إنّ المريخ والأرض كوكبان متعاكسان: فالمرّيخ هو الكوكب الأحمر، والأرض -كما وصفها كارل سيجان- هي النقطة الزرقاء الباهتة.

كما أنّ المريخ صحراءٌ قاحلة، والأرض مليئةٌ بالحياة والماء.

وهذه المقدّمة لنوضّح لكم أحد أهمّ الاختلافات بين الكوكبين، السّماء في المرّيخ بلونٍ أحمر، وغروب الشمس فيه بلونٍ أزرق، فكيف ذلك؟

إنّ السبب وراء هذه الظاهرة شبيهٌ لسبب اكتساء سماء الأرض بالأزرق، وغروب الشمس عنها بالأحمر.

إنّ لون شعاع الشمس الساقط على كوكبٍ ما يتغيّر بحسب ما يحتوي غلافه الجويّ.

عند دخولها الغلاف الجويّ، تصطدم أشعّة الشمس بالجزيئات الموجودة، وبسبب أنّ الأشعّة تتكوّن من أكثر من طول موجة، فإنّ التمايز باللون يتشكّل بسبب تفاعل الجزيئات الموجودة مع أمواجٍ بأطوالٍ محدّدة فحسب.

لنعرف أكثر عن غلاف المرّيخ؛ يمكننا مقارنته بغلاف كوكبنا.

يعتبر الغلاف الجويّ للمريخ هشًّا نسبيًّا، حيث يبلغ الضغط الجويّ المريّخيّ ما نسبته 1% من الضغط الجويّ الأرضيّ، ويحتوي على الكثير من الغبار وثاني أكسيد الكربون – وهنا يمكن سبب اللون؛ إنّ هذه الأتربة الناعمة هي سبب تبعثر الضوء ليبقى اللون الأحمر، لتبدو السماء حمراء.

أمّا على الأرض، فالعكس تمامًا يحدث، حيث تصطدم جزيئات الهواء الجوّي بالأشعّة الشمسيّة مشكّلةً اللون الأزرق.

أمّا في حالة الغروب، فيجبر الضوء على السّفر مسافةً أطول خلال الغلاف الجويّ للكوكب، ما يبعثره أكثر من الحالة الطبيعيّة، فيبقى اللون الذي تراه سواءٌ على المريخ أو على الأرض.

على الأرض، لدينا العديد من المواد ذات اللون الأحمر؛ مثل رماد البراكين وغبار النار.

أمّا على المرّيخ، ينتج درجة من اللون الأزرق.

أرسلنا العديد من المركبات إلى المرّيخ، مثل كيريوسيتي وسبيريت، مركباتٌ روبوتيّة سجّلت لنا لحظات الغروب الرائعة من الكوكب الأحمر.

وما يثير الاهتمام، أنّ المريخ والأرض هما الكوكبان الوحيدان -في مجموعتنا الشمسيّة- اللّذان يمكننا معاينة الغروب منهما.

فإذا أردنا التّكلّم عن ظروف بعض الكواكب الأخرى: فإنّ عطارد يفتقد لوجود غلافٍ جوّي، حيث سنرى الشمس تختفي، والنهار ينتهي، مع تغيّر حرارة الكوكب من 427 إلى -173 درجة سيلسيوس، كما أنّ يوم عطارد طويلٌ جدًا، حيث يحتاج إلى نحو 58 يومًا أرضيًا لإتمام دورةٍ حول نفسه.

أمّا عن كوكب الزّهرة، فإنّ غلافه شديد الكثافة سيمنع أشعة الشمس من الوصول إلى الكوكب أصلًا، كما أنّ حرارته العالية وأمطاره الحمضيّة لن ترحّب بنا كزوّارٍ على سطحه.

ولنكون دقيقين أكثر، قد يمنحنا قمر زحل (تايتان) فرصةً نادرةً لحدوث غروب الشمس عنه.

أمّا بالحديث عن الواقع، فإنّ غروب الشّمس عن كوكبنا ولقطات الغروب من كوكب المرّيخ هما أفضل ما يمكننا الحصول عليه.


  • ترجمة: محمد يامين.
  • تدقيق: جعفر الجزيري.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر