(الداء الكيسي الليفي في الثدي – (Fibrocystic Breast Disease أو ما قد يُطلق عليه (الثديان الكيسيان الليفيان – (Fibrocystic Breasts أو (التغيُّرات الكيسية الليفية في الثدي – (Fibrocystic Change، هو عبارة عن حالة سليمة أو حميدة (أي غير خبيثة أو سرطانية) في الثدي، تكون فيها أنسجة الثدي ذات ملمس كتلي أو قوام حبلي، وهذه الحالة ليست ضارة أو خطيرة، لكنها قد تكون مزعجة وغير مريحة لبعض النساء.

يُقدَّر أنَّ أكثر من نصف النساء يختبرن التغيّرات الكيسية الليفية في الثدي في مرحلةٍ ما من حياتهنّ، وفي الحقيقة توقّف العديد من الأخصائيين عن إطلاق مُسمّى «الداء الكيسي الليفي» عليها، ويستخدمون الآن عوضًا عن ذلك مصطلحاتٍ مثل الثديان الكيسيان الليفيان أو التغيرات الكيسية الليفية، فهي ليست داءً في واقع الحال وإنما عبارة عن تغيُّرات تُصنَّف على أنها طبيعية.

 

ما هي أهم الأعراض، ومتى يجب زيارة الطبيب؟

لا يعاني العديد من النساء من أي أعراض، ولكن قد يشتكي بعضهنَّ من بعض الأعراض التالية، والتي تميل إلى كونها أكثر إزعاجًا قبل موعد الحيض مباشرةً:

  • وجود كتل أو مناطق متسمّكة في الثدي تميل لأن تندمج مع باقي أنسجة الثدي المحيطة.
  • ألمٌ معمّم أو مضض (أي ألم عند اللمس أو الضغط) في الثدي.
  • مفرزات خضراء أو بنية داكنة غير دموية من الحلمة، تميل للسيلان دون ضغط أو عصر.
  • كتل في الثدي تتغيّر في الحجم تبعًا للدورة الطمثية.
  • تغيُّرات متشابهة في الثديين.
  • ارتفاعٌ شهريّ في درجة الألم وتكوُّن الكتل منذ منتصف الدورة (أي الإباضة) إلى ما قبل الحيض مباشرةً.

تصيب التغيُّرات الكيسية الليفية النساء بين العشرينيات والخمسينيات من العمر، ومن النادر أن تواجه النساء بعد سن الضهي هذه التغيُّرات إلا في حال كنَّ يتلقين علاجًا هرمونيًا، ولا يكون طلب استشارة طبية ضروريًا إلا في الحالات التالية:

  • اكتشاف كتلة جديدة أو منطقة بارزة من التسمّك.
  • وجود مناطق محددة من الألم المستمر أو المتفاقم.
  • تغيّرات تستمر بعد حدوث الحيض.
  • وجود كتلة قيّمها الطبيب سابقًا، ولكنها تبدو الآن أكبر أو متغيرة بشكلٍ أو بآخر.
  • وجود مفرزات رائقة أو دموية أو حمراء متسرّبة من الحلمة.
  • ما الذي يسبّب الداء الكيسي الليفي في الثدي؟

السبب الرئيسي للتغيُّرات الكيسية الليفية في الثدي غير معروف، لكنَّ الخبراء يعتقدون أنَّ الهرمونات الجنسية -وبشكل خاص الاستروجين- تلعب دورًا فيها.

قد يؤدي تغيّر مستوى الهرمونات خلال الدورة الطمثية الشهرية إلى الشعور بعدم الارتياح في الثديين، بالإضافة إلى تكوّن بعض العقد الممضة أو المؤلمة أو المتورّمة، وغالبًا ما تكون الأعراض أكثر إزعاجًا مباشرةً قبل الحيض، ويقل الألم والتعقّد أو يختفي عندما يبدأ الطمث.

عند فحص الأنسجة الكيسية الليفية في الثدي تحت المجهر، تبيّن أنها تحتوي على هذه المكونات البارزة:

  •  أكياس كروية أو بيضوية مليئة بالسوائل (كيسات).
  •  أنسجة ليفية شبيهة بالندب (تليّفات).
  •  تضخّم أو زيادة في حجم الخلايا المبطنة للأقنية اللبنية أو الأنسجة المفرزة للحليب (الفصيصات) في الثدي.
  •  تضخم في فصيصات الثدي (غُداد- Adenosis).

ما علاقة الداء الكيسي الليفي بالسرطان؟

لا يزيد الداء الكيسي الليفي في الثدي من خطر الإصابة بالسرطان، ولكنَّ التغيرات التي تطرأ على ثدييكِ يمكن أن تجعل من الصعب عليكِ أو على طبيبكِ التعرّف على الكتل السرطانية المحتملة أثناء فحص الثدي و(الصور الشعاعية – (Mammogram.

 

كيف يُشخّص الداء الكيسي الليفي في الثدي؟

يمكن لطبيبك وضع التشخيص بالاعتماد على القصة والفحص السريري، ولكنه قد يطلب أيضًا (تصويرًا شعاعيًا – (Mammogram أو التصوير بالموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي، وذلك للحصول على فكرة أفضل حول التغيّرات في ثدييك، ويوصَى أيضًا باستخدام الماموجرام الرقمي للنساء المُصابات بالداء الكيسي الليفي، إذ تسمح هذه التقنية بتصوير الثدي بشكلٍ أكثر دقة.

في بعض الحالات، قد يساعد التصوير بالموجات فوق الصوتية على التمييز بين أنسجة الثدي الطبيعية وغير الطبيعية، وفي حال كان طبيبك قلقًا بشأن مظهر أحد الكيسات أو أي موجود آخر، فسيقوم بطلب أخذ خزعة لمعرفة ما إذا كان هذا التغير سرطانيًا أم لا، وعادةً ما يُنفّذ هذا الإجراء عن طريق الشفط بالإبرة الدقيقة (FNA)؛ وهو إجراء يؤخذ فيه السائل أو الأنسجة باستخدام إبرة صغيرة.

 

كيف يتم علاج الداء الكيسي الليفي في الثدي؟

في حال عدم وجود أعراض أو كانت الأعراض خفيفة فلا حاجة إلى العلاج، ولكن حالات الألم الشديد أو الكيسات الكبيرة المؤلمة قد تبرر العلاج، والخيارات المتاحة في هذه الحالات قد تشمل الشفط بالإبرة الدقيقة ونادرًا الاستئصال الجراحي.

تكون السيطرة على الألم في الحالات الخفيفة والمتوسطة التي لا تتطلب علاجًا غازيًا باستخدام مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية مثل (الايبوبروفين (Ibuprofen- و(الأسيتامينوفين -(Acetaminophen ، ويمكن لموانع الحمل الفموي أن تلعب دورًا في العلاج.

قد يفيد ارتداء حمالة صدر مدعمة ومناسبة في التقليل من الألم والمضض في الثدي، وتجد بعض النساء أن استخدام الكمادات الدافئة أو الباردة يخفف من الأعراض، وعلى ذلك، يُنصح بتجربة كلا الأمرين لمعرفة أيهما الأفضل لحالتك.

بالإضافة لما سبق، يمكن لبعض التغييرات في النظام اليومي أن تحمل بعض التأثير، فقد يكون من المفيد للبعض الحد من تناول الكافيين، واتباع نظام غذائي قليل الدسم، وتناول مكملات لأحماض دهنية أساسية، ومع ذلك لا توجد دراسات مؤكدة تبين أن هذه التغييرات أو غيرها فعالة في تخفيف الأعراض.

 


  • ترجمة: دانيا الدخيل
  • تدقيق: تسنيم المنجّد
  • المحرر: ماتيو كيرلس
  • مصدر 1
  • مصدر 2