291

 

تم عمل أول تجارب بشرية للجيل الجديد من دواء فيروس نقص المناعة البشري (HIV) لأول مرة، وقد ظهرت نتائج واعدة جدًا. حيث وجد باحثون من جامعة روكفيلر Rockefeller في الولايات المتّحدة أن جرعة منفردة من الأجسام المضادة broadly neutralising antibodies من الممكن أن تؤدي إلى نقص لا يُصدّق في كمية الفيروس الموجودة في دم المصاب يصل إلى 300 ضعف.

على الرغم من أن الأجسام المضادة قد استخدمت مسبقاً لمحاربة هذا الفيروس، إلا أن الفيروس دائماً ما كان تحدث فيه الطفرات للتهرب من الخلايا المناعية. لكن هذا الجسم المضاد الجديد، الذي يدعى 3BNC117، لديه القدرة على قتل مجموعة من السلالات الفيروسية، تشير المرحلة الأولى من التجارب السريرية إلى أن الأجسام المضادة المحيّدة على نطاق واسع broadly neutralising antibodies يمكن أن تقدّم أملاً جديداً لعلاج، أو حتى لقاح، فيروس نقص المناعة HIV.

تقول مارينا كاسكي Marina Cascky، واحدة من قادة الدراسة -في الملخص الصحفي- أن : “ما هو مميز بشأن هذه الأجسام المضادة هو أن لديها نشاط ضد أكثر من 80% من سلالات فيروس نقص المناعة البشرية وأنها قوية للغاية”.

من الجدير بالذكر أن الأجسام المضادة تُحدث بشكل طبيعي في الجهاز المناعي لـ 10 – 30 % من الناس الذين يحملون فيروس HIV. لكنهم عادة ما يظهرون فقط لعدة سنوات بعد دخول الفيروس للجسم، على أية حال فإن الفيروس يتمكن بشكل نوعي على التطور للهروب من الأجسام المضادة Antibodies. لكن تمكن الباحثون من عزل واستنساخ الأجسام المضادة 3BNC117 وتحويلها إلى علاج محتمل.

عند إعطائهم لجرعات الأجسام المضادة للمتطوعين المصابين، قام الباحثون بإعطاء 29 جرعة موزعة على 28 يوم، فوجدوا أن الجرعة القوية منها تجعل مستويات الفيروس 300 ضعف أقل في غضون أسبوع من المعالجة.

يعمل الـ 3BNC117 على استهداف موقع الارتباط CD4 الذي يستخدمه فيروس HIV ليصل للخلية المضيفة، هذا يوقف الفيروس من أن يختبئ في جهاز المناعة الذاتي للمريض ليتمكن طبيعياً من التخلص منه. لكن الباحثون يرون بأن هذا الجسم المضاد بإمكانه قتل الفيروسات المختبئة بالخلايا المصابة، الشيء الذي لا يمكن للعقاقير المضادة للفيروسات أن تقوم باستهدافه.

أكثر ما يثير القلق كان مدى سرعة الفيروس بأن يتحور للتهرب من الأجسام المضادة، لذلك واصل الفريق مراقبة المشاركين لـ 28 يوما أخرى بعد الفترة التجريبية الأولية. خلال هذا الوقت، تمكن فيروس نقص المناعة البشرية من الارتفاع إلى مستويات طبيعية في بعض المرضى، في حين أنه لا يزال منخفض لدى آخرين بعد نهاية التجربة.

تقول كاسكي : “جسم مضاد واحد وحده، مثل دواء واحد وحده، لن يكون كافياً لقمع الحمل الفيروسي لفترة طويلة بسبب المقاومة التي ستنشأ. ولكن حتى إذا كانت هناك حاجة جرعات شهرية مستمرة من الأجسام المضادة، وسيكون هذا لا يزال أقل كثافة من الكوكتيل اليومي من الأدوية التي يتم تناولها حاليا من قبل الأشخاص الذين يعانون من فيروس نقص المناعة البشرية.”

لكن الجزء المثير حقاً من هذا البحث هو أن الفريق يبحث الآن أيضا في الطرق التي يمكن أن تؤدي إلى قيام الجهاز المناعي للشخص غير مصاب بتوليد هذه الأجسام المضادة المُحيّدة على نطاق واسع broadly neutralising antibodies – لتمهيد الطريق لفعالية لقاح ضد فيروس نقص المناعة البشرية.

وهناك حاجة إلى مزيد من البحث الآن للعمل على ما إذا كانت الأجسام المضادة المُحيّدة على نطاق واسع broadly neutralising antibodies الجارية لديهم علاج محتمل لفيروس نقص المناعة البشرية، ولكن هذه النتائج في وقت مبكر بالتأكيد تستحق التحمس من أجلها.

[divider] [author ]إعداد: مصطفى علي بجود[/author] [divider]

المصدر