدوية المحددة بعض الأشخاص المصابين بالصداع النصفي.
  • يمكن للأشخاص الذين يعانون من هجمات حادة ومتكررة استخدام أدوية وقائية.

المحرضات

سببُ الصداع النصفي غير معروف حتى الآن، ويشتبه في أنه ناتج عن نشاط غير طبيعي في الدماغ يمكن أن يؤثر على الطريقة التي تتصل بها الأعصاب وكذلك المواد الكيميائية والأوعية الدموية في الدماغ.

قد يكون للوراثة دور من خلال زيادة الحساسية للمحرضات.

ومع ذلك، تؤدي المحرضات التالية إلى حدوث الصداع النصفي أحيانًا:

  •  التبدلات الهرمونية: قد تعاني النساء من أعراض الصداع النصفي خلال فترة الطمث، بسبب تغير مستويات الهرمونات.
  •  المحرضات العاطفية: يمكن أن يؤدي التوتر والاكتئاب والقلق والإثارة والصدمة إلى حدوث الصداع النصفي.
  •  الأسباب الفيزيائية: الإرهاق وعدم كفاية النوم، وتوتر الكتف أو الرقبة، الوضعيات السيئة poor posture، والإجهاد الجسدي، بالإضافة إلى انخفاض السكر في الدم والتقلب الجوي (الطقس) والتي يمكن أن تكون بمثابة محرضات.
  •  النظام الغذائي: يمكن أن يساهم الكحول والكافيين في إحداث الصداع النصفي، ويمكن لبعض الأطعمة المحددة أن يكون لها هذا التأثير أيضًا، بما في ذلك الشوكولاتة والجبن والحمضيات والأطعمة التي تحتوي على مادة التيرامين tyramine المضافة. وتُعدّ وجبات الطعام غير المنتظمة والتجفاف أيضًا محرضات محتملة.
  •  الأدوية: صُنفت بعض الحبوب المنومة، والمعالجة المعيضة بالهرمونات (HRT)، وحبوب منع الحمل على أنها محرضات محتملة.
  •  المحرضات البيئية: الشاشات الوامضة، الروائح القوية، التدخين السلبي، والأصوات الصاخبة يمكن أن تحرض الصداع النصفي.
  • الغرف المليئة Stuffy rooms، تغيرات درجة الحرارة، والأضواء الساطعة هي أيضًا محرضات محتملة.

العلاج

لا يوجد حاليًا علاج للصداع النصفي، وتهدف العلاجات الحالية إلى منع حدوث نوبة كاملة وتخفيف الأعراض قدر الإمكان.

تشمل تعديلات نمط الحياة التي تساعد في الحد من تكرار الصداع النصفي ما يلي:

  •  الحصول على قسط كافٍ من النوم
  •  الحد من التوتر
  •  شرب الكثير من الماء
  •  تجنب بعض الأطعمة
  •  ممارسة الرياضة بشكل منتظم

يجد بعض الناس أن الحميات الغذائية الخاصة يمكن أن تساعد، مثل الحمية عن الغلوتين.

في حال عدم تخفيف أعراض أو تواتر الصداع النصفي، يُنظر في وسائل علاج مختلفة، ويُركز علاج أعراض الصداع النصفي على تجنب المحرضات والتحكم في الأعراض وتناول الدواء.

الجراحة

شهد العقد الأخير تطوير أساليب جديدة لعلاج الصداع النصفي، منها حقن ذيفان البوتولينوم (البوتوكس) في الفروع الحسية للعصب مثلث التوأم خارج الجمجمة والأعصاب العنق الشوكية cervical spinal nerves ، إذ ترتبط هذه المجموعة من الأعصاب في الوجه والعنق بتفاعلات الشقيقة.

أظهرت مراجعة في عام 2014 أيضًا أن تخفيف الضغط الجراحي لهذه الأعصاب قد يقلل أو يزيل الصداع النصفي لدى المرضى غير المستجيبين للخط الأول من العلاج.

الأدوية

يُنظم عادةً الصداع النصفي من خلال الأدوية، وهناك أنواع مختلفة من أدوية الصداع النصفي، بما في ذلك مسكنات الألم.

يجب أخذ مسكنات الألم في مرحلة مبكرة من تطور الصداع النصفي بدلًا من السماح للصداع بالتطور.

تتضمن الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية (OTC) والفعالة لعلاج الصداع النصفي:

  •  نابروكسن
  •  الإيبوبروفين
  •  الأسيتامينوفين

يمكن أن توقف مسكنات الألم الأخرى -مثل الأسبرين مع الكافيين والأسيتامينوفين- في كثير من الأحيان الصداع أو أن تخفف من الألم.

تتوفر العديد من مسكنات الألم للشراء عبر الإنترنت، بما في ذلك النابروكسين والأسيتامينوفين والأسبرين مع الكافيين، لكن تكلم دائمًا إلى الطبيب قبل استخدام الأدوية.

الأدوية التي تعالج الغثيان

يحتاج بعض الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي إلى تناول أدوية تعالج الأعراض المرافقة.

يمكن استخدام ميتوكلوبراميد للتحكم في أعراض معينة، مثل الغثيان والإقياء.

يمكن أيضًا وصف مضادات السيروتونين، مثل سوماتريبتان للصداع النصفي الشديد أو للصداع النصفي الذي لا يستجيب للأدوية التي لا تحتاج وصفة طبية.

تُوصف مثبطات قبط السيروتونين الانتقائية (SSRIs) ومضادات الاكتئاب (مثل ثلاثيات الحلقة tricyclics) للحد من أعراض الصداع النصفي، رغم أنها غير معتمدة في جميع البلدان لهذا الغرض.

الأدوية الوقائية

تبدأ الوقاية من الصداع النصفي بتجنب المحرضات.

الهدف الرئيسي للعلاج الوقائي هو الحد من تكرار ومستوى الألم ومدة صداع الشقيقة، وزيادة فعالية العلاجات الأخرى.

هناك العديد من الأدوية والمكملات التي تساعد على منع نوبات الصداع النصفي، وتتضمن:

  •  مضادات الاكتئاب
  •  نظير الأنزيم Q10
  •  المستخلصات العشبية، مثل اليانسون feverfew
  •  سيترات المغنيزيوم
  •  فيتامين ب 12
  •  الريبوفلافين

يمكن شراء العديد من المكملات الغذائية عبر الإنترنت، بما في ذلك فيتامين ب 12 واليانسون، لكن وقبل الشراء، تأكد أنه من الآمن تناول هذه المكملات مع الأدوية الأخرى.

تجدر الإشارة إلى أن بعض الناس قد يعانون من صداع فرط استخدام الأدوية (MOH)، أو صداع ارتدادي، ويمكن أن يحدث بعد تناول الكثير من الأدوية في محاولة لمنع نوبات الصداع النصفي.

أنواع الصداع النصفي (الشقيقة)

هناك نوعان رئيسيان من الصداع النصفي، ويعتمد هذا التصنيف على ما إذا كان الفرد يعاني من اضطرابات في الحواس تؤدي إلى الصداع النصفي، وهذه الاضطرابات معروفة باسم النسمة aura.

الصداع النصفي مع نسمة

بالنسبة للعديد من الأشخاص المصابين بالصداع النصفي، تعمل النسمة كإنذار، وتشير إلى أن صداعًا سيأتي قريبًا.

يمكن أن تتضمن أعراض النسمة ما يلي:

  • أفكار أو تجارب مربكة
  •  رؤية أضواء غريبة أو متلألئة أو وامضة
  •  خطوط متعرجة zig-zagging lines في المجال البصري
  •  بقع عمياء أو بقع فارغة في الرؤية
  •  الشعور بدبابيس وإبر في الذراع أو الساق
  •  صعوبة تكلم
  •  تيبس أو صلابة في الكتفين أو الرقبة أو الأطراف
  •  شم روائح كريهة

إذا كانت الأعراض التالية غير معتادة بالنسبة للشخص المصاب بالصداع النصفي، فلا ينبغي تجاهلها:

  •  صداع شديد غير عادي
  •  اضطرابات بصرية
  •  فقدان الحس
  •  صعوبات في الكلام

عندما يؤثر الصداع النصفي مع نسمة على الرؤية، قد يرى المريض أشياء غير موجودة، مثل سلاسل واضحة أو شفافة من الأشياء.

وقد لا يرى أجزاء من الجسم أمامه أو يشعر وكأن جزءًا من مجال رؤيته يظهر ويختفي ثم يعود مرة أخرى.

يصف الأشخاص الذين يعانون من طور النسمة الاضطراب البصري على أنه مماثل للإحساس التالي للتعرض لفلاش الكاميرا شديد الإضاءة.

الصداع النصفي دون طور نسمة:

يعتبر أكثر شيوعًا 70-90% من الحالات، إذ يعاني الشخص من الصداع النصفي دون أي اضطرابات حسية قبل النوبة.

أنواع أخرى

هناك أنواع أخرى من الصداع النصفي ذات صلة بمتلازمات محددة أو محرضات، وتتضمن:

  •  الشقيقة المزمنة: يشير إلى أي صداع نصفي يثير هجمات على مدى 15 يومًا من الشهر.
  •  الشقيقة الطمثية: يحدث هذا عندما تحدث الهجمات بتواتر مرتبط بالدورة الشهرية.
  • الشَّقيقَةُ الفالِجِيَّة‎: يحدث ضعف في جانب واحد من الجسم لفترة مؤقتة.
  • الشقيقة البطنة: متلازمة تربط بين نوبات الصداع النصفي والوظائف غير المنتظمة في الأمعاء والبطن، وتحدث بشكل رئيسي لدى الأطفال دون 14 سنة من العمر.
  • شقيقة مع نسمة جذع الدماغ: نوع نادر من الصداع النصفي يمكن أن يؤدي إلى أعراض عصبية شديدة، مثل صعوبة الكلام.

تحدث لطبيب لتحدد النمط الذي تعاني منه ولوصف الأدوية والعلاج المناسبين.

الأعراض

يمكن أن تبدأ أعراض الشقيقة من حين لآخر قبل الصداع، مباشرة قبل الصداع، أو في أثناء أو بعد الصداع.

ورغم عدم تطابق جميع حالات الصداع النصفي، فإن الأعراض النمطية تشمل:

  • ألم معتدل إلى شديد، يقتصر عادةً على جانب واحد من الرأس ولكنه يمكن أن يحدث على جانبي الرأس
  •  ألم شديد أو خافق أو نابض
  • زيادة الألم أثناء النشاط البدني أو عند الإجهاد
  • عدم القدرة على أداء أنشطة منتظمة بسبب الألم
  • الشعور بالغثيان والإقياء
  • زيادة الحساسية للضوء والصوت
  • الراحة من خلال الاستلقاء بهدوء في غرفة مظلمة

يعاني بعض الأشخاص من أعراض أخرى مثل التعرق، وتغيرات درجة الحرارة، ألم البطن، والإسهال.

الشقيقة والصداع

من المهم معرفة الفرق بين نوبة الشقيقة (الصداع النصفي) والصداع.

يمكن أن يختلف الصداع بشكل كبير في المدة، ومدى الخطورة، وسبب الحدوث.

قد لا تحدث في تتالي أحداث مميزة كما تفعل هجمات الشقيقة.

تظهر هجمات الشقيقة على أنها صداع معتدل إلى شديد على جانب واحد من الرأس وتترافق مع أعراض أخرى، مثل الغثيان والإقياء.

يختلف الصداع النصفي عن الصداع غير المرافق للشقيقة، ويشير كل منهما إلى أسباب مختلفة.

للمساعدة في التعرف على الصداع النصفي، سيكون من المفيد الاحتفاظ بمذكرات يومية تسجل فيها وقت ظهور الأعراض، ومحرضاتها، ومدة الصداع، ووجود علامات ملحوظة أو أعراض نسمة تسبق نوبة الصداع النصفي، وأي أعراض أخرى.

من المفيد استخدام مفكرة خاصة بالصداع لمدة 8 أسابيع على الأقل وتدوين عليها ما يلي:

  • تواتر الصداع ومدته وشدته
  • أي الأعراض المرتبطة به
  • جميع الأدوية الموصوفة وOTC المأخوذة لتخفيف أعراض الصداع.
  • محرضات محتملة
  • علاقة الصداع بالطمث

توصي جمعية الصداع العالمية بالمعايير (5، 4، 3، 2، 1) لتشخيص الصداع النصفي دون طور نسمة، وهذا يعني: 5 هجمات أو أكثر لمدة 4 ساعات إلى 3 أيام مع وجود 2 على الأقل من الصفات التالية: (تحدث على جانب واحد من الرأس، ونبضات قوية، وألم معتدل إلى شديد، وتفاقم بسبب النشاط البدني الروتيني)، وعَرَض 1 إضافي على الأقل، مثل (الغثيان أو الإقياء أو الحساسية للضوء أو للصوت).

قد يقترح الطبيب أثناء التشخيص الأولي للصداع النصفي مجموعة من الاختبارات لاستبعاد وجود أسباب أخرى للصداع، ويشمل ذلك تخطيط كهربائية الدماغ (EEG)، التصوير المقطعي المحوسب CT، والتصوير بالرنين المغناطيسي MRI، أو البزل القطني.


  • ترجمة: كنان مرعي
  • تدقيق: م. قيس شعبية
  • تحرير: محمد سفنجة
  • المصدر