إذا كنت تحتاج سببًا آخر لتكون متشككًا من صيحات الحميّة والمطهّرات المعويّة، نشرت قناة اليوتيوب الطبيّة (Chubbyemu) منشورًا تصف فيه حالة لامرأة أمريكيّة بعمر 39 عامًا انتهى بها الحال بتلف دماغيّ دائم بعد أن حاولت استخدام صلصة فول الصويا كمطهر قولونيّ بعد حميّة تنحيف عنيفة.

لسوء الحظ، من المستحيل تأكيد تفاصيل الحالة، ولكنها إن كانت صحيحة فهي إنذار شديد اللهجة.

طبقًا لمقدّم القناة، الذي يُعرِّف نفسه بأنّه حائز على شهادة طبيّة معتمدة ويُدعى برنارد، جاءت المرأة إلى غرفة الطوارئ بمنطقة إلينويس الطبيّة في 2012 بأعراض تشير إلى تدهور الوظائف الإدراكيّة.

وبعد الحصول على التاريخ المرضيّ بالحديث إلى زوج المريضة، عرف الأطباء أنّها تناولت لترًا من صلصة فول الصويا في وقت مبكر من هذا اليوم.

تحتوي صلصة فول الصويا على 5,493 مليجرام من الصوديوم لكل 100 جرام، مما يعني أن زجاجة حجمها لتر منه تحتوي على ما يزيد عن 1200 جرام من الصويا، أي أنّ المرأة تناولت تقريبًا 66 جرامًا من الصوديوم.

وطبقًا للحالات المُسجَّلة فإنّ المرء يموت بعد أن يتناول فقط 25 جرامًا من الصوديوم.

وتزداد الأمور سوءًا عندما نعلم أنّ المرأة كانت في حالة صحيّة يرثى لها. فقد كانت لا تأكل سوى السمك المُعلَّب والخبز الأبيض لمدة ستة أشهر وخسرت نحو 11.3 كليوجرام (25 باوند) في مدة ثلاث أسابيع مضت.

كما أنّها حديثة الخروج من مصّحة الأمراض النفسيّة بتشخيصٍ أنّها مصابة بالفصام وهوس الاضطهاد. ولم تتناول العلاج.

قالت المرأة للزوج أنّ قلبها بدأ يتسارع بعد تناول الصلصة ولكنها لم تساعد الموقف بتناول المياه.

وعندما وصلت إلى المنزل فقدت القدرة على الكلام بوضوح، ثم فقدت الوعي.

استدعى زوجها سيارة الإسعاف، وأثناء الطريق توقف قلبها ولكن الأطباء تمكنوا من انعاشها من جديد.

وبمجرد وصولها لغرفة الطوارئ، عرف الأطباء نوع الحالة التي يتعاملون معها، فقاموا بعلاجها من فرط الصوديوم.

العلاج المعروف لهذه الحالة هو حقن الوريد بسائل من المياه يحتوي نسبة 5% سكر ديكستروز، بتركيز أقل من السائل الموجود بخلايا الجسم.

عندما يتناول المرء كمية كبيرة من الملح، تبدأ خلايا الأمعاء بإفراز ما تحتويه من ماء لمعادلة تركيز الملح في مجرى الأمعاء.

وعندما تكون الحالة قصوى مثل حالتنا، تقوم خلايا الجسم الأخرى بطرد الماء أيضًا بما في ذلك خلايا العضلات والقلب وحتى المخ، فيصاب المريض بحالة جفاف شديدة لا يتمكن بعدها من الحياة بصورة طبيعيّة.

وبعد العلاج بالمحلول المحتوي على الديكستروز لتمتص الأنسجة المياه تلقائيًّا، استقرت حالة المرأة تدريجيًا ثم عادت للوعي.

تقول قناة اليوتيوب أنّ المرأة استعادت الوعي بعد أربع أيام من وصولها للمستشفى، ولكنها لم تستطع أن تحرك أطرافها ولا أن تتكلم وتبلع الطعام بسهولة، نظرًا للإصابة البالغة التي تعرَّض لها جذع المخ.

وبعد التعافي، أظهرت المرأة ضلالات هوسيّة أدّت بها للاعتقاد أنّ الحكومة سممتها. ولكن ما حدث أنّها بحثت على الانترنت عن (كيف تخلّص جسدك من السموم)، وتناولت هذا السائل.

وختامًا، فإن الجسم البشريّ لا يحتاج إلى مادة خارجيّة تخلّصه من السموم، فكلّ الفضلات تمرّ بمراحل عديدة من التطهير في الكبد والكلى.

وإذا كانت هذه الأعضاء لا تقوم بعملها على أكمل وجه فإنّ الأعشاب لن تكون الحل، بل الغسيل الكلويّ وزراعة الأعضاء.


  • ترجمة: محمد إيهاب
  • تدقيق: لبنى حمزة
  • المحرر: ماتيو كيرلس
  • المصدر