Bleeding-site

 إنّ بعض الإصابات الناتجة عن الطلقات النارية أو حوادث السير قد تكون قاتلة إن لم يتلق الشخص العناية الطبية العاجلة .

الآن يمكن لمادة من البوليمر القابل للحقن أن تعزّز تخثُّر الدم في مناطق الجروح ، فتجعل التخثر أسرع وأكثر تحمُّلًا ، ولها القدرة على إيقاف النزيف المرافق للإصابات المهدِّدة للحياة .

تعرف هذه المادةب polystat، وقد تمّ تطويرها من قبل مهندسين في جامعة واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية ، وهي تشابه بروتين طبيعي يوجد في أجسادنا يقوم بتقوية الخثرات الدموية .

يقول الفريق بأنّه بعد حقن هذا البوليمر المعالج للجروح  يقوم بالدوران في الدم بشكل غير ضار كاشفًا مناطق الأذية الوعائية ، مساهمًا في إيقاف النزيف وتكوين الخثرات .

حتى الآن لم يتم اختبار البوليمر إلّا على الفئران ، لكن بحسب التقرير فإن كل من الحيوانات المحقونة قد نجت ، على الرغم من أنّ الإصابة كانت في الشريان الفخذي وهي عادةًقاتلة ، وهذه النسبة تعتبر جيدة جدا  فإنّه في تجربة أخرى قد نجا فقط 20% من الفئران عند الحقن ببروتين طبيعي يحفّز تخثّر الدم .

كما كتبت اليكساندرا أوسولا تقريرًا لمجلة popular science  تقول فيه أنَّ الفئران التي لم يتم حقنها بالبوليمر فقدت كميات من الدم أكثر ب11 مرة .

وقد نشرت النتائج في مجلة science translational medicine ،ويقول الباحثون بأنه سيتم تجربة هذا البوليمر على الإنسان خلال خمس سنوات ،وهذا سيوفِّرعامل وقاية مهم لمساعدة الأشخاص ذوي الإصابات الخطيرة في المناطق البعيدة عن مرافق العناية الطبية ،مثل الجنود في مناطق القتال .

“معظم المرضى الذين يموتون بسبب النزيف يكون موتهم سريعا ومفاجئا “يقول المؤلف المساعد والاختصاصي في طب الطوارئ ناثان وايت .

“إن هذاالبوليمر هو شيء تستطيع وضعه داخل محقنة في حقيبة ظهرك ، وتعطيه بالطريقة الصحيحةلتقليل فقدان الدم والحفاظ على الحياة لأطول فترة ممكنة ريثما يتمكن المصاب من الوصول إلى العناية الطبية .”

هذا البوليمر هو اجتماع لمجموعة من جزيئات عامل تخثُّر الدم الثالث عشر (بروتين طبيعي ) وهو يقوم بتنشيط ألياف الفبرين الخاصة لتجتمع مع بعضها البعض لتكون شبكة أو حاجز في موقع الجرح .

وتقول أسولا موضحةً :

“عندما تصاب بأذية فإنّ جسدك يحاول سريعًا إيقاف النزيف للحفاظ على الدم في الداخل والبكتيريا الضارّة في الخارج ،وتقوم الصفيحات الدموية بتجميع عدد أكبر من الخلايا حول الجرح ، مكوِّنةً كتلة تتحد فيما بينها لاحقًا بواسطة بروتين شبيه الخيط يدعى الفيبرين “.

في الجروح الصغيرة تستطيع الحواجز المتكوّنة إيقاف النزيف وسدّ الجرح ، بينما في الجروح الكبيرة فإن الخثرة الدموية لا تتكون بسرعة كافية ، ويمكن للضغط الناتج عن النزيف أن يكون كبيرا ويسبب تفكّك تلك الحواجز الدموية واستمرار النزف .

تبعًا للدراسة، فإن ال polystat تضيف روابط معترضة بين الخلايا المكونة للحواجز وبالتالي تعزز تماسك الخثرة الدموية .

تقول المؤلفة المشاركة في الدراسة والمهندسة الحيوية سوزي بيل :”إن الأمر يشبه الفرق بين  ثني حبلين و حياكة شبكة ،بالتأكيد الشبكة ستكون أقوى بكثير “،ويوضح الفريق بأن مادة البوليمر هذه أكثر مقاومة للأنزيمات المحللة للخثرة وبالتالي تستطيع إيقاف النزيف لمدة أطول .

ومن الهام ذكره أنّه “تمّ استخدام ببتيدات ( Peptides ) عالية التخصص ترتبط فقط مع الفايبرين في موضع الجرح دون أن ترتبط مع سلائف الفيبرين في الدم ، وبالتالي فإن هذه المادة لا تشكل خطورة في تكوين  خثرات دموية تسبّب سَكْتات أو صمّات (انسداد في الأوعية الدموية)”يقول الباحثون .

هناك العديد من التقنيات التي تُستخدم من أجل إيقاف النزيف المرافق للجروح ، ومنها مادة veti-gel التي توضع على الجلد لتساعد بشكل أساسي في التحام الجروح وإيقاف النزف .

[author ]ترجمة: رامي طابوني | تدقيق: رغد سليمان[/author]

المصدر