قد يكون من الصعب تفسير لون القمر الأحمر الدموي خلال خسوف القمر الكلي دون فهم أساسي للميكانيكا المدارية، لكن أصحاب نظرية المؤامرة و الأرض المسطحة توصلوا إلى طريقة للالتفاف على الحقائق العلمية وبناء تفسير مبتكر لهذه الظاهرة.

خلال خسوف القمر المعروف بـاسم «الذئب الدموي العملاق» في عطلة نهاية الأسبوع «20-21 يناير»، رأى المُراقبون في معظم أنحاء نصف الكرة الأرضية الغربي أن القمر يمر مباشرة عبر ظل الأرض. يظهر قمرنا باللون الأحمر أثناء خسوف القمر للسبب نفسه الذي يظهر فيه شروق الشمس وغروب الشمس مظللًا هنا على الأرض، لأن أشعة الشمس تتبعثر أثناء مرورها عبر الغلاف الجوي.

ووفقًا للمؤمنين بنظرية المؤامرة من أصحاب الأرض المسطحة، فإن هذه الظاهرة الفلكية -المعروفة باسم خسوف القمر الكلي- كانت في الواقع فرصة نادرة لالتقاط لمحة عن «جرم ظليل» غامض يدور حول الشمس ويدور أحيانًا أمام القمر من وجهة نظرنا. وجهة النظر المقصودة هنا، تزعم أن الأرض على شكل بيتزا.

على الرغم من أن المؤمنين بنظرية الأرض المسطحة يعتقدون أن كوكبنا مسطح مثل فطيرة، إلا أنه من المدهش أنهم يُجمعون على أن الشمس والقمر عبارة عن أجسام كروية. ويفترض أصحاب نظرية الأرض المسطحة أن كلًا من الشمس والقمر يدوران حول القطب الشمالي للأرض، يحومان مباشرة فوق الفطيرة ولا يمران إلى الجانب الآخر. إذا كان ذلك صحيحًا، فإن خسوف القمر كما نعرفه لا يمكن حدوثه، لأن القمر يجب أن يكون على الجانب الآخر للأرض من الشمس ليحدث مثل هذا الحدث. لذلك، قدم أصحاب الأرض المسطحة تفسيرًا جديدًا للظلال التي شوهدت على القمر خلال الكسوف.

في منشور على موقع (ويكي الأرض المسطحة – The Flat Earth Wiki)، وهو موقع يديره (مجتمع الأرض المسطحة – The Flat Earth Society)، لا يقدم المؤمنون بالأرض المسطحة أي وصف لما يُدعى «الجرم الظليل» فلا يوجد تفاصيل حول حجمه أو شكله أو تكوينه أو أصله. لكن الكُتّاب في الموقع يزعمون أن هذا الجسم الغامض يتسبب في كل خسوف قمر، وهو غير مرئي تمامًا عندما لا يكون أمام القمر.

يذكر موقع ويكي «لا يمكن رؤية الجرم الظليل في السماء، لأنه يدور بالقرب من الشمس». على الرغم من أن الكوكب الداخلي، الأصغر، عطارد يمكن رؤيته قريبًا من الشمس (وأحيانًا أمامها)، إلا أن موقع ويكي يؤكد بشكل زائف «أننا لم نقدم أبدًا لمحة عن الأجسام السماوية التي تظهر بالقرب من الشمس خلال النهار».

إذا لم يكن هناك شيء آخر، فإن ويكي يقدم وصفًا لمدار الكائن المقترح الغامض، مشيرًا إلى أنه يميل حوالي 5.15 درجة إلى المستوى المداري للشمس. من قبيل الصدفة، في الواقع، هذه هي الزاوية التي يميل فيها مدار القمر فيما يتعلق بمدار الأرض. لم يقدم أصحاب نظرية الأرض المسطحة الحسابات الرياضية التي توصلوا من خلالها إلى هذا العدد، ويبدو أكثر احتمالًا أنه تم «استعارتها» من حسابات الفلكيين الحقيقيين أكثر من كونهم قاموا باشتقاقها بمجهوداتهم الخاصة من الصفر.

يذكر ويكي بالإضافة إلى ذلك أن «هناك أيضًا احتمال أن يكون الجرم الظليل جسمًا سماويًا معروفًا يدور حول الشمس، ولكن ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة لتتبع مواضع عطارد والزهرة وأقمار كواكب الشمس، وربطها من خلال المعادلات بالكسوف القمري قبل التمكن من استخلاص أي استنتاج».

لقد رسم الفلكيون بالفعل مدارات جميع الكواكب في المستقبل المنظور، ولن يأتي أي منها بين الأرض والقمر في أي وقت قريب (أو أي وقت مضى).

من الواضح أن تفسير مجتمع الأرض المسطحة لخسوف القمر خاطئ تمامًا.


  • ترجمة: إسلام جميل
  • تدقيق: محمد سعد السيد
  • تحربر: زيد أبو الرب

المصدر