ما هي ضربة الطائر؟

يشار إلى حادثة اصطدام الطيور (عادةً طائر أو خفاش) بالطائرة خلال عملية التحليق بضربة الطائر Bird strike.

وتُعرَف بأسماء أخرى مثل امتصاص الطائر و خطر اصطدام الطائر بالطائرة (Bird Aircraft Strike Hazard) (BASH).

تحدث ضربات الطيور مع أنواع أخرى من الآلات التي تسير على الأرض مثل السيارات و خطوط الطاقة والعنفات الريحية، والتي عادةً ما ينتج عنها موت الطيور.

على الرغم من أن ضربات الطيور تشكل تهديدًا كبيرًا لسلامة الطيران، فإن عدد الحوادث الرئيسية التي حصلت بسبب ضربات الطيور منخفض للغاية.

غالبية ضربات الطيور تسبب ضررًا قليلًا للطائرة المصابة، لكن هذه التصادمات في غالبيتها تكون قاتلة للطيور التي تصطدم بالطائرة.

المرحلة الأكثر خطورة خلال الرحلة:

على الرغم من عدم وجود طريقة مضمونة تبقيك بعيدًا عن ضربات الطيور -إلا إذا كنت تعيش في عالم يخلو من الكائنات المحلقة في الجو- عادةً ما تحصل ضربات الطيور عندما تحلق الطائرات عند ارتفاعات منخفضة.

لذلك فإن الظروف الأكثر احتمالًا لحدوث هذهِ الضربات هي مرحلة الإقلاع أو هبوط الطائرات. السبب واضح وهو لأن غالبية الطيور تحلق عند ارتفاعات منخفضة، وبالتالي هناك خطر أكبر بسبب اصطدامها مع الآلات المحمولة جوًا.

تشقق قمرة قيادة مقاتلة F16 بعد اصطدامها بطائر

ولكن هذا لا يعني أنه لا توجد طيور تحلق على ارتفاعات أعلى من الارتفاعات المعتادة، في الحقيقة لقد تم تسجيل حوادث اصطدام بالطيور عند ارتفاعات أعلى وتبلغ من 6000 إلى 9000 متر.

الرقم العالمي لأقصى ارتفاع حدث عنده اصطدام مع الطيور هو 11300 متر.

ماذا يحدث خلال عملية الاصطدام؟

عادةً ما تصطدم الطيور مع أية حواف أمامية للطائرة و التي تتضمن: الأجنحة و مخروط مقدمة الطائرة والمحرك النفاث وهو المكان الأكثر شيوعًا.

زجاج أمامي مكسور نتيجة اصطدام مع طائر

تم تسجيل حالات اصطدام للطيور بالزجاج الأمامي أو قمرة القيادة لطائرات الركاب و الطائرات الحربية والتي ينتج عها أحيانًا تحطم أو تشقق قمرة القيادة أو الزجاج الأمامي. هذه الشقوق يمكن أن تسبب تخلخل (تذبذب) ضغط الهواء داخل قمرة القيادة والذي يسبب خسارة الارتفاع أو مشاكل أخرى متعلقة بالطيران.

يعتمد مدى شدة الضرر الذي يسببه الاصطدام مع الطيور على عدة عوامل تتضمن: الفرق في السرعة، اتجاه التصادم ووزن وحجم الطائر.

لتوضيح الفكرة، تخيّل اصطدام طائر كتلته 5 Kg بطائرة تحلق بسرعة نسبية 275 Km/h. هل يمكن أن تتخيل مقدار الصدمة الناتجة؟

هذا التصادم يعادل الطاقة الناتجة عن اصطدام كيس كتلته 100 Kg بالأرض تم رميه من ارتفاع 15 m. تخيّل إحساسك في حال اصطدامك بكيس كتلته 100 Kg تم رميه من ذلك الارتفاع.

الظروف الأكثر خطورة هي عند اصطدام الطائر مع توربين المحرك وبقائه عالقًا في المحرك، يشار لهذه الحادثة بامتصاص المحرك النفاث، وذلك بسبب امتصاص الطائر من قبل المحرك.

بعد بقاء الطائر عالقًا في المحرك، فإنه يمكن أن يسبب اضطرابًا في الحركة الدورانية لشفرات المروحة، ما يسبب فشلًا جزئيًا أو كليًا في المحرك. أسراب الطيور هي أكثر خطورةً وذلك بسبب اصطدامها الجماعي ذي الأثر الأكثر سوءًا.

يمكن لك أن تسأل ماذا يمكن أن تسبب الخسارة المفاجئة (الفشل المفاجئ) لأحد محركات الطائرة.

حالة اصطدام جديرة بالذكر:

طائرة الايرباص 1549

هناك عدة حوادث اصطدام الطيور مع الطائرات، لكن الحادثة التي حازت على الاهتمام الأكبر كانت رحلة الخطوط الجوية الأمريكية 1549. بتاريخ 15 كانون الثاني من العام 2009، قامت طائرة ايرباص 320 بهبوط اضطراري أعجوبي (دون محركات) في نهر هدسون بعد اصطدامها بسرب من الطيور بعد فترة قصيرة من إقلاعها من مطار لاغوارديا في مدينة نيويورك.

وبشكل لا يصدق لم يتم تسجيل أية إصابة. ولذلك ليس من المستغرب تسمية الحادثة باسم (المعجزة على نهر هدسون).

على الرغم من عدم وفاة أي من المسافرين، فإن هذا الحادث لفت الأنظار للفشل الكارثي الذي يمكن أن يسببه الاصطدام بالطيور للآلات المحمولة جوًا، حتى بالنسبة لطائرة ضخمة مثل الايرباص.

إذن، في المرة القادمة التي تسافر فيها بالطائرة، لا تتحمس كثيرًا عند رؤيتك لسرب من الطيور يطير عند نفس مستوى طائرتك.

في الحقيقة، من الجيد أن تبدأ بالدعاء عند رؤيتك للسرب قادمًا باتجاهك.


  • ترجمة: يازد حسامو
  • تدقيق: م. قيس شعبية
  • تحرير: صهيب الأغبري
  • المصدر