تميّز هوكينغ بذكاء وقدرات عقلية فائقة رغم ضعفه البدني، وأبرز اكتشافاته كانت أن الثقوب السوداء يمكنها أن تُصدر جسيمات ذرية.

وُلد ستيفن هوكينغ في 8 يناير/كانون الثاني عام 1942 في أكسفورد – بريطانيا.

التحقَ بجامعة أكسفورد لدراسة العلوم الطبيعية في عام 1959، قبل أن يحصل على الدكتوراه في علم الكون من جامعة كامبردج.

أُصيب هوكينغ في عام 1963 بالتصلّب الجانبي الضموري، وهو مجموعة من الأمراض التنكّسية التي يميّزها تضرر خلية العصبون الحركي في الدماغ والحبل الشوكي والمسالك المسؤولة عن انتقال الإشارات العصبية بينهما؛ ومع الخطورة الكبيرة المرافقة لهذا المرض توقّع الأطباء أنه لن يعيش أكثر من سنتين.

لزم العبقري الشهير كرسيًا متحركًا معظم سنوات حياته، ومع تدهور حالته اضطرّ إلى الحديث عبر جهاز إلكتروني والتواصل مع الآخرين بتحريك حاجبيه.

على الرغم من المرض الخطير الذي أقعده، لم يستسلم أبدًا؛ فقد أنجز هوكينغ العديد من الأبحاث النظرية في علم الكون وأبحاثًا في العلاقة بين الثقوب السوداء والديناميكا الحرارية، كما أن له أبحاثًا ودراسات كثيرة في التسلسل الزمني.

وكان من أبرز اكتشافاته ما يتعلق بالثقوب السوداء، إذ أثبت هوكينغ نظريًا أن الثقوب السوداء تصدر إشعاعًا، وسمي هذا الإشعاع باسمه “إشعاع هوكينغ”.

عُرف العالم البريطاني بمواقفه من قضايا علمية وتكنولوجية عديدة، فقد أعرب عن مخاوفه من أن يحلّ الذكاء الاصطناعي محلّ البشر، وقال إن نتيجة ذلك التطور المحتمل سيكون شكلًا جديدًا من الحياة.

وكان هوكينغ قد دعا إلى التعامل الحذر مع التكنولوجيا لتفادي تدميرها للبشرية، كما رأى أنه لا مستقبل للبشر على الأرض بسبب ما قد تتعرّض له من كوارث مهلكة، ودعاهم إلى استعمار أجرام أخرى في الفضاء.

من مواقف هوكينغ خارج المجال العلمي، أنه انسحب من مؤتمر إسرائيلي عام 2013، وقالت حينها جامعة كامبردج إنه فعل ذلك في إطار مقاطعة بعض الأكاديميين البريطانيين احتجاجًا على احتلال إسرائيل للضفة الغربية.

انطلق هوكينغ لعالَم الشهرة على الساحة الدولية عام 1988 بعد أن أصدر كتابه “تاريخ موجز للزمن”، وهو من أكثر الكتب تعقيدًا والتي حظيت باهتمام جماهيري واسع، إذ ظلَّ على قائمة صنداي تايمز لأفضل الكتب مبيعًا لمدة لا تقل عن 237 أسبوعًا. وصدرت لهوكينغ مذكرات “تاريخي المختصر” عام 2003، وعُرضت قصة حياته في فيلم “نظرية كل شيء” في عام 2014.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 2017 قدّم رسالة الدكتوراه التي أعدها عام 1966 تحت عنوان “خصائص توسّع الكون”، وشهدت إقبالًا كثيفًا، ما تسبب في توقُّف موقع جامعة كامبردج البريطانية الذي قام بنشر الرسالة لتكون المرة الأولى التي تتاح فيها للعموم.

توفي هوكينغ يوم 14 مارس/آذار 2018 في منزله بمدينة كامبردج الجامعية البريطانية، وقالت أسرته إنه توفي بسلام وهو نائم.

ووصف البروفسور ستيفن توب نائب رئيس جامعة كامبردج هوكينغ بأنه كان شخصية فريدة، لها مساهمات استثنائية في المعرفة العلمية ونشر العلوم والرياضيات بين عامة الناس.

من أبرز أقواله:

  • انظر لأعلى حيث ترى النجوم وليس لأسفل حيث ترى قدميك. حاول أن تصنع معنى لما تراه واطرح التساؤلات حول ما جعل الكون موجودًا. كُن فضوليًا.
  • مهما كانت الحياة تبدو صعبة؛ ستجد دومًا شيئًا ما لتنجح فيه.
  • إننا جميعًا متصلون ببعضنا بفضل الإنترنت؛ مثلما ترتبط الخلايا العصبية ببعضها في الدماغ العملاق.
  • إن الماضي كما المستقبل مجهول وغامض؛ وهو موجود بوصفه طيفًا هائلًا من الإمكانيات ليس إلا.
  • إن العلم يغدو جميلًا عندما يعطي تفسيرات بسيطة للظواهر أو روابط بين الملاحظات المختلفة. تشمل الأمثلة لولبًا مضاعفًا يتكون من علم الأحياء والمعادلات المتوازنة في الفيزياء.
  • نصيحتي للأشخاص العاجزين هي التركيز على الأمور التي يستطيعون القيام بها بشكل جيد وعدم الشعور بالأسف حيال الأشياء التي تربط بينها. إياك أن تكون عاجزًا روحيًا مثلما أنت عاجز جسديًا.
  • لا أحد يأخذ على عاتقه إجراء الأبحاث في الفيزياء بغرض الحصول على الجوائز. إن الغاية هي المتعة في اكتشاف شيء ما لم يعرفه أحد من قبل.
  • إننا مجرد نسل متقدّم ومُحسَّن عن القرود على سطح كوكب ليس على قدر عالٍ من الأهمية في نجم ضخم جدًا. ومع ذلك فإننا نستطيع أن نفهم الكون. هذا ما يجعلنا مميزين جدًا.
  • ليس هناك صورة وحيدة أو فريدة للواقع.
  • لقد كان السفر عبر الزمن مجرد فكرة تندرج ضمن الخيال العلمي؛ لكن النظرية النسبية العامة لأينشتاين سمحت بإمكانية الانعطاف في الزمكان حيث تستطيع أن تنطلق في صاروخ قبل أن تنوي القيام بذلك!
  • لم أكن يومًا الأفضل في صفي، ولكن زملائي رؤوني كذلك، إذ كانوا يلقبونني بأينشتاين!
  • يعطيك العمل معنى وهدف؛ فالحياة فارغة بدونه.
  • أنا مجرد طفل لا يكبر أبدًا؛ أسأل باستمرار كيف وأين ولحسن حظي فقد وجدت إجابة ما!

  • ترجمة: كارينا معوض
  • تدقيق: رزان حميدة
  • تحرير: مازن سفّان
  • المصدر