الحكم بالجدارة (الحكم بالاستحقاق) في مجتمعنا كذبة. علم الموروثات يكشف: أن تولد غنيًا أفضل من أن تولد موهوبًا.
إن ثورة في علم الجينوم تتغلغل إلى داخل الاقتصاد، وهي تتيح لنا قول شيء ربما كنا نشك في صحته، ولكنها لا تؤكّده أبدًا: المال يتفوق على المورَّثات.
وباستخدام مقياس جديد يعتمد على الجينوم (المحتوى الجيني)، وجد علماء الاقتصاد أن المواهب الوراثية تتوزّع بالتساوي تقريبًا بين الأطفال في العائلات ذات الدخل المنخفض والعائلات ذات الدخل المرتفع، لكن النجاح ليس كذلك.
يتخرّج الأطفال الأقل موهبةً من الآباء ذوي الدخل المرتفع من الجامعة بمعدّلات أعلى من الأطفال الأكثر موهبةً من الآباء ذوي الدخل المنخفض.
أوّلَا، أُخِذ بعين الاعتبار الأشخاص الذين درجات جينومهم في الرُبع الأعلى على مؤشر جيني وقام الباحثون بربطها بالإنجاز التعليمي.
حوالي 24% فقط من الأشخاص المولودين لآباء منخفضي الدخل في تلك المجموعة ذات الإمكانيات العالية يتخرجون من الجامعة، وهذا يتضاءل مقارنةً بمعدّل التخرّج الجامعي البالغ 63% للأشخاص ذوي الدرجات الوراثية المماثلة والذين حالفهم الحظ بأن يولدوا لأبوين ذوي دخل مرتفع.
على خلاف ذلك مع الموجودات من الطرف الآخر من مقياس التسجيل الجيني، حوالي 27% من أولئك الذين يسجَّلون في الرُبع السفلي من المؤشر الوراثي مولدون لآباء من ذوي الدخل المرتفع، متخرجون من الكلية. وهذا يعني أنه من المحتمل على الأقل أن يتخرجوا من الجامعة مثل الطلاب ذوي الدخل المنخفض للآباء ذوي الدخل والدرجات الأعلى.
إن تطبيق الوراثة على الاقتصاد هو علم حديث، مقيد بشدّة. من أبرز الامثلة: يضطر الباحثون للتركيز على الأشخاص ذوي البشرة البيضاء، فتأتي أغلب البيانات الجينومية في العالم من الأشخاص المنحدرين من أصول أوروبية، ويمكن أن تؤدي المقارنات الجينية عبر الأعراق إلى نتائج غريبة، لكنها يمكن أن تبدأ بالفعل في فضح الحقائق حول الاقتصاد.
يأتي المخطط الوارد أعلاه من دراسة جديدة تستند إلى الجينوم للبيانات الاقتصادية والتي تسدد مباشرة في قلب التصور الشعبي لأمريكا باعتبارها مؤسسة الحكم بالجدارة.
- ترجمة: وفاء أبو الجدايل
- تدقيق: علي فرغلي
- تحرير: زيد أبو الرب