كلّ عامٍ، يطوّر العلماء الأمريكيون أكثر من 1.5 مليون حالة تعفن نتيجةً للعدوى البكتيرية. أكثر من ربع مليون من هذه الحالات مميتة.

الآن، يمكن لنظام تشخيصي جديد قوي أن يُحسِّن هذه الإحصائيات بصورةٍ جذرية، ومع وجود اختبار هو الأول من نوعه حيث يمكنه في الوقت نفسه فحص جميع البكتيريا المسببة للأمراض المعروفة للإنسان، مع تحديد الجينات التي تؤدي إلى مقاومة المضادات الحيوية.

صُمِّم هذا النظام، الذي يُطلق عليه تسلسل الالتقاط البكتيري “BacCapSeq”، عن طريق الباحثين في جامعة كولومبيا، والذين يقولون أن لديها القدرة على تسريع تشخيص العدوى البكتيرية القاتلة بشكلٍ كبير، ما يُساعد في النهاية على إنقاذ أرواح آلاف الأشخاص سنويًا.

يقول عالم الوراثة Orchid M. Allicock من المركز الجامعي للعدوى والحصانة University Center for Infection and Immunity (CII): «بمجرد الموافقة على الاستخدام السريري، سيَمنح “BacCapSeq” الأطباء أداةً قويةً للفحص السريع والدقيق لجميع البكتيريا المُسببة للأمراض المعروفة، بما في ذلك تلك التي تُسبب التعفن، وهو السبب الرئيسي الثالث للوفاة في الولايات المتحدة»،

ويُضيف: «يُعدّ هذا النظام أكثر دقة بـ 1000 مرة من الاختبارات التقليدية غير المُتحيِّزة، على مستوى مماثل للاختبارات التي تقوم بفحص نوع واحد من البكتريا في كل مرة».

في الوقت الحاضر، أكثر أشكال تشخيص التعفن شيوعًا هي زراعة البكتيريا في وسط ملائم، والتي يمكن أن تستغرق عادةً ما بين يومين إلى عدة أيام كي تُظهر نشاطها، إن لم يكن لفترة أطول بالنسبة للأنواع التي يَصعُب زراعتها.

في الوقت الحالي، يُشخّص “BacCapSeq” النتائج في 70 ساعة -وهو إطار زمني لن يكون دائمًا أسرع- ولكن يقول الباحثون بأن الفارق سيَقِل مع التقدم المُتوقع في قوة الحساب الإلكتروني.

وقبل حدوث ذلك، فإن للنظام مزايا أخرى يجب مراعاتها.

يتبع”BacCapSeq” قيادة أداة مشابهة لجميع أنواع العدوى الفيروسية المعروفة، والمسماة VirCapSeq-VERT، والتي طورها بعض الباحثين في عام 2015.

في حين يستطيع VirCapSeq-VERT وهو نظام مماثل وُضِع للكشف عن جميع الفيروسات المعروفة التي تُصيب الفقاريات إذ يستطيع التَّعرف على 207 أنواع من التصنيفات الفيروسية المعروفة بإصابتها للفقاريات،

إلّا أنَّ “BacCapSeq” يذهب لأبعد من ذلك، فهو قادرٌ على اكتشاف الحمض النووي المُميِّز لـ 307 أنواعٍ مختلفةٍ من البكتيريا المُسببة للأمراض، بينما يقوم في الوقت نفسه بتقييم ضراوة ومقاومة المضادات الميكروبية.

وبالنظر إلى أداة تحديد العوامل المسببة للأمراض الأكثر تقدمًا التالية -أنظمة تفاعل البلمرة المتسلسلة المتعددة -(PCR) يُمكنها فقط فحص ما يصل إلى 19 نوعًا من البكتيريا المسببة للأمراض، وهي قفزة هائلة إلى الأمام، وكذلك نقلة نمطية للباحثين والعاملين في مجال الصحة.

يقول مدير قسم علوم البيئة وكبير الباحثين، إيان ليبكين: «يجب أن يكون الذكاء الميكروبيولوجي مكونًا أساسيًا في الطب الدقيق»، ويُضيف: «سيُقلل التشخيص التفريقي الدقيق المبكر للأمراض المعدية، والمعرفة بملامح تأثير الدواء من الوفيات والحالات المرضية وكذلك تكاليف الرعاية الصحية”.

 

  • ترجمة: باسل أحمد
  • تدقيق: براءة ذويب
  • المصدر