جيولوجيون أمريكيون، في ورقة بحثية جديدة، يقولون أن كوكب الأرض قد يكون فيه طبقة صخرية شديدة القوة لم يتم اكتشافها من قبل، تحديدًا في الوشاح على عمق ١٥٠٠ كم من السطح.

هذه الطبقة أقوى بثلاث مرات من الصخور في الوشاح الأعلى الأقل لزاجةً، كما أنها قد تفسر ظاهرة حيرت العلماء لسنوات؛ وهي لمَ تتكثّف أجزاء من الصفائح التكتونية غارقة عند وصولها لهذا العمق.

هذه الورقة البحثية تمثّلُ تحديًا صارخًا للمفاهيم السائدة عن هيكلية الطبقات الداخلية للأرض، وكما يضيف الباحثون بأنه إن كان إفتراضهم صحيحًا، فهي قد تفسر حدوث زلازل في الوشاح العميق لكوكبنا.

تتكون الأرض من ثلاث طبقات أساسية هي القشرة التي تصل حتى عمق ٨٠ كم، يليها الوشاح حتى ٢٩٠٠ كم، ثم النواة حيث المعادن المنصهرة.

بحسب لويل مياجي “Lowell Miyagi”، عالم الجيولوجيا في جامعة يوتاه، يتم تحديد طبقات الأرض طبقًا للمعادن التي تكونها، لكن فيما يختص بهذه الطبقة الحديثة، فما يميزها هو صلابة المعادن فيها و ليس تركيبتها، وهذا يشكل صدمة.

فالمعلوم عن المعادن المكونة للوشاح وهي “bridgmanite & ferropericlase” هو أنها لا تتأثر بالضغط الناتج عن العمق، لكن في هذه الحالة وعلى هذا العمق بالتحديد، تعرضت لما يكفي من الضغط لتتحول وتغدو أكثر صلابة.

عند تصادم الصفائح القارية و المحيطية، يثنى طرف الصفيحة المحيطية ويمر تحت الصفيحة القارية متجهًا نحو الوشاح. هذه العملية الجيولوجية تسمى الاندساس او “subduction” وهي ما تسبب الزلازل و البراكين.

عادة ما تنشأ هذه الزلازل في القشرة أو في بداية الوشاح الأرضي في أعماق منخفضة، ولكن، اذا ما اعترض شيء ما الألواح المندسة، ستتكسر مما قد يؤدي لنشوء زلازل و هزات في باطن الارض السحيق.

قد لا يكون ما ذكر سابقًا هو النتيجة الوحيدة لوجود هكذا طبقة.

فمعادن بهذه الصلابة يمكن أن تكون قادرة على حبس الحرارة الناتجة عن انصهار المعادن في النواة. ما يعني ان حرارة نواة الارض ربما اكبر مما كنا نعتقد.

نحن ما زلنا في طور اكتشاف تركيبة طبقات الارض الداخلية، الطريق ما زال طويلًا ومليئًا باكتشافات أخرى.


المصدر