وفقا لدراسة حديثة، فإن مستوى النشاط البدني للفرد يتغير بعد الطلاق، ومن المثير للاهتمام أن هذا التغيير مختلف بالنسبة للرجال والنساء، إذ وجد الباحثون أن تغيرات الحالة الزوجية تؤثر في مستويات النشاط البدني لدى الرجال والنساء بشكل مختلف.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن أكثر من 60% من سكان العالم غير نشيطين بما فيه الكفاية.

النشاط البدني ضروري للصحة والرفاهية ويحمي من الأمراض المزمنة من خلال تنظيم الوزن وتحسين استخدام الجسم للإنسولين، إضافةً إلى أن النشاط البدني مهم بشكل خاص لصحة القلب لأنه يساعد على ضبط ضغط الدم ومستويات سكر الدم ويعزز صحة الأوعية الدموية، ويساعد النشاط البدني أيضًا على التقليل من الالتهابات، التي بدورها قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بأن يقوم البالغون بممارسة النشاطات البدنية ذات الجهد المتوسط بما لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا أو 75 دقيقة أسبوعيًا من النشاط البدني الشديد، كذلك يجب عليهم القيام بتمارين تقوية العضلات التي تشمل كل مجموعات العضلات الرئيسية مرتين على الأقل في الأسبوع.

بعض الناس يستمتعون بممارسة التمارين الرياضية في حين أن بعضهم الآخر يجد ممارسة التمارين والنشاط البدني أمرًا صعبًا وقد يشكل ذلك تحديًا لهم، وقد وجد الباحثون أن التغييرات التي تحصل في الحالة الزوجية تخلق روتينًا وعاداتٍ جديدة، والتي قد تؤثر أيضًا على النشاط البدني.

أشارت دراسة تدعى دراسة الفنلنديين الشباب التي تبحث في المخاطر القلبية الوعائية أن التغييرات الطارئة على الحالة الزوجية لها صلة بالنشاط البدني لكلا الزوجين على نحو مختلف، وهذا ما أكده الدكتور كاسبر سالين الباحث في كلية الرياضة والعلوم الصحية في جامعة يوفاسكولا في فنلندا وهو أحد المشاركين في الدراسة.

خلال فترة 4 سنوات من المتابعة، وجد الباحثون أن الرجال الذين انفصلوا مؤخرًا سجلوا عددًا أقل من الخطوات غير التمرينية مقارنة بالرجال الآخرين.

كما شهدت النساء اللواتي تزوجن من جديد خلال فترة المتابعة انخفاضًا ملحوظًا في العدد الإجمالي للخطوات، مقارنةً بالنساء اللاتي لهن علاقة مستقرة.

وقد توصلت هذه الدراسة أيضًا إلى زيادة في رياضة المشي عند المنفصلين حديثا.

وفي سياق التفاصيل قدم المشاركون في الدراسة بيانات مقياس الخطوات في عامي 2007 و 2011 بالاعتماد على استبيان فريد من نوعه، إذ قدم مقياس الخطوات المستخدم في هذه الدراسة صورة أكثر موثوقية للنشاط العام مقارنة باستبيانات أخرى تُستَخدم عادة.

كما لاحظ الباحثون وجود زيادة إيجابية في التمارين خلال المتابعة لمدة 4 سنوات.

ففي بداية الدراسة في عام 2007، حقق 19٪ من المشاركين الخطوات اليومية الموصى بها (10000 خطوة).

وبحلول عام 2011، ارتفع هذا إلى 25 في المئة.

لكن النتائج أظهرت أيضًا أن عدد الخطوات يختلف باختلاف الموقف الاجتماعي والاقتصادي للشخص.

وكما قال سالين: «فترة المراقبة أظهرت أن الزيادة في عدد الخطوات ركزت على أعلى الطبقات الاجتماعية».

تؤثر الطبقة الاجتماعية على نوعية حياة الشخص وعاداته، ولكن من المهم للجميع، بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي والاقتصادي، أن يخصصوا مساحة صغيرة للنشاط البدني بشكل يومي للحد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة، وخاصة أمراض القلب.

يوصي الباحثون الذين أجروا الدراسة بأن يضيف الناس خطوات إضافية إلى روتين حياتهم اليومية، إذ لا يضطر الشخص إلى القيام بكل هذه الخطوات في وقت واحد ولكن يمكنه توزيعها على مدار اليوم.

ويقول كاسبر سالين: «الممارسة الفعلية لرياضة المشي ليست ضرورية. لكن بدلًا من ذلك يمكنك المشي بدلًا من القيادة وصعود الدرج بدلًا من المصعد».


  • ترجمة: حازم فرحان الطرشة
  • تدقيق: أنس حاج حسن
  • تحرير: مازن سفّان
  • المصدر