دراسة جديدة تقترح أن جراحات البدانة يُمكنها أن تُساعد في مَنع الأزمات القلبيّة والسكتات الدماغيّة لدى مرضى داء السُكري الذين يُعانون من السِمنة المُفرطة.

من المعروف أن جراحات البدانة يُمكنها أن تُساعد كثيرًا من الناس على خسارة الوزن وزيادة قدرتهم على التحكم بظروفهم الصحيّة وخصوصًا مرضى السُكري وارتفاع التوتر الشرياني، لكن لم يكن من الواضح إذا ما كانت هذه العمليات تُساعد في خَفض مَخاطر الإصابة بالأزمات القلبيّة أو السكتات الدماغيّة أم لا.

والآن، يقول الباحثون «نعم» استنادًا على نتائج حصلوا عليها من هذه الدراسة، إذ وجد فريق الدراسة أن المرضى الذين يُعانون من السمنة المُفرطة والذين خَضعوا للعمليات الجراحيّة قد انخفض عندهم خطر الإصابة بالأزمات القلبيّة أو السكتات الدماغيّة بنسبة 40% على مدار خمس سنوات -وهي مدة فترة الدراسة- مقارنة بأولئك الذين يتلقون رعاية مرضيّة لداء السُكري فقط، وانخفض خطر الوفاة لأولئك الذين أجروا العمليات الجراحيّة بمقدار الثلثين طوال فترة الدراسة، وذلك وفقًا لمجلة الجمعيّة الطبيّة الأمريكيّة.

يقول دايفد أرتربيرن Arterburn أحد مؤلفي الدراسة: «بالنسبة لمعظم الناس فإن التمارين، والنظام الغذائي، والعلاج هم حجر الزاوية للتحكم بالنمط الثاني من داء السُكري، لكن بالنسبة لأصحاب السمنة المُفرطة فلن يكون هذا كافيًا، كما أن الدراسة لم تكن تجربة سريرية على المرضى لاختبار تأثير جراحة البدانة على تقليل خطر الإصابة بالأزمات القلبيّة إنَّما كانت فقط مُراقبة الحالة المرضيّة لأولئك الذين خضعوا لجراحات البدانة ومُقارنتها مع أولئك الذين تمسّكوا بالرعاية التقليديّة» ويُضيف: «آمل أن تُشجع النتائج الجديدة الأطباء والمرضى على مُناقشة خيار إجراء الجراحة جديًا للتخلص من البدانة».

ويقول أرتربيرن أيضًا: «مازالت النتائج الجديدة التي حصلنا عليها هي أفضل دليل مُتاح لدينا يُثبت أن جراحات البدانة يُمكنها أن تمنع بشكل جوهري خطر الأزمات القلبيّة والسكتات الدماغيّة لدى مرضى داء السُكري».

طبقًا للمعهد القومي للصحة بالولايات المتحدة فإن جراحات البدانة رُبما تكون خيارًا جديًا لدى المرضى الذين يُعانون من البدانة المُفرطة، أما الأشخاص الأقل مُعاناة من البدانة والذين يكون لديهم مُؤشر كتلة الجسم (BMI) أقل من 35 ربما يحتاجون مثل تلك الجراحات إذا كانوا يُعانون من داء السُكري أو انقطاع النفس أثناء النوم.

أمّا إذا كنت تُفكر في إجراء مثل تلك الجراحات فهي مثل أي جراحة أُخرى لها بعض الجوانب السيّئة فمثلًا تتراوح تكلفتُها ما بين 15 إلى 25 ألف دولار، كما أن هناك بعض المخاطر التي يمكن أن تحدث أثناء الجراحة مثل حدوث نزيف أو التعرّض للعدوى وبعض المشاكل المُتعلقة بالتغذية.

يقول أرتربيرن: «هذا النوع من العلاجات سيكون شاملًا بالنسبة للمريض، فبسبب وجود بعض المخاطر سَيجب عليك القيام بالعديد من التّغييرات في نظامك الغذائي وأسلوب حياتك بشكل عام، لكن هذه الأشياء تهون مقارنةً بالفوائد التي ستحصل عليها بعد إجراء الجراحة والتخلص من البدانة».

وفي دراسة طويلة الأمد قام أرتربيرن وفريقه بفحص بيانات نحو 3,500 من مرضى داء السُكري النمط الثاني لمدة خمس سنوات ووجدوا أن 4% من المرضى الذين اعتمدوا على تعاطي الأدوية والإنسولين فقط قد تعرضوا لأزمات قلبيّة وسكتات دماغيّة، في حين أن 2% من المرضى الذين خضعوا لعمليات جراحيّة قد تعرضوا لمثل تلك الحالات.

أخذ الباحثون في اعتبارهم العديد من العوامل الأُخرى مثل ارتفاع التوتر الشرياني والعمر وغيرها من العوامل، لكنهم وَجدوا أن جراحات البدانة مازالت مُرتبطة بانخفاض 40% من خطر الإصابة بالمُضاعفات القلبية الوعائية، كما أن خطر الوفاة قد تضائل بمقدار 3,5% طول فترة الدراسة لدى أولئك الذين خضعوا لجراحات البدانة.

يقول الدكتور سيد إكرام الدين –رئيس قسم الجراحة بكلية الطب في جامعة مينيسوتا (Minnesota)-: «يُمكن لجراحات البدانة أن تُحقق الكثير من الفوائد لدى أشخاص مُعينين، لكنها لن تكون مُناسبة لكل من يُعاني من البدانة المُفرِطة، فعلى سبيل المثال هناك بعض الناس يُعانون من مشاكل صحيّة تمنعهم من الخُضوع للعمليات الجراحيّة، ولذلك فإن خسارة الوزن أمر حساس لدى بعض من يُعانون من البدانة المُفرطة».

يقول إكرام الدين أيضًا: «اكتفاؤك بضبط أرقام سكر الدم لديك ربما لن يجعلك على الحالة التي تُريدها، فخَسارة الوزن ستحقق لك المزيد من الفوائد».

ويقترح إكرام الدين بأنه يجب على المريض التشاور مع طبيبه الخاص في كل الخيارات الممكنة لخَسارة الوزن، فجراحات البدانة هي خيار واحد من عدة خيارات للتخلّص من الوزن الزائد.


  • ترجمة: محمد غازي.
  • تدقيق: أنس حاج حسن.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر