الخلفيّة الطبيّة

أصبح زرع الأرحام من متبرعات على قيد الحياة واقعًا لعلاج حالات العقم عند السيّدات في السويد عام 2014، ما ألهَمَ مراكز طبيّةٍ عدّة حول العالم للقيام بالمثل.

مع ذلك، ليس هناك -على حدّ علمنا- أيّ حالةٍ موثّقةٍ لمولودٍ حيّ وُلِدَ من رحم متبرعةٍ متوفية، ما أثار الشكوك حول الإمكانيّة العمليّة لذلك، وحول صلاحيّة وسلامة الرحم بعد انقطاع تدفق الدم إليه لفترةٍ طويلة.

الأساليب المتّبعة

في سبتمبر 2016، تمّ نقل رحمٍ من امرأةٍ متبرعةٍ -توفّيت جرّاء إصابتها بنزيفٍ في الدماغ- لامرأةٍ وُلِدَت دون رحمٍ نتيجة عيب خُلقيّ، في مستشفى في سان باولو في البرازيل. ناهز عمر المتبرعة الـ45 عامًا، وكانت أُمًا لثلاثة أطفالٍ من ولاداتٍ مهبليّة -طبيعيّة-.

قبل الجراحة بأربعة أشهرٍ، تمّت عمليّة التلقيح الصناعيّ لمُستقبلة الرحم حيث وهبت العمليّة 8 بويضاتٍ حُفِظَت مُجمّدة لحين زراعتها.

النتائج التي توصلنا إليها

أبدت مُستقبلة الرحم تحسُنًا ملحوظًا في حالتها بعد الجراحة، وخرجت من المستشفى بعد ثمانية أيام. كما أعطاها فريق زرع الأعضاء أدويةً مثبّطةً للمناعة بهدف منع جهازها المناعيّ من رفض الرحم المنقول إليها.

بعد حوالي 37 يومًا من زراعة الرحم، بدأت الدورة الشهريّة للأم بشكلٍ منتظم. وبعد 7 أشهرٍ -عندما كانت بطانة الرحم سميكةً بما يكفي- قام الأطباء بزرع البويضات الملقّحة داخل الرحم الجديد.

توبِع الحمل عن كثب بواسطة جهاز دوبلر للموجات فوق الصوتيّة، ولحسن الحظ لم يكن هناك أيّ عيوبٍ خلقيّة أو تشوهاتٍ، وكان تدفّق الدم للرحم والجنين طبيعيًا على مدار الحمل.

في الأول من ديسمبر عام 2017، أنجبت الأم طفلةً وزنها 2.5 كيلوجرامًا خلال عمليّةٍ قيصريّة.

وِفقًا لعلامات أبغار -ملخّصٌ رقميّ لحالاتٍ حديثة الولادة تستند على خمس نقاطٍ تُقاس بعد دقيقة، خمس، وعشر دقائق من ولادة الطفل لتقييم حالته الصحيّة- كانت حالة الطفلة طبيعيّةً ومُطمئنةً.

أزال الأطباء الرحم الذي زُرِعَ سابقًا في نفس العمليّة بعد إنتهاء الولادة، وتوقفوا عن إعطاء الأم أدويةً مثبّطةً للمناعة، لمنع حدوث أيّ مضاعفاتٍ في المستقبل.

اعتُبِرَت هذه الحالة السابقة من نوعها، أوّل امرأةٍ في العالم تلِد طفلًا من رحمٍ مأخوذٍ من أخرى متوفاة.

أكّد الأطباء أنّ نجاح هذه العمليّة يُعطي أملًا جديدًا لآلاف النساء الأخريات اللاتي يعانين من العقم في أن يصبحن أمهات، حيث يندر وجود متبرعاتٍ على قيد الحياة، كما يقلل استخدام أرحام متبرّعات متوفيات من التكاليف ويزيل مخاطر العمليّة عنهن.


  • ترجمة: جينا عماد جمال
  • تدقيق: آية فحماوي
  • تحرير: صهيب الأغبري
  • المصدر